أرباح متصاعدة للصناديق السعودية في جنوب شرق آسيا.. وأداء غير مقنع في الصين

أرباح متصاعدة للصناديق السعودية في جنوب شرق آسيا.. وأداء غير مقنع في الصين

ارتفاع مؤشر ثقة المُستهلك الأمريكي أسهم في ارتفاع البورصات العالمية، خاصة تلك التي تعتمد في دخلها على تصدير بضائعها إلى السوق الأمريكية ولكن هذه المرة دخلت أخبار اندماج الشركات وشركات التعدين كلاعب مهم في الأسبوع الماضي وساهمت في ارتفاع البورصات العالمية كما سيتضح في ثنايا التقرير.
الصناديق السعودية للأسهم العالمية المختلفة ارتفعت وحققت أرباحا جيدة ما عدا بعض الصناديق السعودية للأسهم اليابانية وهذا يعود إلى أداء البورصة اليابانية نفسها. وبالنسبة للصناديق الأخرى فقد كان السبق لصناديق أسهم جنوب شرق آسيا التي حققت جميعها معدل أرباح بنسبة 10.76 في المائة تليها في الأفضلية الصناديق السعودية للأسهم الأوروبية لتحقيقها أرباحا بنسبة 10.15 في المائة منذ بداية العام الحالي.
اللافت للانتباه ويدعو المهتمين للانتباه له هو أن الصناديق السعودية للأسهم الصينية والهندية التي استقطبت مدخرات وأموال الكثيرين لا تؤدي عملها بشكل صحيح ولا تُحقق أرباحا تُذكر مقارنة بمؤشر الأسهم الصينية الذي ارتفع أكثر من 43 في المائة منذ بداية العام الحالي بينما أفضل صندوق سعودي يستثمر في الأسهم الصينية لم يرتفع سوى 10.5 في المائة فقط. من هنا نرى ضرورة أن يكون مديري هذه الصناديق أكثر شفافية ويُبينوا أسباب تردي أدائهم في ظل ارتفاع أداء بورصة الصين ويُظهروا حقيقة ارتباط صناديقهم ببورصة الصين أو ببورصات أخرى تُدرج فيها الأسهم الصينية.

صناديق الأسهم الأمريكية

استمر ارتفاع الأسهم الأمريكية للأسبوع الخامس على التوالي وسط أجواء ابتهاج بنتائج أرباح الشركات التي كان من المُتوقع أن تُحقق في الربع الأول ما بين 3.5 و5.5 في المائة من الأرباح التشغيلية ولكنها نجحت حتى نهاية الأسبوع الماضي في تسجيل ارتفاع في الأرباح التشغيلية بنسبة تزيد على 8.5 في المائة وهذا معدل رائع، والحق يُقال إن موجة الارتفاع هذه التي تعيشها أسواق الأسهم الأمريكية قد طالت ويبدو أن نهايتها قد اقتربت مع حلول أيار (مايو) الذي اعتاد المتعاملون على أن تهبط السوق فيه بسبب جنيّ الأرباح التي تكون عادة بفضل تسجيل نتائج في الربع الأول. جدير بالذكر أن مؤشرات الأسهم الأمريكية الرئيسية نجحت في تحقيق ارتفاع يزيد على 6 في المائة منذ بداية العام الحالي وحتى نهاية الأسبوع الماضي.
الصناديق السعودية التي تستثمر في الأسهم الأمريكية نجحت جميعها في تحقيق أرباح تراوح بين 2.5 و7.8 في المائة منذ بداية العام الحالي حسب الجدول المرفق فكان أفضلها أداء محفظة الأسهم الأمريكية من بنك الرياض بتحقيقها 7.8 في المائة يليها صندوق الأهلي للمُتاجرة بالأسهم الأمريكية بنسبة ربح مقدارها 7.4 في المائة ثم صندوق البنك السعودي للاستثمار وصندوق البنك العربي للأسهم الأمريكية بنسبة 6.8 و6.6 في المائة على التوالي. ويُعتبر أداء جميع هذه الصناديق أفضل من أداء المؤشرات الرئيسية للسوق الأمريكية وأقصد بها مؤشري داو جونز وS&P 500 الذي تستخدمه معظم الصناديق السعودية كمؤشر استرشادي ومعياري تقيس به أداءها.

