هرمون النمو يفحص بعد أداء التمارين الرياضية وقصر القامة من مسببات اختلال الهرمونات

هرمون النمو يفحص بعد أداء التمارين الرياضية وقصر القامة من مسببات اختلال الهرمونات

يوجد لكل هرمون من هرمونات الجسم أهمية في بنائه، والمساعدة على جعل الإنسان عنصراً فعَّالاً في مجتمعه، وتأتي أهمية الهرمونات من كونها مواد تفرز من غدد متخصصة لأداء أثر محدد في الجسم.
الدكتور عماد حكواتي استشاري التحاليل الطبية مدير مختبر المركز، والدكتور سعيد خضر استشاري السكري والغدد الصماء، سلطا الضوء على الهرمونات ومعرفة ماهيتها، وما عمل كل هرمون؟ وكيف يتم اكتشاف نقصها مخبريا؟

قال الدكتور سعيد خضر "يوجد في جسم الإنسان عدد كبير من الغدد وظيفتها إنتاج أو إفراز مواد نافعة وكثير من هذه الغدد تفرز إنتاجها من خلال قناة وتسمى الغدد القنوية مثل الغدد اللعابية، والبعض الآخر تفرز إنتاجها مباشرة إلى الدم دون قناة، وتسمى الغدد الصماء، مشيراً إلى أن الدم يحمل الهرمونات إلى جميع أجزاء الجسم ليؤدي كل هرمون منها وظيفة معينة في جسم الإنسان".

