بنك الجزيرة يكرم الراشد بعد 13 عاما في خدمة الاقتصاد
أكد لـ"الاقتصادية" عبد المنعم راشد الراشد الرئيس السابق لمجلس إدارة بنك الجزيرة، أنه تمنى وضع العمل الخيري الذي تبناه بنك الجزيرة في إطار مؤسساتي يطلق عليه مؤسسة بنك الجزيرة الخيري، يكون له كيان مستقل وتوضع فيه أموال البنك التي يقتطعها كل سنة من أرباحه لدعم الأعمال الخيرية والتنموية في المجتمع.
وأضاف الراشد خلال تكريمه في الحفل الذي أقامته إدارة بنك الجزيرة أمس الأول، بعد خدمة امتدت 13 عاماً في البنك، في قاعة أمسيات في الفيصلية، أن البنك أصبح في وضع قوي ومتين، وعنده الإمكانات المادية والبشرية التي تؤهله لأن يصل إلى مصاف البنوك الرائدة في المملكة، متوقعا أن ينهض منسوبو البنك به إلى مراحل عليا.
وقال الرئيس السابق لبنك الجزيرة، إن أكبر تكريم لي هو الكلمات التي قالها الإخوان في الحفل وحضورهم وتشريفهم لي، مؤكدا أن الإنسان في الحياة ليس له في النهاية سوى السمعة الطيبة وأداء واجبة بأكمل وجه.
ولفت إلى أن بنك الجزيرة حقق خلال 2006 أرباحا بلغت ملياري ريال بعدما كانت أرباحه سلبية، موضحا أن دعاء والديه أعطاه الهمة ليجتهد مع فريق العمل، مفيدا أن زملاءه العاملين في البنك، والمساهمين، والعلماء، أسهموا معه إسهاما فاعلا في عودة البنك إلى بنك مصرفي عملاق.
من جانبه، يتطلع طه بن عبد الله القويز الرئيس الحالي لمجلس إدارة بنك الجزيرة، إلى تنويع مصادر دخل البنك وتكبيره، وتحفيز موظفيه والاستمرار في المسيرة، معتقدا أن البنك عنده القابلية في توسيع مصادره. وقال: " نحن نعمل مع المسؤولين على خطط تنصب لصالح البنك".
وعبر القويز في كلمة ألقاها عن امتنانه لزميله عبد المنعم الراشد على خدماته طيلة عمله في البنك متمنيا له التوفيق.
من جهته، أوضح مشاري المشاري الرئيس التنفيذي لبنك الجزيرة، أن رئيس المجلس السابق، رجل عاصر مسيرة بنك الجزيرة في فترات الرخاء والشدة لمدة تزيد على 13 عاماً، تولى فيها مهام رئاسة اللجنة التنفيذية واستطاع أن يقود سفينة البنك إلى شاطئ الأمان، وأن يسهم بشكل فاعل في تسطير قصة نجاح تستحق الإشادة والثناء.
وذكر أن مسيرة الراشد بدأت مع بنك الجزيرة منذ عام 1994، عندما كان البنك يقف على أعتاب مرحلة حرجة تتطلب خطة إنقاذ عاجلة، وكان أبرز عناصرها زيادة رأسمال البنك، وضخ سيولة نقدية تزيد على400 مليون ريال، وكانت المرحلة حرجة بكل ما تعني الكلمة من معنى، فالظروف في ذلك الوقت، وظروف سوق الأسهم المحلية، لم تكن في وضع يدعو إلى الإقبال على أية عملية طرح أسهما في السوق المحلية، كما أن المركز المالي للبنك لم يكن هو الآخر في وضع يشجع على الاكتتاب فيه.
وزاد المشاري أنه في ظل هذه الظروف الحرجة، فإن الوضع كان يتطلب حسب وجهة نظر الخبراء الماليين، الالتزام بضمان الاكتتاب من جهة ذات قدرة مالية جيدة لتغطية الاكتتاب في حال عدم الوصول إلى التغطية الكاملة عند الطرح.
وقال: " بالرغم من ارتفاع نسبة المخاطرة في مثل هذا الظرف إلا أن الراشد كان فارس المرحلة المسدد عندما قدم التزاماً بضمان الاكتتاب، ولقد كانت هذه الخطوة منعطفاً مهماً في تاريخ البنك مكنه من تجاوز مرحلة الخطر بفضل الدعم الكبير الذي حظي به البنك من مؤسسة النقد العربي السعودي، ليس في تلك المرحلة فحسب، بل عبر مسيرة البنك حتى يومنا هذا".
وأشار الرئيس التنفيذي إلى أن الراشد كان هو السند الكبير الذي ساعد البنك في تجاوز كل الظروف الصعبة التي كان يمر بها. وقال: " ربما كان البعض يرى من وجهة النظر الاقتصادية المجردة أن استخدام مثل هذا المبلغ في تكوين محفظة استثمارية من الأسهم المحلية والدولية يمكن أن يحقق عائداً أفضل بكثير من أي عائد يمكن أن تحققه مثل هذه الخطوة، لكن الواقع هو أن هذه الخطوة حققت نتائج مذهلة فاقت كل التوقعات، حيث ارتفعت قيمة سهم بنك الجزيرة أضعافا، واستطاع حملة الأسهم أن يحققوا مكاسب مادية لا تقارن بأي عائد يمكن أن تحققه أية محفظة استثمارية حتى بعد الهبوط الكبير الذي تعرضت له سوق الأسهم المحلية".
وتطرق خلال حديثه عن المرحلة التي تلت تلك الزيادة في رأسمال البنك مزيجا من المخاطرة والجهد، تم خلالها إعادة هيكلة البنك لمواجهة التحديات التي يمر بها واستطاع خلال فترة الـ 13 سنة الماضية أن يعيد بناء وتأهيل القوى العاملة لتنمو من180 موظفا بنسبة سعودة لا تتجاوز22 في المائة في بداية مرحلة إعادة الهيكلة إلى1700 موظف، بنسبة سعودة 88 في المائة.