حارات جدة تستعيد تاريخها الجميل في رمضان
استعادت حارات جدة القديمة ألقها وتاريخها الجميل، وتوافد عليها الزوار خلال فعاليات مهرجان (رمضاننا كدا وعيدنا كدا)، الذي يقام حاليا في منطقة البلد التاريخية حتى رابع أيام العيد.
واستقبلت فعاليات (رمضاننا كدا وعيدنا كدا) المنبثقة من مهرجان جدة التاريخية أكثر من ثمانية آلاف زائر من أهالي وزوار جدة في انطلاقتها التي تستمر حتى 19 من الشهر، ووجد عديدا من الفقرات داخل الفعاليات والأسر المنتجة، وهم يشاركون في عرض أصناف من المأكولات الحجازية والمنسوجات وغيرها.
#2#
وتجولت "الاقتصادية" داخل أروقة وممرات الفعاليات، حيث يتسم المكان بطابعه التراثي، في ظل سعي الفعاليات لترسيخ وتعزيز مكانتها الثقافية والتاريخية لدى النشء لزرع روح تراث الأجداد في نفوسهم، التي شهدت إقبالا كبيرا من الأسر منذ الساعة العاشرة مساء، وحتى الثانية صباحا.
#3#
ولم يعبأ الجداويون والمقيمون بنهائيات كأس العالم التي يجري رحاها في البرازيل، وانصرفوا عن المسلسلات التلفزيونية الرمضانية التي انطلقت على مختلف الفضائيات، وانتشروا في الشوارع بعد انتهاء صلاة التراويح إلى المنطقة التاريخية.
#4#
وبدأت الفعاليات في منطقة البلد التاريخية في مسارين الأول مسار دائري من باب المدينة مرورا بشارع أبوعنبة ويمتد حتى بيت ذاكر ويعود من الطريق الموازي، والثاني يبدأ من برحة نصيف وحتى مركاز عمدة حارة اليمن والبحر، وأبدى العم جمال تيجاني في حديثه لـ "الاقتصادية" سعادته بما يراه من عودة للتراث الجداوي الأصيل وبما يراه من إقبال من النشء لمشاهدة تراث أجدادهم، مطالبا بمثل هذه الفعاليات دائما لأنها تشكل روح الحياة بالنسبة لهم ــ على حد وصفه.
#5#
وشهدت مسارات الفعاليات إقبالا مميزا وحالة من الزحام في ظل الجو الرمضاني الحجازي الأصيل، حيث عكست الحياة البسيطة التي كان يعيشها الأجداد والآباء، التي تمثلت في بسطات البليلة والأكلات الشعبية القديمة التي تهافت عليها الزوار أكثر من الجداويين أنفسهم، وتوافد الكثيرون على محال الكبدة، التي تتميز ببساطتها ولذة مذاقها، وأقبل آخرون على تناول كباب الميرو وهو من الأكلات القديمة الشهيرة في جدة والحجاز. وفي ظل الجو الرمضاني الجميل في الفعاليات كانت البسمة على شفاه الجميع، ولا سيما الذين يزورون المنطقة التاريخية لأول مرة.
#6#
والتقينا عددا من الزوار الذي عبروا عن سعادتهم بوجودهم في جدة في هذا التوقيت. يقول فيصل بن عبد الرحمن الزائر من مدينة الرياض: "أشعر بسعادة كبيرة مما أراه في المهرجان، وقد حضرت إلى جدة اليوم بعد أن أديت العمرة وعرفت من خلال الإعلام عن المهرجان، فزرته وسرني ما رأيته، وهو شيء جميل تنظيميا، وأفكار البسطات جميلة أعدت بطريقة هندسية". وأبدى فيصل إعجابه بالأزياء التي يرتديها بائعو الأطعمة المختلفة والمشروبات اللذيذة، وأضاف "إنها تذكرنا بأهلنا وأجدادنا وآبائنا، وحقيقة كم حكى لي والدي عن طبائع الحجازيين، والآن أرى الأمور على طبيعتها.. لباسهم جميل ومظهرهم أنيق وطعامهم ممتع، ولقد أكلت من الكبدة ووجدتها تختلف كثيرا عن المحال الخارجية، كما أن السوبيا لها مذاق مختلف، وكذلك زرت دكان المصوراتي وتصورت.
#7#
ويقول صديقه عوض الشريف "إنني سعيد بزيارتي لفعاليات رمضاننا كدا، وكنت تواقا لزيارتها والمشي في المنطقة التاريخية والوقوف عن قرب على طبائع أهل الحجاز القديمة".
وبعيدا عن اللقاءات فقد اتسمت الفعاليات في يومها الأول بوفود مختلفة من سكان المدينة وخارجها، إضافة إلى عديد من الجنسيات التي كانت تتجول في مسارات الفعاليات، وقفوا كثيرا أمام مشاهد المباريات التي كان يلعبها البعض سواء الضمنة أو البلوت، وظهر مدى إقبالهم على محال المأكولات الشعبية، أما الإقبال الذي كان لافتا للنظر فتمثل في إقبالهم على بسطات الأسر المنتجة، حيث أكدت لـ "الاقتصادية" رندا شلبي وسهى وهما من الأسر المنتجة، أنهما شهدتا إقبال العديد من الزبائن في اليوم الأول للفعاليات، وأبدتا سعادتهما بطريقة تنظيم الأكشاك.