وأضاف الدكتور خضر أنه يمكن تعريف الهرمون بـ "أنه مادة كيميائية تفرزها الغدد الصماء في الدم مباشرة لأداء وظيفة معينة، وعلى ذلك فوظيفة الهرمونات بصفة عامة تنسيق عمل أعضاء الجسم" مشيراً إلى أن بعض الهرمونات سريعة التأثير، مثل هرمون الأدرينالين الذي يهيئ الجسم لمواجهة المواقف الحركة، والإنسولين الذي ينظم نسبة السكر في الدم، وبعضها الآخر بطيء التأثير ويؤثر خلال فترة زمنية طويلة، مثل هرمون النمو والهرمونات الجنسية.
وعرف الدكتور خضر كل غدة وما وظيفتها، حيث ذكر أن الغدة النخامية هي الغدة المسيطرة على الغدد الصماء فهي عبارة عن جسم صغير يتدلى من السطح السفلي للمخ، وتفرز هرمونات منبهة منشطة لكل من الغدة الدرقية والغدة الكظرية والغدد التناسلية (الخصية والمبيض) ولذلك تعتبر الغدة النخامية رئيسة الغدد الصماء الأخرى، ومن أهم هرمونات الغدة النخامية هرمون النمو و إن نقص هذا الهرمون قبل البلوغ يؤدي إلى قصر القامة والتأخر في نمو أعضاء الجسم، وأما نقص هذا الهرمون عند الكبار فيؤدي إلى أعراض التعب الشديد ونقص في حجم عضلات الجسم، وفي حالات نادرة تؤدي زيادة هذا الهرمون عند الكبار إلى مرض يسمى Acromegaly ومن أعراضه زيادة في حجم الجمجمة والقدمين واليدين وارتفاع ضغط الدم.
ومن الهرمونات المهمة التي تفرز من الغدة النخامية هرمون الحليب Prolactine وهو يساعد على إفراز الحليب أثناء الرضاعة إن زيادة إفراز هذا الهرمون نتيجة تضخم الغدة النخامية يتسبب في أعراض كثيرة منها الضعف الجنسي لدى الرجال، وآلام في الثدي وزيادةٌ في حجمه، وأحياناً الصداع، وأما لدى المرأة فهو يؤثر على الدورة الشهرية والإنجاب، وهناك هرمون آخر يفرز من الجزء الخلفي للغدة النخامية يسمى ADH وهو مهم جداً لتنظيم الأملاح وامتصاص الماء من الكليتين وإن نقص هذا الهرمون يؤدي إلى عطش وتبول شديدين Diabetes Inspidus.
وأما الهرمون الآخر الذي يفرز من الجزء الخلفي للغدة النخامية فهو Oxytocin الذي يساعد على انقباض عضلات الرحم أثناء الولادة.
كذلك يوجد زوج من الغدد الكظرية كل منها جسم أصفر هرمي الشكل يلتصق في أعلى الكلية، ويتركب كل منها من جزء خارجي يفرز عددا من الهرمونات وأهمها الكورتيزون الذي يرفع من مقاومة الجسم وإن نقص إفراز الكورتيزون يؤدي إلى مرض Addison ومن أعراضه التعب والدوخة نتيجة هبوط ضغط الدم وأحياناً آلام في المعدة و تقيؤ.
وأما زيادة الكورتيزون فيؤدي إلى السمنة المفرطة وخاصةً حول الجذع وزيادة الشعر ويكون الوجه أحياناً دائرياً ويتسبب كذلك في ارتفاع ضغط الدم وأحياناً السكري.
أما الغدة الدرقية فهي من أكبر الغدد الصماء وهي على شكل فراشة تقع أسفل الحنجرة على جانبي مقدمة القصبة الهوائية وتفرز هرمون الثيروكسين الذي يدخل في تركيبه عنصر اليود ولذلك فإن نقص اليود يؤدي إلى تضخم الغدة الدرقية، ومن أمراض الغدة الدرقية المنتشرة في السعودية تضخم الغدة وفي بعض الأحيان لا بد من أخذ عينة من الغدة للتشخيص.
إن زيادة إفراز هرمون الثيروكسين (الغدة الناشطة) وتسمى أحياناً الغدة السامة فهو يؤدي إلى أعراض كثيرة منها نقص الوزن، التعرق، تضخم الغدة، القلق، قلة النوم، وسرعة الانفعال وأحياناً جحوظ العينين، وتعالج حالات زيادة الإفراز إما بالأدوية مثل Carbimazole أو اليود المشع وأحياناً باستئصال الغدة الدرقية.
وفي حالة نقص إفراز الغدة الدرقية وهذا مرض منتشر أيضاً وخاصةً لدى النساء وكبار السن في هذه الحالة يعاني الشخص من تعب شديد، وأحياناً زيادة في الوزن وقلة التركيز وعدم انتظام الدورة الشهرية لدى النساء وتساقط الشعر.
أما إذا حدث ذلك في الأطفال فهو يؤدي إلى تأخر النمو والقدرات، وتعالج حالات نقص الإفراز بإعطاء هرمون الثيروكسين، وتتم الوقاية من هذه الأعراض عند التشخيص المبكر (عن طريق المسح العام).
وتوجد الغدد جار الدرقية على جانبي القصبة الهوائية خلف الغدة الدرقية وهي في حجم حبة القمح وتسمى الغدد الجار درقية تفرز هرمون الباراثورمون الذي ينظم نسبة عنصري الكالسيوم والفوسفور في الدم، حيث إن اتزان نسبة كل منهما يسبب النمو السليم للعظام وضبط الانفعال، والبنكرياس وهي غدة هاضمة تفرز الإنزيمات في الاثنى عشر خلال قناة بنكرياسية، كما أنه غدة صماء، حيث تفرز بعض خلاياه، التي تعرف باسم (جزر لانجرهانز) الهرمونات في الدم.
