القمة.. اختبار للدور الحذر للصين على الساحة العالمية
ينظر إلى الصين على أنها لاعب ممانع في التعامل مع التحديات التي يواجهها العالم والتي ستقوم مجموعة الثماني بمناقشتها في قمتها في حزيران (يونيو) المقبل.
ولكن دون مشاركة رابع أكبر اقتصاد في العالم، فإنه يكاد يكون من المستحيل إيجاد حلول للمواضيع الأكثر إلحاحا مثل: تغير المناخ والخلل في الميزان التجاري وحالة إفريقيا والنزاعات النووية مع كل من إيران وكوريا الشمالية، إضافة إلى مكافحة القرصنة الفكرية.
وعلى الرغم من أن الصين ليست عضوا في النادي الخاص القاصر على مجموعة الثمانية الغنية التي تضم الدول الصناعية السبع الكبرى وهي: الولايات المتحدة، ألمانيا، فرنسا، إيطاليا، اليابان، وكندا، إضافة إلى روسيا، تشارك بكين في قمم المجموعة السنوية منذ عام 2003 بصفة مراقب.
وصرح مسئول كبير في بكين قبل توجه الرئيس الصيني هو جينتاو إلى هايليجندام بألمانيا لحضور القمة "إننا نبدي اهتماما كبيرا بالحوار".
وكانت وزيرة الخارجية البريطانية مارجريت بيكت قد صرحت خلال زيارة أخيرة لبكين بأن "الاكتفاء بمقعد المتفرج على الأحداث لم يعد خيارا بالنسبة للصين".
وقالت بيكت إن الدعوات لكي تظهر الصين القيادة ستزداد قوة مضيفة أن احد التحديات الكبرى في السياسة الخارجية بالنسبة إلى الصين هو "التوفيق بين الرغبة في العمل بنشاط من أجل عالم يسوده الانسجام وبين عقيدة عدم التدخل".
وقالت الوزيرة البريطانية إن "إقامة عالم يسوده الانسجام لن يتحقق تلقائيا".
وفيما يتعلق بالقضية العالمية الخاصة بتغير المناخ، فإن من المتوقع أن تحل الصين محل الولايات المتحدة كأكبر منتج لغازات الاحتباس الحراري في العالم هذا العام، ولكنها تقاوم فرض أي قيود على الانبعاثات الغازية وتتسبب في بطء الجهود الدولية لوقف ظاهرة الاحتباس الحراري.
وفى الأزمات الإقليمية، حظيت الصين بالإشادة لقيامها بدور إيجابي في التوسط في المحادثات السداسية بشأن برنامج كوريا الشمالية الخاص بالأسلحة النووية. ومع ذلك، تم انتقاد بكين لأنها لم تشمر عن ساعديها وتلعب دورا في مسألتي السودان وإيران.
وكان نهج الصين الخاص بعدم التدخل في الأزمة الإنسانية في دارفور مثيرا للغضب. ولم تستخدم الحكومة الصينية نفوذها ضد النظام في السودان ، الذي يعد مصدرا مهما للبترول للصين إلا بعد ضغط دولي شديد وساندت بنشاط نشر قوة سلام تابعة للأمم المتحدة في النزاع في منطقة دارفور.
ومع ذلك، تعد الصين ببساطة نفسها مدافعة عن مصالحها ضد الطلبات المفرطة. ومن المتوقع أن ترفض الصين في قمة مجموعة الثماني دعوات لإبداء المزيد من المرونة بشان عملتها الوطنية اليوان لأنها تعد نظامها المالي ليس ناضجا بالقدر الكافي.
ويعد غياب أي إجراء من جانب الصين ضد التعديات على حقوق الملكية الفكرية أمرا مثيراً للضيق على نحو مستمر بالنسبة إلى الدول الصناعية، حتى على الرغم من الحقيقة التي مفادها أن حماية الملكية الفكرية يصبح قضية مهمة بالنسبة إلى الشركات الصينية أيضا.
وبوصفها ثالث أكبر دولة تجارية في العالم وعضوا دائما في مجلس الأمن، كسبت الصين صوتا عالميا ولا توجد دولة ناشئة مؤهلة أكثر من الصين لتصبح عضوا إضافيا في نادي مجموعة الثماني الخاص.
ومع ذلك، لم تكن هناك دعوة وشيكة ولن تكون هناك مثل هذه الدعوة العام الجاري وذلك مثلما أشارت بوضوح انجيلا ميركل الرئيسة الحالية لمجموعة الثماني المستشارة الألمانية.
وقال المسؤول الصيني "لم يطلب منا أحد ذلك حتى الآن. إذا لم يتم دعوتنا للانضمام إلى المجموعة فإننا غير قادرين على إعطاء أي رد بشان ما إذا كنا نود الانضمام من عدمه".