توصية لاعتبار التدخين مشكلة وطنية.. وتحذيرات من ازدياد سرطان الرئة
طالب المشاركون في المؤتمر العلمي الخامس للجمعية السعودية لطب وجراحة الصدر الذي اختتم أعماله أخيراً في الرياض، اعتبار مشكلة التدخين "مشكلة وطنية".
وأوضح الدكتور محمد الحجاج رئيس الجمعية السعودية لطب وجراحة الصدر ورئيس المؤتمر، أن المشاركين دعوا إلى تضافر الجهود على أعلى المستويات لتفعيل نظام مكافحة التدخين وتطبيقه على أرض الواقع، مشيرا إلى أن المملكة تحتل الترتيب الـ 23 بين أكثر دول العالم استهلاكا للتبغ بمعدل ستة ملايين مدخن، تمثل السيدات منهم 10 في المائة.
وأكد الحجاج أن الجهود المبذولة لتحجيم هذه الظاهرة تفشل يوما بعد يوم، محذرا من خطر تفشي التدخين حتى بين المراهقين وصغار السن والفتيات مع الاتجاه إلى أنواع من التبغ لا يتحدد فيها نسبة القطران أو النيكوتين مثل الشيشة والجراك والمعسل.
من جهته، دعا المشاركون في المؤتمر إلى ضرورة وضع إرشادات وطنية موجهة إلى الأطباء تتعلق بأفضل طرق التشخيص والعلاج لمرض الدرن، والتنسيق مع الهيئات العالمية مثل منظمة الصحة العالمية والاتحاد العالمي لمواجهته.
وتطرقت توصيات المؤتمر إلى "سرطان الرئة"، حيث كشف المشاركون أن نسبة هذا المرض وصلت إلى 7 في المائة بين الرجال، ويعتبر رابع أكثر السرطانات انتشارا في المملكة، ويتوقع أن يزداد ليكون الأول خلال أقل من عشر سنوات، ولذا لا بد من التنبيه لوضع استراتيجية فعالة للوقاية والتشخيص والعلاج.
وأوضح التوصيات فيما يتعلق باضطرابات النوم أن تخصص طب النوم حديثا نسبيا في العالم كله، ولكنه في المملكة غير متطور مقارنة بالدول المتقدمة، حيث أظهرت الأبحاث التي أجريت في المملكة أن عدد الأسرة المتوافرة لتشخيص وعلاج اضطرابات النوم في المملكة 0.06 لكل 100 ألف شخص مقارنة بـ 0.3 - 1.4 لكل 100 ألف شخص في العالم المتقدم، وعدد الدراسات التي تجري لكل 100 ألف شخص في العام 7.1 في المملكة مقارنة بـ 18 - 427 في العالم المتقدم.
وتعرف المشاركون على عدد من العوائق التي تؤثر على انتشار وتقدم هذا التخصص في المملكة بناء على الأبحاث المقدمة، منها نقص الوعي لدى العامة والأطباء والعاملين في القطاع الصحي ولدى الإدارات الطبية المسؤولة، ونقص عدد المختصين في هذا المجال الطبي، ونقص حاد في عدد الفنيين المدربين مع عدم توفير الدعم الفني من قبل وكلاء الأجهزة في المملكة، وعدم تخصيص أماكن خاصة في المستشفيات لتشخيص وعلاج مرضى اضطرابات النوم، وعدم تغطية التأمين الصحي لتكلفة تشخيص وعلاج اضطرابات النوم.
وحول البحث العلمي، قال المؤتمر: إنه الأساس الذي تبنى عليه كل الخطط الوقائية والعلاجية التي تهدف إلى مقاومة الأمراض وعلاجها، ويعاني البحث العلمي سواء الميداني أو الإكلينيكي أو الأساسي من قصور شديد في الكم وفي الكيف، وذلك نظراً لضآلة الدعم المالي المقدم من الجهات المعنية أو القطاع التجاري والتعقيدات التي تنفر الباحثين إن وجد الدعم وقد يكون للجمعيات العلمية دور متميز في الإشراف والتحضير وتوثيق وتقييم الأبحاث العلمية وجعلها جهات تمويل للأبحاث مثلها مثل مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية وذلك بدعمها بشكل رسمي، إضافة إلى تشجيع القطاع التجاري لتقديم نسب محددة من أرباحها لصالح دعم الأبحاث العلمية حتى تضمن استمرارها ومواكبتها للمستوى العالمي للبحث العلمي.