وتفرز جزر لانجرهانز نوعين من الهرمونات حسب نسبة سكر الجلوكوز في الدم فعندما تنخفض نسبة سكر الجلوكوز في الدم تفرز جزر لانجرهانز هرمون الجلوكاجون الذي يحفز خلايا الكبد لتحول النشا الحيواني المخزون فيها إلى سكر جلوكوز في الدم، ليعيد للسكر توازنه. وعندما ترتفع نسبة سكر الجلوكوز في الدم، تفرز جزر لانجرهانز هرمون الإنسولين، ليحفز خلايا الكبد لتحول الجلوكوز إلى نشا حيواني يتم تخزينه في الكبد، وكذلك يحفز خلايا الجسم على استخدام سكر الجلوكوز الضروري لعملية التنفس وانطلاق الطاقة. ويظهر مرض السكري نتيجة فشل خلايا البنكرياس في إفراز الهرمونات، أو عجز الجسم عن استهلاك سكر الجلوكوز الموجود في الدم، مما يخل بنسبة السكر في الدم، وتظهر أعراض المرض.
ومن أمراض الغدد الصماء كذلك نقص في إفراز الهرمونات الجنسية فالنقص لدى الرجال يؤدي إلى ضعف جنسي ونقص في شعر الوجه وصغر في حجم الخصية وزيادة في حجم الثدي، وأما نقص الهرمونات الجنسية لدى المرأة فيؤدي إلى عدم انتظام أو انقطاع الدورة الشهرية.
و من جهةٍ أخرى وعن طريقة اكتشاف هرمون قصر القامة مخبرياً ذكر الدكتور عماد الحكواتي أن قصر القامة الهرموني هو أحد أسباب تأخر النمو ولكنه ليس السبب الوحيد فهناك عوامل وراثية وأمراض يمكن أن تؤدي إلى قصر القامة منها قصور الكبد والكلية والاضطرابات المعوية (سواء الامتصاص)، وأن هرمون النمو GH هو المتهم الأول ولكن هناك عدة هرمونات تؤدي إلى الوضع نفسه وذلك بطريق غير مباشر، وهرمون النمو يتم تصنيعه في الغدة النخامية Pituitary Gland تحت تأثير GHRH (الهرمون المساعد على طرح هرمون النمو) وهو هرمون أساسي للنمو السليم، حيث يؤثر بنتيجة عمله على كل نسيج الجسم، وذلك عن طريق تحريض الخلايا الكبدية التي تطلق بروتين IGF-1 (عامل النمو شبيه الإنسولين) والذي بدوره يؤثر على النهايات العظمية مساعداً على نموها، مضيفاً أن هناك الهرمونات الأخرى التي يؤدي اضطراب إنتاجها ونسبها في الدم إلى تأخر النمو بشكل غير مباشر ومن أهمها هرمون TSH (الهرمون المنشط للغدة الدرقية) الذي يتم تصنيعه في الغدة النخامية، وعمله هو حث الغدة الدرقية لإنتاج هرموناتها التي تنظم عمليات الاستقلاب في الجسم وهي مرحلة مهمة لنمو الجسم.
- هرمون ACTH (الهرمون الموجه لغدة الكظر) يقوم هذا الهرمون بتحريض الغدة الكظرية وذلك لإنتاج الكورتيزول، وزيادة نسبة الكورتيزول في الدم تؤدي إلى اضطراب في النمو عند الأطفال.
- هرمونا FSH وLH وهما هرمونان يحرضان الأعضاء التناسلية الذكرية والأنثوية على إفراز الهرمونات التناسلية، وبذلك فإن النسب غير الطبيعية لهذه الهرمونات يمكن أن تسبب اضطرابات في الأعضاء التناسلية وتؤثر في نمو الأطفال عند الوصول لسن البلوغ.
وأضاف الدكتور الحكواتي أن أول ما يطلب الطبيب هرمون النمو Growth Hormone ويتم تحليله في الدم، والطبيب هو الذي يحدد عادةً شروط عمل هذا التحليل فقد يطلب المعالج عمل التحليل مرة واحدة وذلك بعد 30 دقيقة من التمارين الرياضية، وأحياناً يطلب التحليل قبل التمارين وبعدها، والغاية هنا تحديد نسبة الهرمون بعد نشاط مكثف (حيث يرتفع بشكل طبيعي)، مشيراً إلى أنه قد يلجأ الطبيب لعمل الفحص الديناميكي وذلك بحقن هرمون منشط لإفراز هرمون النمو، ويقوم المختبر بسحب عينات لتحديد نسبة الهرمون في الدم و ذلك قبل الحقن وبعده بـ 30 دقيقة، 60 دقيقة، 90 دقيقة، و120 دقيقة، فإذا لوحظ ارتفاع في النسبة الدموية للهرمون فمعنى ذلك أنه موجود وهناك إمكانية تحريض إفرازه، وأما إذا لم يلاحظ أي ارتفاع فقد يعني ذلك أن الغدة النخامية قاصرة عن إنتاج الهرمون.
وبالنسبة للهرمونات الأخرى ذكر الدكتور الحكواتي أن تحليلها يتم في الدم ومنها هرمون الكورتيزول الذي يمكن عمله صباحاً أو مساءً (حسب طلب الطبيب) حيث النسب الطبيعية تختلف بين الفترتين وقد يطلب تحليله بعد تحريض الغدة النخامية، وبروتين IGF-1 وهو عامل النمو الذي تكلمنا عنه والذي تنتجه خلايا الكبد تحت تأثير هرمون النمو، وهرمونات الغدة الدرقية وخصوصاً TSH، والهرمونات التناسلية.

الأكثر قراءة