فتاة سعودية تحترف تصميم الأزياء من إيطاليا وهي في الـ 15 من عمرها
فتاة سعودية تحترف تصميم الأزياء من إيطاليا وهي في الـ 15 من عمرها
برزت في السنوات الأخيرة عدد من المصممات السعوديات في مجال عالم الأزياء نتيجة القوة الشرائية الهائلة في السوق السعودية، حيث يلاحظ ارتفاع كبير في عدد المشاغل النسائية المنتشرة في جميع مناطق المملكة وكذلك تزايد إقامة المعارض المؤقتة (البازارات) التي تعد إحدى أكثر الوسائل فعالية في وصول المصممة السعودية للانتشار على المستوى المحلي.
رغم ذلك إلا أن القلة منهن استطعن الوصول للأسواق الخليجية والعربية، فيما لم تحقق بعد معظمهن الانتشار العالمي, وهنا يرجع المتخصصون ذلك إلى عدم وجود معاهد متخصصة في تدريس تصميم الأزياء، فمعظم الفتيات السعوديات اللاتي دخلن عالم تصميم الأزياء دخلنه كهاويات وليس كمحترفات، وهو ما أدى إلى خروج معظم الأزياء التي يقدمنها مكررة وغير مبتكرة، إضافة إلى عدم وجود خط مميز لكل مصممة أو فكرة لكل مجموعة أزياء يقدمنها لاعتمادهن على تصميم ملابس السهرة (الهوت كوتور) والتي تخضع لذوق الزبائن بالدرجة الأولى.
ولكن وفي العام الماضي فقط ظهرت مصممة سعودية احترفت تصميم الأزياء بعد حصولها على شهادة أكاديمية في تصميم الأزياء من إحدى الأكاديميات الإيطالية المتخصصة في هذا المجال، رغم أنها لم تتجاوز بعد السابعة عشرة من عمرها إلا أن بداياتها تبشر بنوع جديد من مصممات الأزياء المحترفات يتميزن بأسلوب مختلف بعيد عن التقليد السائد.
تقول جاردينا حافظ إنها كانت تهوى تصميم الأزياء منذ الصغر ولكنها لم ترغب في دخول المجال كهاوية فقط لذا فضلت أن تتخصص في دراسة تصميم الأزياء لتتعرف على أسرار المهنة وتفاصيلها الدقيقة خاصة أن المرأة السعودية والخليجية عموماً تتمتع بذوق خاص ومتابعة بشكل جيد للموضة العالمية ما يجعلها تستطيع أن تميز بين القطع الجيدة والرديئة.
وتضيف جاردينا أنها واجهت صعوبة في الالتحاق بأكاديمية متخصصة وذلك لصغر سنها حيث بدأت بدراسة تصميم الأزياء وعمرها 15عاما بعد أن أرسلت طلبات لعدة معاهد وأكاديميات في إيطاليا, حتى وافقت أكاديمية "فاشن ديزاين لاب" على قبولها ولكن وفق شروط معينة, وتشير إلى أن مساعدة العائلة ودعمهم لها كان حافزا لها على بذل المزيد من الجهد حتى تمكنت من الحصول على شهادة في تصميم الأزياء وبمعدل ممتاز بعد سنة واحدة من التحاقها بالأكاديمية, مبينة أن الحصول على هذه الشهادة يتطلب عادة دراسة مدتها ثلاث سنوات إلا أنها سجلت في كورسات مكثفة للتمكن من إنهاء دراستها مبكراً.
وعن بداية دخولها للسوق السعودية بعد إنهائها دراستها الأكاديمية عام 2006 تقول جاردينا إن بدايتها كانت عن طريق المشاركة ببعض القطع في معرض مؤقت أقيم في إحدى الجمعيات الخيرية بمكة المكرمة, موضحة أنها استطاعت من خلال هذا المعرض كسب استحسان الحاضرات وتكوين قاعدة من الزبائن مازالت حتى الآن تتعامل معهن, مضيفة أنها حالياً تعمل من داخل المنزل حيث تعرض تصاميمها الخاصة لزبائنها.
وعن الصعوبات التي واجهتها في عالم تصميم الأزياء تقول جاردينا ليس هناك صعوبات تذكر سوى سرقة الأفكار وتقليد تصاميمها, إلا أنها تؤكد أن ذلك لا يقلقها كثيراً لأنها عادة لا تكرر التصميم أكثر من مرة, كما أن من يقلدن تصاميمها لا يستطعن تنفيذها بالحرفية التي تقدمها.
وعن رأيها في المصممات السعوديات اللاتي ظهرن في السنوات الأخيرة تقول المصممة الشابة إن ذلك ظاهرة جيدة ولكنها تأسف على كون معظمهن يعتمدن على الموضة الغربية وأزياء المصممين العالميين فلا يوجد حتى الآن مصممة تتميز بأسلوبها الخاص أو بتصاميمها المبتكرة, وتضيف أتمنى أن توجد معاهد متخصصة تؤهل الراغبات بدراسة تصميم الأزياء لنتمكن من تصنيع ملابسنا بأنفسنا ونستغني عن الأزياء المستوردة وننقل أفكارنا وتصاميمنا للخارج.
وحول الطريقة التي تتبعها في اختيار تصاميمها ذكرت جاردينا إنها تعتمد في تصميم أزياءها على المزج بين الطراز الغربي والشرقي وتحاول تجسيده بأسلوب بسيط يعتمد على الدقة في اختيار القصات وجودة الخامات المستخدمة, مبينة أنها تنفذ تصاميم خاصة لزبائنها بما يتوافق مع ذوقهن الخاص ومع الخط الذي تتبعه في تنفيذ تصاميمها في آن واحد.
وأبانت جاردينا أنها لاقت تشجيعا كبيرا من الزائرات في المعارض التي شاركت فيها كونها مصممة سعودية, وعن خططها المستقبلية ذكرت أنها مازالت في أول الطريق فحاليا تركز على الانتشار محلياً محاولة الوصول لمختلف مناطق المملكة من خلال مشاركتها في المعارض المؤقتة, مضيفة أنها ستشارك في معرض المرأة والطفل الذي سيقام في الرياض في شهر مايو القادم وهي التجربة الأولى لها في مدينة الرياض كونها تقيم في مدينة جدة.