شركات الوساطة ستدعم تحول السوق للعمل المؤسسي

شركات الوساطة ستدعم تحول السوق للعمل المؤسسي

توقع محللون ماليون ومستثمرون في سوق الأسهم السعودية أن تتحول السوق إلى العمل المؤسساتي خلال السنوات المقبلة مع التوسع في زيادة تراخيص شركات الوساطة المالية والبنوك الاستثمارية، مشيرين إلى دور شركات الخدمات المالية في تعزيز هذا التحول.
وبيّن عبد الله البراك محلل مالي وعضو جمعية المحاسبين السعوديين، أن شركات الخدمات المالية لها دور مهم في استقرار السوق من خلال تقديم الاستشارات لعملائها التي تساعد على استقرار السوق والقضاء على القرارات العشوائية التي تكون نتائجها عكسية، إضافة إلى التقارير المالية وتقارير التحليل الفني, معلقا بأنها الميزة الأبرز لشركات الخدمات المالية .
وقال البراك إنه لا بد للشركات المالية من التوسع في تقديم خدمات وعدم الوقوف فقط عند الحصول على التراخيص أو الترتيب.
أوضح البراك أن دور شركات الوساطة في تقديم الاستشارات المالية للعملاء يزيد من ثقافة العميل بحيث يتعامل مع السوق بشكل عقلاني أكثر.
وحول ما يمكن أن تقوم به شركات الخدمات المالية مستقبلا، قال البراك إن من الممكن أن تلعب شركات الوساطة دور صانع سوق لبعض الأسهم القيادية للحد من التذبذب الحاصل في السوق والاستقرار بشكل عام، معلقا أنه لا يوجد في السوق السعودية صانع سوق واضح.
وأَضاف البراك أنه في حالة موافقة هيئة سوق المال لبعض شركات الوساطة بالعمل كصانع سهم سيكون من حقها إيقاف السهم اذا رأت تداول هذا السهم بأسعار متدنية وهذا سيحمى السوق والمستثمرين.
وتوقع البراك أن تتحول السوق السعودية خلال سنتين الي سوق شركات كبرى ومؤسساتية، مضيفا أن جميع الأسواق العالمية يشكل فيها الأفراد جزءا بسيطا من السوق بعكس الحاصل في السوق السعودية, التي يشكل الأفراد المتداولين فيها جزءا كبيرا, كما صرح به الدكتور عبد الرحمن التويجري رئيس هيئة سوق المال – على حد قوله.
وحول افتتاح بعض شركات الوساطة للصناديق الاستثمارية، ذكر البراك أن فتح صناديق من قبل شركات الخدمات المالية سيكون له دوركبير في استقرار السوق, إضافة إلي جلب الاستثمارات المالية الأجنبية للسوق السعودية.
وقال البراك إن صناديق شركات الخدمات المالية ستعمل على التسويق للسوق السعودية وجلب الاستثمارات المؤسساتية من مختلف مناطق العالم.
وحول رأي بعض المتداولين في السوق السعودية في دور شركات الوساطة مستقبلا، يرى عبد الرحمن العازمي مستثمر في السوق المالية السعودية، أن دخول شركات الوساطة الأسواق المالية لتقديم الخدمات المالية سيكسب السوق نوعا من العقلانية في كثير من قرارات المستثمرين، مضيفا أن صناديق شركات الوساطة ستكون داعما في السوق بشكل إيجابي وفي الاستثمار في الشركات التي تخدم السوق.
وبين العازمي أن شركات الوساطة ستعمل على استقرار السوق بشكل عام، وهذا الاستقرار سيكون في صالح المستثمرين في السوق مستقبلا.
حول المنافسة بين البنوك وشركات الخدمات المالية، أضاف بدر العنزي مستثمر في سوق المال السعودية، أن أغلب شركات الخدمات المالية لها إدارات مرتبطة بالبنوك ولكن هذا لا يمنع من وجود شركات وساطة لها شراكة مع شركات للخدمات المالية الكبرى في العالم, لذا يجب على هيئة سوق المال وضع ضوابط وقوانين للشركات الخدمات المالية والتي من خلال هذه القوانين ستعمل الهيئة على حماية المستثمرين.
وبين العنزي أن شركات الخدمات المالية ستعمل على استقرار السوق, وذلك بتوجيه المستثمرين للقرارات الاستثمارية الجيدة بحكم عملهم كمختصين في هذا المجال .
وحول دور صناديق الاستثمار في شركات الوساطة، أضاف العنزي أن مثل هذه الصناديق ستعمل على استقرار السوق، إضافة إلى دور سيولة هذه الصناديق في استقرار السوق وكيفية التحكم فيها من قبل مختصين وأكاديميين في مجال التحليل الأساسي والفني.
وأوضح مسير المرشدي مستثمر في سوق المال السعودية، أن تأخير عمل شركات الوساطة ليس في صالح السوق أو المستثمرين، مطالبا هيئة سوق المال بالإسراع في السماح لشركات الخدمات المالية في بدء أعمالها.
وطالب المرشدي من هيئة سوق المال الإشراف الكامل على القائمين على صناديق شركات الخدمات المالية حتى لا يكون هناك نوع من التلاعب بأموال الناس.
وحول تقديم الاستشارات المالية للمستثمرين، قال المرشدي إن الاستشارات المالية المقدمة من قبل المختصين في شركات الخدمات المالية ستعمل على استقرار السوق والتوجيه الصحيح للأسهم والقطاعات الممتازة وذات العوائد.
من جانبه, طالب عبد الرحمن العتيبي مستثمر في سوق الأسهم السعودية شركات الوساطة المالية بإعداد برامج توعوية للمستثمرين وحلقات وندوات تساعد المستثمرين على فهم آليات ونظم الاستثمار الصحيح والابتعاد عن عنصر المضاربة السائد على تعاملات السوق.
وأضاف العتيبي أن هيئة سوق المال نفذت عددا من البرامج التثقيفية والتوعوية للمستثمرين العام الماضي وكان لها الأثر الكبير في سلوك المستثمرين، إلا أنها توقفت عن الاستمرار في عقد مثل هذه الورش. وتمنى العتيبي أن تقوم شركات الوساطة بدورها في استقرار السوق وتنظيم السيولة وعدم تعميقها سلوكيات المضاربة من قبل عملائها وصناديقها الاستثمارية.

الأكثر قراءة