الإبداع .. رأس المال البشري الذي يحتاج إلى استثمار

الإبداع .. رأس المال البشري الذي يحتاج إلى استثمار

حين تفكر في مناطق العالم التي تدفع قدماً بالتقدم التكنولوجي، لن تفكر بالضرورة في الشرق الأوسط مباشرة. ولكن وفقاً لمؤشر حديث خاص بالإبداع العالمي، فإن بلدان تلك المنطقة بدأت تضع أسماء لها في دوائر التكنولوجيا. وقام سوميترا دوتا أستاذ الأعمال والتكنولوجيا في إنسياد بجمع هذا المؤشر منذ عهد قريب ويضع هذا المؤشر الإمارات في المرتبة 14 بينما حلت الكويت في المرتبة 30 على مستوى العالم .
يهدف مؤشر إنسياد للإبداع العالمي إلى إيضاح درجة تجاوب البلدان كل على حدة والمناطق مع تحديات الإبداع. واعتماداً على المعطيات المتوافرة من البنك الدولي وغيره من المصادر، فإنه يصنف البلدان من حيث المدخلات (المعاهد والسياسات، الطاقة البشرية، البنية التحتية، التقدم التكنولوجي، وأسواق المال والأعمال) ومن حيث المخرجات (المعرفة، القدرة على التنافس، والثراء).
وحصلت الإمارات على علامات جيدة من حيث الطاقة البشرية فجاء ترتيبها الخامس كما حققت المركز السادس بالنسبة للمعرفة واحتلت المركز الثالث عشر عالميا بخصوص القدرة على المنافسة
يقول دوتا إن الإمارات العربية المتحدة التي تضم دبي وأبو ظبي وخمس إمارات أخرى تعيش حالة من الازدهار وتعمل على تطوير رأس المال البشري والتجمعات البشرية، خاصة في مجال التكنولوجيا، وإن البلد بأكمله مهيأ للنمو المستقبلي. وبالنسبة للتركيز القوي الذي توليه الإمارات لتطوير رأس المال البشري، يقول إن المنطقة تدرك أن قدرتها على التنافس تعتمد إلى حد كبير على قدرتها على استقطاب العمالة الماهرة من الخارج. وهذا يعني أن من المهم توفير بيئة محفزة وملائمة للعيش بالنسبة لعمال المعرفة القادمين إليها من شتى أنحاء العالم.
وفضلاً عن الاستثمار في البشر تستثمر المنطقة كثيراً في تطوير المجموعات المبدعة، وهي تحاول جذب الشركات الرائدة في مختلف القطاعات، وتقوم بتأسيس نواد للإبداع. ويقول دوتا إن النظام المتطور للتعليم دفع إسرائيل أن تدخل القائمة مضيفا إن الروابط القوية بين الحياة المدنية والجيش هناك - لأن نسبة كبيرة من الذكور البالغين ملزمون بتأدية الخدمة العسكرية – هذه الروابط وفرت درجة عالية من المعرفة بإدارة المشاريع وإدارة الشركات، الأمر الذي يترجم بشكل جيد إلى مشاريع في وقت لاحق.
وجاءت إسرائيل في المرتبة التاسعة على صعيد التقدم التكنولوجي لكنها ارتدت إلى المركز 41 في مجال القدرة التنافسية ويعود ذلك إلى أسباب منها الوضع السياسي فيها. ويوجد في إسرائيل على سبيل المثال أعلى نسبة من المهندسين إلى عدد السكان في العالم، ضعف نسبتهم في كل من الولايات المتحدة واليابان لكن كثير من المهندسين يختارون الانتقال إلى الولايات المتحدة وغيرها لتأسيس الشركات هناك. ولهذا تحاول إسرائيل تنشيط وتشجيع حركة هجرة المهندسين المهرة إليها من أنحاء أخرى من العالم خاصة من روسيا ودول أوروبا الشرقية .
وحصل الشرق الأوسط على علامات عالية من حيث الثروة، وذلك بفضل الإيرادات النفطية حيث احتلت الكويت المرتبة الثامنة والإمارات المرتبة العاشرة على الصعيد العالمي. ولكن، بينما يعتمد الشرق الأوسط على النفط منذ عقود، فإن الاحتياطيات النفطية سوف تجف يوماً ما، ولذلك فإن كثيراً من بلدان المنطقة أخذت تزيد من اهتمامها في قطاع التكنولوجيا. وبالتالي، يقول دوتا،"ينصب تركيز الإمارات على الإبداع تنويعاً لاقتصادها ولقاعدة إيراداتها لأنها تعرف جيداً أن النفط لن يدوم إلى الأبد".

الأكثر قراءة