الإمارات: بنوك إسلامية تستغل المشاعر الدينية ببطاقة "مكة" الائتمانية

الإمارات: بنوك إسلامية تستغل المشاعر الدينية ببطاقة "مكة" الائتمانية

جرت العادة أن تستخدم البنوك الحوافز والإغراءات لجذب العملاء, إضافة إلى الطرق العادية كالفوائد المدفوعة من قِبل البنوك التقليدية أو حصص الأرباح من قبل البنوك الإسلامية, ليس هذا فقط، بل امتدت حمى المنافسة إلى تقليد حوافز المطاعم السريعة فباتت البنوك تعكف على تقديم الهدايا والتقاويم وسحوبات الحظوظ, فضلا عن الحصالة الخنزرية للأطفال.
ولكن هناك جيل جديد من البنوك الإسلامية في الشرق الأوسط يعمل على إغراء الزبائن من خلال تقديم "مكافآت مقدسة"ـ تشتمل على رحلات عمرة إلى مكة.
ومن ضمنها بطاقة "الإسلامي" الائتمانية التي يصدرها بنك دبي الإسلامي. يقول البنك الإماراتي في أحد إعلاناته في الصحف منذ فترة: "إن النقاط التي تسجل كمكافآت والنقاط المجانية ونقاط المسافات المجانية بالطائرة لا تساوي شيئاً بالقياس إلى الثواب الذي يحصل عليه العميل عند استخدامه بطاقات الائتمان الإسلامية".
وحتى بالنسبة للذين لا تؤثر فيهم ألاعيب شركات الدعاية، فإن العلاقة بين الله وبين بطاقات الائتمان يمكن أن تكون كافية لإثارة استغراب أي شخص يحتمل أن يكون عميلاً للبنك. ولكن بعد التدقيق في الموضوع تبين أن "الجوائز المقدسة" ليست إلا اسماً على غير مسمى لبرنامج الولاء للبنك: والمقصود هو أن العميل سيحصل على خصم جزئي على رسوم البطاقة إذا سدد فواتيره في مواعيدها بانتظام.
كانت المصرفية الإسلامية فيما مضى ينظر إليها على أنها ظاهرة موجودة في بعض البلدان العربية المحافظة، ولكنها الآن منتشرة بصورة كبيرة خارج سوقها التقليدية وتعمل على اجتذاب الزبائن من خلال تقديم منتجات بنكية عادية ولكن بنكهة إسلامية.
ولكن بنك الخليج الأول في أبو ظبي صعّد من التحديات من خلال بطاقة "مكة الائتمانية"، حيث يستطيع الذين يستخدمونها بكثرة أن يجمعوا في نهاية الأمر ما يكفي من "الخطوات" في الرحلات الجوية تقربهم من زيارة بيت الله الحرام في مكة. إلا أن المفاجأة في الأمر أن العميل لا يستطيع استخدام هذه الخطوات لتأدية فريضة الحج، بحسب ما استنتجه مراسل وكالة "الأسوشيتد برس" الأمريكية.
يقول البروفيسور بالا شانموجام مدير المحاسبة والتمويل في جامعة Monash في ماليزيا "أعتقد أن تلك الخطوة إذا نظرنا إليها من منظور تنافسي، فهي مقبولة وليست ممنوعة من الناحية القانونية. إلا أنها مثيرة للشك والتساؤل من الناحية الأخلاقية". ويتابع البروفيسور الذي يقدم استشاراته للبنوك الماليزية "إن رحلات السفر إلى مكة تعد أمرا مقدسا، ولكن مسألة أن يقوم البنك باستخدامها سلاحا لإقناع المؤمنين للمشاركة في أنشطتها المصرفية، فإن الإجابة عن هذا السؤال متروكة لضمير الشخص".
ويشدد البروفيسور على ضرورة التزام البنوك الإسلامية بالمبادئ والقيم الأخلاقية, كما تفعل البنوك التقليدية، وأن يضعوا خطا بين ما يعد منافسة عادلة وبين استغلالية الدين.

الأكثر قراءة