صناديق الأسهم الأوروبية

البورصات الأوروبية ارتفعت هي الأخرى حتى حققت مستويات قياسية جديدة لم تصل إليها منذ ست سنوات وتحديداً ما حققته يوم الأربعاء الماضي وبينه مؤشر "داو جونز" للأسهم الأوروبية، المُسمى European Dow Jones Stoxx 600 وجاءت هذه الارتفاعات من قطاعين هما قطاع شركات الإعلام بسبب بدء محادثات طلب اندماج بين شركة "رويترز" و"طومسون" مما أدى إلى ارتفاع سهم شركة "رويترز" بنسبة 25 في المائة، والقطاع الآخر هو قطاع التعدين وبسبب ارتفاع سهم شركة EMI بنسبة 8.5 في المائة، أما مؤشر "فوتسي" البريطاني فقد ارتفع بنسبة 1 في المائة وأغلق عند مستوى 6603 نقطة ومؤشر "داكس" الألماني ارتفع 0.5 في المائة بينما مؤشر "كاك" الفرنسي الذي تعيش بلاده أجواء الانتخابات الفرنسية في دورتها الثانية فقد ارتفع بنسبة 1.1 في المائة وسنرى آثار فوز "ساركوزي" على البورصات الأوروبية نظراً لتبنيه فكرة الحد من توسع الاتحاد الأوروبي.
أرباح الصناديق السعودية للأسهم الأوروبية منذ بداية العام الحالي وحتى نهاية الأسبوع الماضي راوحت بين 5.6 و14.6 في المائة والربح الأوفر من نصيب صندوق الأسهم الأوروبية من البنك العربي الوطني مُحققاً أعلى نسبة ربح وهي 14.6 ومن بعده صندوق الأسهم الأوروبية الصاعدة من بنك الرياض والصندوق الأوروبي من البنك السعودي الفرنسي بنسبة 13.3 و12.1 لكل منهما على التوالي منذ بداية العام الحالي، وعند مُقارنة أداء الصناديق السعودية المُتفوقة نجد أن أداءها مقارب أو أفضل من بعض الأسواق الأوروبية. وكنا نؤكد دائما على أن الأسهم الأوروبية هي أسهم رخيصة الثمن وقيمتها الحالية أقل من قيمتها العادلة التي تستحقها هذه الأسهم وأن الأسهم الأوروبية هي الخيار البديل للأسهم الأمريكية.

البورصات الآسيوية

شركات التعدين العالمية ساهمت في ارتفاع البورصات الآسيوية من أستراليا حتى إندونيسيا، كما أسهم ارتفاع أسعار المعادن في هذا نتيجة لتقرير "ميرل لانش" الذي رفع درجة جدوى الاستثمار في شركة BHP Billiton كما بين التقرير أن أسعار المعادن والسلع ستبقى عند مستويات تاريخية لسنين مقبلة وهذا أثر إيجايباً في أسعار شركات التعدين في بورصات عالمية متعددة، بالنسبة إلى سوق أسهم جنوب شرق آسيا وسنغافورة فسجلت أرقاما قياسية عند مستوى 1567.74 و3485.76 نقطة على التوالي بينما أغلقت بورصة اليابان والصين بسبب العطلة لأيام كما وجدت بورصة هونج كونج الدعم الجيد بعد صدور خبر عن تكوين ودخول صناديق من الشرق الأوسط إلى سوقها، كما أن خبر تملك شركة دبي حصة في بنك HSBC كان له أثر إيجابي.

صناديق الأسهم اليابانية

يوجد من بين الصناديق السعودية للأسهم اليابانية صناديق خاسرة يصل عددها إلى ثلاثة صناديق من أصل ستة صناديق والرابح منها كانت أرباحه متواضعة لا تتجاوز 2.4 في المائة وهو صندوق مؤشر الأسهم اليابانية من بنك "ساب" ثم صندوق الأسهم اليابانية من البنك السعودي الهولندي الذي حقق 2 في المائة منذ بداية العام الحالي. واكتفى صندوق بنك الرياض للأسهم اليابانية بأرباح تصل إلى 0.2 في المائة فقط علماً بأن أعلى نسبة ربح حققها الصندوق كانت 3.45 في المائة في كانون الثاني (يناير) الماضي وبمقارنة أداء الصناديق السعودية الرابحة في سوق الأسهم اليابانية بمؤشر السوق اليابانية نجد أن المؤشر لم يُحقق سوى 0.98 منذ بداية العام الحالي.

صناديق أسهم جنوب شرقي آسيا

على العكس من صناديق الأسهم اليابانية كان أداء صناديق جنوب شرقي آسيا غاية في الروعة فاق بقية الصناديق حيث راوحت أرباحها بين 5.4 و16.2 في المائة منذ بداية العام الحالي وحتى نهاية الأسبوع الماضي وكعادته كانت الأفضلية لصندوق الرياض المُسمى بصندوق "أسهم جنوب شرقي آسيا" مُحققا أعلى نسبة ربح هي 16.2 في المائة ومن بعده صندوق مؤشر الأسهم الآسيوية من بنك "ساب" وصندوق البنك السعودي الهولندي ولكل منهما نسبة ربح هي 14.9 و13 في المائة على التوالي.

صناديق أسهم الصين والهند

نجحت الصناديق السعودية لأسهم الصين والهند في التعافي من كبوتها التي مُنيت بها منذ بداية العام الحالي والصدارة ضمن هذه الفئة كانت دائما لصندوق بنك "ساب" منذ بداية العام حيث حقق حتى الآن 10.5 في المائة تلاه صندوق الراجحي وصندوق مجموعة سامبا المالية بنسبة ربح هي 5.6 و0.1 في المائة على التوالي وعند مقارنة أداء هذه الصناديق بأداء مؤشر سوق الأسهم الصينية "شينجهاي" نجد أن المؤشر تقدم 43.57 في المائة منذ بداية العام الحالي بينما مؤشر الأسهم الهندية ارتفع 1.07 في المائة فقط وبالتالي فإن أداء الصناديق السعودية للأسهم الصينية والهندية يُعتبر متخلفاً عن أداء مؤشرات الأسواق الصينية والهندية بكثير وهذا أمر لافت وغير منطقي يحتاج إلى إيضاح وبيان من قبل مديري الصناديق.

الأكثر قراءة