تقرير دولي: السعودية تؤسس صندوقاً لتمويل المشاريع السياحة واستقطاب استثمارات قيمتها 50 مليار دولار
تقرير دولي: السعودية تؤسس صندوقاً لتمويل المشاريع السياحة واستقطاب استثمارات قيمتها 50 مليار دولار
كشف تقرير متخصص أصدرته شركة جلوبال فيوتشرز آند فورسايت الهيئة العالمية المتخصصة في الدراسات والأبحاث أمس مع انطلاقة معرض سوق السفر العربي عن أن السعودية تخطط لتأسيس صندوق لتمويل المشاريع السياحية، وذلك ضمن استراتيجية الهيئة العليا للسياحة لدعم الصناعة واستقطاب المزيد من السياح وتشجيع الاستثمارات الأجنبية حيث تهدف الهيئة إلى استقطاب استثمارات قيمتها 50 مليار دولار
وأوضح التقرير الذي حمل عنوان "رؤية 2020" أن المشاريع الجديدة في السعودية تركز على السياحة العائلية والعلاجية والتسوق والسياحة الرياضية، بما يتواكب مع الاتجاهات العالمية الحالية, وقال ديفيد سميث، الرئيس التنفيذي الشريك في "جلوبال فيوتشرز آند فورسايت" والمحرر المشارك في التقرير أن السعودية بدأت خطة طموحة نحو تشجيع القطاع السياحي مضيفا أن الجهات المسؤولة سمحت لشركات الطيران الخاص بالعمل فقد دشنت كل من شركتي "سما" و"ناس" أعمالهما في قطاع خدمات الطيران الاقتصادي الداخلي، كما سيتم استثمار 4.8 مليار دولار لبناء صالات مسافرين جديدة في مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة. ووفقاً لـ"رؤية 2020" سيتم استثمار ما يقارب ثلاثة تريليونات دولار في مشاريع تتعلق بالسياحة والترفيه بشكل مباشر، وأخرى تتعلق بالبنية التحتية اللازمة لدعم نمو القطاع كما ستتمكن مطارات المنطقة من استيعاب نحو 300 مليون مسافر إضافي، كما سيتم بناء أكثر من 200 فندق جديد تضيف نحو 100 ألف غرفة فندقية خلال السنوات الـ 13 المقبلة، كما يتوقع زيادة عدد الرحلات الجوية وأساطيل الطائرات بنسبة 150 في المائة حتى عام 2025، وهو ما ينعكس بشكل مباشر على نمو القطاع السياحي, غير أن التقرير يدعو إلي ضرورة الأخذ بعين الاعتبار التغيرات الاقتصادية والديموجرافية والاجتماعية والبيئية المتوقعة عند وضع أي استراتيجيات لتطوير السياحة في منطقة الشرق الأوسط.
ويغطي التقرير "رؤية 2020" 13 دولة شرق أوسطية، هي: البحرين، مصر، إيران، الأردن، الكويت، لبنان، عمان، قطر، السعودية، سورية، تركيا، الإمارات، واليمن، حيث سيتم عرض نتائج وتوقعات التقرير خلال سلسلة من الندوات تقام على مدى الأيام الأربعة لسوق السفر العربي. وسيتم إطلاق الجزء الثاني من التقرير الذي يحوي بيانات مفصلة عن القطاع السياحي خلال سوق السفر العالمي الذي سيقام في لندن خلال تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.
ويسلط التقرير الضوء على مختلف فرص وتحديات القطاع المستقبلية ويشمل ذلك الحاجة إلى تعريف الأسواق المهتمة بالسياحة الفاخرة في منطقة الشرق الأوسط ومرونة التعامل مع اهتمامات هذه الأسواق وطرق التعامل مع الحالات الطارئة مثل التغيرات المناخية وتوافر المياه. كما يقدم التقرير بيانات شاملة عن طرق التعاون مع الوجهات السياحية الأخرى لتجنب التضارب بين البرامج السياحية المختلفة.
وقال روهيت تالور، الرئيس التنفيذي الشريك في "جلوبال فيوتشرز آند فورسايت" والمحرر المشارك في التقرير، إن المنطقة تمتلك الطموح والموارد والالتزام الضروري لتحويل خططها الطموحة إلى واقع. ويبقى التحدي الرئيسي هو اعتماد استراتيجيات طويلة المدى تتناسب مع التغيرات المستقبلية المتوقعة.
وأوضح تالور أن المنطقة طورت عدداً من المشاريع السياحية المتميزة عالمياً مثل مشروع جزيرة النخلة ولؤلؤة قطر، غير أن العديد من المشاريع السياحية الأخرى تتشابه في مواصفاتها مع مشاريع أخرى في مدن مثل ستوكهولم أو سان فرانسيسكو, ومن هنا يواجه مطورو المشاريع السياحية في منطقة الشرق الأوسط تحدياً مهما يتمثل في إطلاق مبادرات للمحافظة على الثقافة والتاريخ والتراث وتطوير خطط سياحية للاستفادة منه ولذلك ندعو جميع الأطراف والجهات ذات العلاقة لإطلاق حوار استراتيجي يرمي إلى فتح آفاق جديدة أمام القطاع.
وتعد قضية الأمن إحدى أهم القضايا التي تطرق إليها التقرير، حيث أوضح أن قضية الأمن تعد من أبرز التحديات التي يجب معالجتها عند وضع استراتيجيات لتنمية السياحة، حيث إن منطقة الشرق الأوسط تعاني مفهوم "الهوية الجماعية" وهو مفهوم خاطئ يجب تصحيحه لضمان نمو القطاع السياحي.
وحذر التقرير من التحول الحاصل في العديد من العوامل المؤثرة في القطاع السياحي، وذلك بالتزامن مع التغير الكبير المتوقع للخريطة الاقتصادية الجديدة بحلول عام 2020، حيث يتوقع أن تكون دول مثل: باكستان، إندونيسيا، ونيجيريا من أكبر 20 دولة في العالم عام 2050.