المجلس الاستشاري لمنتدى الإعلاميات يوثق تاريخ الإعلام النسائي

المجلس الاستشاري لمنتدى الإعلاميات يوثق تاريخ الإعلام النسائي

باتت التحديات الاجتماعية التي تواجه المرأة في العمل الإعلامي تلقي بظلالها على المجالات التنموية المختلفة التي غابت أو غُيّبتْ عنها المرأة، في ظل تباين الأهمية في كثير من الدول العربية للدور الذي من الممكن أن تقدمه المرأة لمجتمعها، الأمر الذي جعل مشاركتها في الجانب الإعلامي محدودة، وتبدو في غالبها ضعيفة الاحتراف في مجالات كالإعلام المتخصص، ما يؤكد إشكالية تمكين الوعي المهني لدى الإعلاميات، وبالتالي يفاقم تجاهل وسائل الإعلام للاحتياجات الحقيقية للنساء، عدا عن أنّ الصور الإعلامية يغلب عليها الطابع الذكوري حتى في المجالات التي تهتم بقضايا المرأة. وبعد التجربة الناجحة لمركز المرأة السعودية الإعلامي في تقديم منتدى الإعلاميات الأول، والذي حمل شعار (الإعلام وقضايا المجتمع)، يقوم المركز هذا العام بتكرار التجربة بحيثيات تطويرية لمنتدى الإعلاميات الثاني، جاء منها تأسيس مجلسٍ استشاري ترأسه الأميرة حصة بنت سلمان بن عبد العزيز ضمّ العديد من الخبرات النسائية الفكرية والإعلامية، إضافة إلى شخصيات بارزة من سيدات الأعمال.

عضوية المجلس:
من أبرز المهام الموكلة للمجلس الاستشاري، عقد اجتماعات دورية قبل المنتدى لمناقشة موضوعه العام ومشاريعه، وبناء منهج إعلامي يتفاعل ويتعاطى مع متطلبات المرحلة، ويعتمد على العقلانية والواقعية والصدق، وتتم مناقشة ذلك بمن ضمنهن المجلس من الخبرات النسائية الفكرية والإعلامية، إضافة إلى عدد من سيدات الأعمال، وهنّ: من قطاع الإعلام المسموع (دلال ضياء، ونوال بخش)، ومن قطاع الإعلام المرئي (مريم الغامدي)، أما من مجال الإعلام المكتوب (شريفة الشملان، ناهد باشطح)، أما (د. فوزية أبو خالد، د. هتون الفاسي، د. فوزية البكر) فيمثلن فئة الأكاديميات اللاتي لهن علاقة بالإعلام المكتوب، ومثلت (د. عزّة عبد العزيز) فئة الأكاديميات من الإعلام كما مثلت هدى الجريسي فئة سيدات الأعمال.

مشاريع على طاولة النقاش:
تنطلق فكرة المجلس الاستشاري من الحاجة الماسّة للاجتماعات الدوريّة كي تطّلع العضوات على مشاريع منتدى الإعلاميات، والاستزادة بآرائهن حول سير عمل آليات تنفيذ المشاريع، وكيفية التغلب على الصعوبات، إضافة إلى تقديم الاقتراحات بشأن تطوير العمل الموجه للإعلاميات، والحاجة إلى اجتماع يعقب المنتدى لتقييم فعالياته .. حرص اجتماع المجلس الاستشاري الأول على استعراض مشاريع منتدى الإعلاميات، وعرض مقترحات لتجاوز الصعوبات التي تعترض الخطط المعدَّة، حيث تمَّ استعراض بعض الفعاليات التي يعدها مركز المرأة السعودية الإعلامي تحت مظلة منتدى الإعلاميات، وهي:

أولاً: (جمعية الإعلاميات السعوديات)
حرص المجلس على إيجاد جهة مرجعية للإعلاميات السعوديات، والمحافظة على حقوقهن المهنية، وبحث سبل تطوير عملهن الاحترافي، حيث تبنى مركز المرأة السعودية الإعلامي مشروعاً يُعنى بتأسيس جمعية مخصصة للإعلاميات السعوديات، وقد اتضح بعد الاطلاع على نظام المطبوعات والنشر أنّ الجمعية المقترحة وفق نظام المطبوعات هي أشبه بجمعية لسيدات الأعمال اللواتي يفتتحن مشاريع، ويمارسن أنشطة إعلامية، ولا تُفيد بأي حال من الأحوال المهنيات، ونتيجة لذلك تم تأجيل النظر في تأسيس جمعية الإعلاميات.

