"آي بود" قصة نجاح تنتظر التحدي الجديد من "ياهو"

"آي بود" قصة نجاح تنتظر التحدي الجديد من "ياهو"

"آي بود" قصة نجاح تنتظر التحدي الجديد من "ياهو"

في البداية سيطر الشك على عالم التكنولوجيا. ففي تشرين الأول (أكتوبر) من عام 2001، أخرج ستيف جوبس في حفلة عرض مذهلة في مدينة سان فرانسيسكو الأمريكية من قبعته جهازا جديدا. فقد قدّم رئيس مجلس إدارة شركة الكمبيوتر الأمريكية آبل Apple جهازا رقميا لتشغيل الموسيقى يحمل اسم آي بود iPod، وبنبرة غير متواضعة لم يعتد عليها صاح جوبس بأنه فخور جدا بمنتجه الجديد. ولكن رد فعل الشارع العام كانت في البداية متحفظا. فسعر آي بود كان في البداية 399 دولارا، وقد بدا السعر غاليا لجهاز محمول لتشغيل الموسيقى. في هذه الأثناء أبدى جوبس ثقته بأن جهاز آي بود ستتخطفه الأيدي.
والباقي عبارة عن قصـة: الجهاز الرقمي لتشغيل الأغاني أي بود ينتمي إلى قائمة أكثر المنتجات الإلكترونية نجاحا خلال الأعوام السابقة. ففي الولايات المتحدة، وكذلك بصورة متزايدة في بقية دول العالم، أصبحت السماعات البيضاء المميزة لجهاز آي بود صورة من الصور اليومية يراها المرء في الشارع. وبالنسبة للشركة الأمريكية (آبل) أصبحت أجهزة تشغيل الموسيقى العمود الرئيسي الذي يزداد قوة مع مرور الوقت لمبيعات الشركة بجانب الأعمال الرئيسية في حقل بيع أجهزة الكمبيوتر الذي لم تستطع (آبل) إلى الآن أن تتخطى فيه، في نظر العارفين بالأوضاع، مستوى الشركات الصغيرة. واليوم تسجل (آبل) مبيعات أكثر مع آي بود مقارنة بأجهزة الكمبيوتر المعروفة ماكنتوش Macintosh.
لم تكن بداية (آي بود) ناجحة. وللوصول إلى المستوى الذي هو عليه اليوم ، أن الموقع الإلكتروني لتسويق الموسيقى الخاص بـ (آبل آي تيونس) iTunes أصبح في عام 2003 متوافرا لنظام تشغيل الكمبيوتر الرائد ويندوز. وانتهى المطاف بجهاز تشغيل الموسيقى المحمول ليصبح ظاهرة واسعة عندما قامت (آبل) في عام 2004 بطرح عائلة أي بود أرخص تحمل اسم ميني Mini في الأسواق. وبيعت الأجهزة الجديدة المتعددة الألوان بسرعة كبيرة في الأسواق، ولشدة الإقبال كانت هنالك فترات انتظار طويلة على الجهاز. واليوم توجد ثلاث عائلات من الجهاز آي بود: الكبير الأصلي، والمتوسط نانو Nano والموديل الصغير شافل Shuffle والذي يبلغ سعره في أمريكا 79 دولارا. ومن خلال تواصلها في تقديم موديلات جديدة استطاعت (آبل) أن تجعل من صورة آي بود كالمنتجات المصنعة خصيصا للرمي بعد الاستعمال، وأن تجعل المستهلكين يشترون دائما موديلات جديدة. فهكذا، لا يرى المرء اليوم في أمريكا الموديل ميني الذي أحلت الشركة محله الموديل نانو في عام 2005. وفي الأغلب فإن شراء الأجهزة الجديدة له علاقة بالبطاريات، حيث تفقد بطاريات آي بود مع مرور الزمن قوة أدائها، ولا يمكن العثور على بديل لها بسهولة.
وإلى الآن لم تستطع أي شركة أن تفوق هيمنة (آبل) في قطاع الأجهزة الرقمية لتشغيل الموسيقى. على سبيل المثال المجموعة اليابانية للأجهزة الإلكترونية (سوني)، التي استطاعت في يوم من الأيام أن تغزو الأسواق بجهاز تشغيل أشرطة الكاسيت المحمول ووكمان Walkman، لم تتمكن إلى الآن من أن تضاهي آي بود. وأطلقت مجموعة البرمجيات العملاقة ميكروسوفت في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي حملة هجومية على (آبل) بإصدار جهاز تشغيل الموسيقى زون Zune، ولكن هذا الجهاز لم يبد إلى الآن أي أثار واضحة. فحسب معلومات معهد أبحاث السوق (إن بي دي جروب) NPD Group كان لدى (آبل) أخيرا حصة سوقية في أمريكا بلغت 73.7 في المائة، فيما بلغت نسبة ميكروسوفت 2.3 في المائة فقط.

وتعد الشركة الأمريكية سانديسك Sandisk التي تصنّع بجانب أجهزة تشغيل الموسيقى الرقاقات الإلكترونية المستخدمة في الأجهزة، ثاني أقوى شركة في القطاع بحصة سوقية تبلغ 9 في المائة. وكانت (سانديسك) قد أعلنت أخيرا حملة هجومية أخرى على (آبل)، وجهزت لها بعقد اتحاد مع شركة الإنترنت المعروفة (ياهو). حيث سيسهّل جهاز تشغيل موسيقى جديد لتحميل الأغاني من الإنترنت لاسلكيا (دون كوابل) على سبيل المثال من قسم خدمات الأغاني في (ياهو). فيما يجب في المقابل على أصحاب أجهزة أي بود أن يربطوا الجهاز بكمبيوتر لتحميل الأغاني من الإنترنت.

الأكثر قراءة