باحثون عن الكواكب يعثرون على منجم مجموعات شمسية جديدة
يؤكد باحثون عن الكواكب كانوا قد اكتشفوا في العام الماضي 28 كوكبا جديدا تدور حول نجوم أخرى أن المجموعة الشمسية لكوكب الأرض ليست فريدة وأنه قد يكون هناك مليارات الكواكب الصالحة للحياة.
وأبلغ الباحثون اجتماعا للجمعية الأمريكية للفلكيين في هونولولو أمس الأول أن أحدث الاكتشافات في مجال الكواكب الجديدة ترفع عدد "الكواكب الخارجية" المعروفة الكواكب الواقعة خارج مجموعتنا الشمسية - إلى 236.
وقال جيوفري مارسي أستاذ الفلك في جامعة كاليفورنيا بيركلي وقائد فريق الباحثين "بدأنا نكتشف أن أرضنا ليست شيئا نادرا في الكون".
وأضاف في محادثة عبر الهاتف "نستطيع بسهولة اكتشاف كواكب عملاقة مثل المشتري وزحل حول نجوم أخرى. معظم تلك الكواكب تدور في مدارات بعيدة عن
النجوم كما يدور المشتري وزحل في مدارات بعيدة عن شمسنا، "إنه تركيب شائع في المجموعات الكوكبية".
وقال الباحثون الذين وضعوا تفاصيل اكتشافاتهم على موقع على الإنترنت إن التقنيات الجديدة تمكن الفلكيين من رصد الكواكب غير العملاقة على الرغم من عدم القدرة حتى الآن على رؤية الكواكب التي تعادل الأرض من حيث الحجم.
وهناك أربعة من المجموعات تتضمن أيضا كواكب متعددة مثل مجموعة الأرض مع شمسها التي تضم ثمانية كواكب، تم تخفيض رتبة بلوتو عن منزلة الكواكب وأجرام مدارية أصغر.
وقال مارسي "نكتشف أن معظم النجوم ليس لديها ولو مجرد كوكب واحد ولكن عندما نعثر على كوكب فهناك ثان أو ثالث أو رابع".
وأضاف "أكثر الإنجازات التي أثارت اهتمامنا حقا هي هذا الكوكب الجديد الذي اكتشفناه منذ ثلاث سنوات". كان الكوكب الشبيه بنبتون والذي يدور حول النجم جليز 436 قد أثار اهتمام العلماء لأنه يبدو مغطي بالمياه وإن كانت مياها ساخنة في حالة كيماوية مخالفة لحالة المياه على الأرض على الأرجح بسبب الضغوط الهائلة على الكوكب.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري التقط باحثون سويسريون وبلجيكيون صورة للنجم بينما كان هذا الكوكب يمر بينه وبين الأرض. ومكنهم التغير الطفيف في ضوء النجم من معرفة قطر الكوكب وكثافته.
وقال مارسي "من الكثافة التي تبلغ جرامين لكل سنتيمتر مكعب ـ مثلي كثافة المياه - لا بد أن يكون 50 في المائة من الكوكب صخورا ونحو 50 في المائة مياها مع احتمال وجود كميات بسيطة من الهيدروجين والهليوم".
وأضاف "والآن نحن متأكدون تماما من أن له نواة صلبة وهذا الغلاف العملاق السميك من المياه. "وهذا هو السبب في أننا نكاد نقفز من ملابسنا من فرط الإثارة.
فهذه هي المرة الأولى التي نحدد فيها بناء أحد هذه الكواكب الخارجية. إنه صلب كالأرض لكن عليه الكثير من المياه المكون الأساسي للحياة".
وقال مارسي إنه من شبه المؤكد أن هذا الأمر يحدث كذلك في أماكن أخرى عديدة. وكان العلماء قد افترضوا هذا منذ عقود ولكن بدأت الآن الأدلة التي كان من الصعب العثور عليها تتكشف بسرعة.
وقال مارسي "في مجرتنا مجرة درب اللبانة يوجد 200 مليون نجم. أقدر أن 10 في المائة من هذه النجوم ربما كان لديها كواكب صالحة للحياة. "هناك مئات المليارات من المجرات تتفاوت في الشبه بمجرة درب اللبانة وفيها عشرات المليارات من الكواكب مثل كوكبنا". هناك خاصية غير معتادة في مجموعتنا الشمسية وهي تلك المدارات شبه الدائرية للكواكب والتي تعطي جرعة ثابتة من الإشعاع من الشمس. وليست المجموعات الشمسية الأخرى التي ترى بعيدا جدا على الشاكلة نفسها دائما. وقال مارسي "غالبية الكواكب لا تدور في مدارات دائرية
حول نجمها ولكن في مدارات مستطيلة تسمى المدارات الإهليليجية". وأضاف "نتمتع بدرجات حرارة ثابتة تقريبا على مدار العام .. إذا اقتربت الأرض من الشمس أكثر مما ينبغي فستسخن الأرض وسيغلي الماء وسيكون ذلك سيئا". وإذا ابتعدت أكثر مما ينبغي فسنتجمد. وقال مارسي "المدار المستطيل لا يستطيع الحفاظ على الحياة".