ثانياً: (تاريخ الإعلام النسوي في السعودية)
وهو مشروع يرصد تاريخ المرأة السعودية في الإعلام ويُلقي الضوء في جزئه الأول على مسيرة الأوائل من الإعلاميات في توثيق لثلاثة عقود هي: الخمسينيات، الستينيات، والسبعينيات اللاتي بدأن المسيرة الإعلامية مع بدايات انطلاقة الإعلام في المملكة العربية السعودية، واللاتي لهن بصمات واضحة في هذا المجال ممن التحقن فيما بعد بهذه المسيرة، من خلال كتاب مطبوع يوثّق هذه المسيرة الرائدة، والمزمع أن يُرفق معه كذلك (سي دي) بصوت الرائدات.
وفي جزئه الثاني سيوثق ثلاثة عقود: هي الثمانينيات، التسعينيات، وعام 2000 وحول الوسائل المُعتمدة لحصر الرائدات تم عرض عدد من المراجع، والاتصال بمصادر متعددة بغرض المعلومة الميدانية أو البحثية.
كما تم الاعتماد على مشروع دليل للإعلاميات ليكون مسانداً لمشروع الرائدات، حيث إن الاستمارة الخاصة به مفصّلة بشكل أكبر، مثل وضعيتها المهنية، وتاريخ بدايتها، ومن هنا ظهرت أسماء الكثير من الرائدات. إلا أنه طرأ بعض المعوقات في إنجاز دليل الرائدات كصعوبة الوصول إلى الصحافيات، عكس الإعلام المرئي والمسموع.

ثالثاً: (دليل الإعلاميات في المملكة)
في محاولة حصر وتوثيق جميع الإعلاميات العاملات في قطاع الإعلام المرئي والمسموع والمقروء بمختلف تخصصاتهن ووظائفهن، وتوثيق أسمائهن ومسيرتهن في الإعلام كأحد الجهود الهادفة لإعداد مركز معلوماتي متكامل عن الإعلامية السعودية عمل مركز المرأة السعودية الإعلامي على إصدار دليل يضم إعلاميات المملكة العربية السعودية، كمرجع يمكّن الباحثين والمهتمين بالشأن الإعلامي من التواصل المباشر مع الإعلاميات، والاطلاع على سيرهن المهنية وإنجازاتهن المميزة.
تم بدء العمل على دليل الإعلاميات منذ سنة 2004، وسيتم طبعه – إن شاء الله – في كتيب عام 2008 حيث تم حصر 400 اسم لإعلاميات سعوديات أو غير سعوديات عملن في المملكة، وتم تعبئة 245 استمارة كاملة، وتم وضع ممثلات للمركز في مختلف مناطق المملكة؛ لحصر الصحافيات في مناطقهن إضافة إلى نشر أخبار عن الدليل في الصحف.

رؤى حول منتدى الإعلاميات الثاني
وعلى صعيد الحدث الأهم قام المجلس بمناقشة العديد من النقاط حول فعاليات اليومين اللذين حددا لإقامة فعاليات المنتدى في عامه الثاني مثل: استقطاب رعاة لدعم المشروع، واستقطاب مدربات متخصصات من الخارج لورش العمل المصاحبة، إضافة إلى إدخال عناصر رجالية كإعلاميين أو اقتصاديين كمتحدثين في المنتدى عبر الشبكة التلفزيونية، حيث تتم الاستفادة من بعض الخبرات في هذا المجال. وإقرار تكريم سلطانة السديري (من أوائل الكاتبات الأديبات).

وجه من المجلس الاستشاري
تقول الدكتورة عزّة عبد العزيز الأستاذة المشاركة في جامعة الملك سعود، وعضو المجلس الاستشاري لمنتدى الإعلاميات السعوديات إن ما شجعني على الانضمام للمجلس، هو تعاوني مع مركز المرأة السعودية الإعلامي في أكثر من مجال، وما وجدت فيه من جدية في التعامل إلى جانب نجاح منتدى الإعلاميات السعوديات الأول الذي كان دافعاً لي بأن أكون ضمن المجلس الاستشاري كاستشارية في الجانب الإعلامي، بحكم تخصصي كأستاذ مشارك في الإعلام. وتتمنى عزّة عبد العزيز أن تفعل التوصيات التي تنتج عن كل منتدى من خلال المجلس، وأن يكون له دور أكبر من دوره الحالي، بمعنى أن يفعّل كل ما جاء من توصيات في كل المنتديات، وفي الوقت ذاته يكون له دور في محاولة إيجاد حلول لقضايا المرأة الإعلامية من خلال إقامة محاضرات ودورات يمكن أن تساعد في حل مثل هذه المشكلات.
وحول نقلات منتدى الإعلاميات التطويرية التي شملت استحداث المجلس الاستشاري، ومدى الحاجة إلى مثل هذه المجالس في تطوير المنتدى، تقول الدكتورة عزة: أعتقد أن للمجلس الاستشاري لمنتدى الإعلاميات السعوديات الثاني دوراً كبيراً في تطوير المنتديات من منطلق أن معظم المشاركات المتخصصات، وجانب التخصص له دور كبير في تقويم أشياء معينة من الاستشارات الخاصة بالمنتدى، وإعطاء مغزى لبعض الجوانب التي تهدف إلى تحقيق نجاح للمنتدى.

الأكثر قراءة