طيبة: لا وجود للمعوقات البيروقراطية أمام عزيمتنا في إنجاز مشاريع المدن الاقتصادية

طيبة: لا وجود للمعوقات البيروقراطية أمام عزيمتنا في إنجاز مشاريع المدن الاقتصادية

بدد المهندس عبد الله جميل طيبة الرئيس التنفيذي لشركة ركيزة القابضة، المطور الرئيس لمدينة الأمير عبد العزيز بن مساعد الاقتصادية في حائل، المخاوف التي ترددت أخيرا حول ظهور بعض المعوقات التي وصفت بـ " البيروقراطية" والتي بدأت تحد من سرعة إنجاز مشاريع المدن الاقتصادية العملاقة وعلى رأسها "حائل الاقتصادية".
وقال طيبة "لا وجود للمعوقات البيروقراطية أمام عزيمتنا في إنجاز مشاريع المدن الاقتصادية وأعتقد أنه ليس هناك ما يدعو للتخوف لا من البيروقراطية ولا من غيرها، لأن هذه المشاريع يتم تنفيذها تحت مظلة جهات حكومية تملك قراراً نافذاً، ونحن نعمل بشكل متواصل مع الهيئة العامة للاستثمار التي وضعت نصب أعينها التنسيق مع مطوري المدن الاقتصادية من أجل تذليل أية عقبات وتطوير التشريعات من أجل توفير الفرص الاستثمارية لمطوري هذه المدن".
وأفاد طيبة في حديث له مع "الاقتصادية" بمناسبة دخول شركته شريكا استراتيجيا لملتقى شباب الأعمال 2007 الذي سينطلق في السادس من أيار (مايو) المقبل في الرياض، أن مشاريع المدن الاقتصادية ستكون في خدمة المؤسسات السعودية الصغيرة والمتوسطة، إضافة إلى تدريب السعوديين وتأهيلها على شغل الوظائف التي ستوفرها لهم.
وعلى صعيد الخطة المستقبلية لـ "ركيزة" لفت طيبة إلى أن الشركة بصدد استكمال المباحثات مع عدد من الشركات والجهات المحلية والأجنبية من أجل دعم القطاعات الاقتصادية الرئيسية في مدينة حائل الاقتصادية والتي تشتمل على الصناعات الزراعية والتعدين والصناعات التحويلية والمنطقة التجارية والسكنية والمنطقة المعرفية والترفيهية، إضافة إلى مركز متكامل للخدمات اللوجستية والنقل والإمداد وأيضاً الميناء الجاف، المطار، ومركز النقل البري.

من أي زاوية انطلقت منها شركة ركيزة القابضة لتتولى الشراكة الاستراتيجية لملتقى شباب الأعمال 2007؟
نحن لا ننظر لأنفسنا على أننا مطورون لمدينة اقتصادية فحسب، بل على العكس تماماً، فنحن نسعى إلى إحداث تحول وتطوير وذلك من خلال ما نقوم به من تطوير مدينة الأمير عبد العزيز بن مساعد، لأن عملنا لن يقتصر على البناء فحسب ولكنه تشييد صرح متكامل يبدأ عند البنية التحتية وينتهي بتنمية متكاملة للعنصر البشري وهو الركيزة الأساسية لأي نهضة تنموية والشباب هم الداعم الأساسي لهذا التوجه.
إن هدفنا هو إنجاح الملتقى الذي يأتي موائماً لخطتنا حيث نسعى إلى التعاون المثمر مع الهيئات والجهات ذات العلاقة والتي أخذت على عاتقها جمع الشباب والتعرف على احتياجاتهم وتشجيعهم وتذليل العقبات التي تواجههم وتحفيزهم على أخذ المبادرة في الأعمال التجارية والاستفادة من الخبرات سواءً كانت تلك من التجارب الداخلية أو الخارجية. كما أن رعايتنا للملتقى تأتي في إطار استراتيجية ركيزة لدعم الشباب السعودي وتشجيع ممارسات روح المبادرة لديهم.

الاستثمار في شباب وشابات الوطن

كيف تقيمون فكرة تنظيم ملتقى شباب الأعمال؟ وما الثمار التي تتوقعون أن يجنيها الشباب والمجتمع من هذا الملتقى؟

نؤمن بأهمية الاستثمار في شباب وشابات الوطن ليكونوا شركاء في إدارة دفة اقتصادنا الوطني، وإتاحة الفرصة لهم للمساهمة الجادة في تحمل أعباء تنمية الاقتصاد والمشاركة في مبادرته المختلفة، ونحن نسعى إلى تطوير قدراتهم والاستثمار في صقل مواهبهم وتنمية مواردهم ودعم تجاربهم.
ونرى أن هذا الملتقى سيساهم في مناقشة المستجدات والمتطلبات وتذليل العقبات والبحث عن الفرص أمام الشباب وتحقيق التعاون المطلوب بين الجهات المعنية كافة ضمن رؤية واضحة وشاملة، لأن ذلك هو الاستثمار الأمثل لطاقات شبابنا وشاباتنا باعتبار أن ذلك هو خياراً استراتيجيا من أجل تنمية الوطن.

مركز لتطوير روح المبادرة

إشارة إلى ما تم أخيرا حول تعاونكم مع كبار الإداريين في جامعة MIT العالمية من أجل إجراء دراسة استراتيجية لتشجيع ممارسات روح المبادرة لدى الشباب السعودي، توجت باتفاقية لإنشاء مركز تطوير روح المبادرة الوطنية، ما تفاصيل هذا المشروع وما أهدافه ومردوده المتوقع؟
تم التوقيع على اتفاقية إنشاء المركز الوطني لتنمية روح المبادرة مع صندوق المئوية، والهدف من إنشاء المركز هو توجيه الشباب على تطبيق السبل المثلى وتشجيعهم ذكوراً وإناثاً على أخذ زمام المبادرة والانخراط في الأعمال التجارية المستقلة، وذلك وفق أفضل المعايير الاحترافية التجارية.
كما سيكون المركز السند الداعم لهم لتحقيق أهدافهم وتطلعاتهم العملية، وكذلك رفع مستوى مساهمة المشاريع الصغيرة والمتوسطة من أجل تنمية الاقتصاد الوطني.
ويقدم مديرو مركز تطوير روح المبادرة من جامعة MIT الدعم الفني للمركز، حيث تم في المرحلة الأولى وضع الخطوات التنفيذية والإجرائية لإنشاء المركز الوطني لتطوير روح المبادرة، حيث سيكون تحت إشراف صندوق المئوية وشركة ركيزة، كما سيتم وضع هيكلة فريق عمل المركز خلال السنوات الثلاث الأولى وكذلك اعتماد السياسات والإجراءات الخاصة بالمهام والعمليات الرئيسة للمركز بالإضافة إلى اعتماد خطة العمل المتعلقة بتغطية المناطق الجغرافية على مستوى المملكة.
وفي المرحلة الثانية سوف نقوم بوضع استراتيجية شاملة للمركز وخطة عمل تنفيذية لتطبيق هذه الاستراتيجية خلال السنوات الثلاث الأولى لعمل المركز، كما أننا سنسعى لاعتماد نموذج عمل Business Model المركز لممارسة أعماله ومهامه بحيث يتم تشغيله على أسس ربحية لتغطية تكاليف التشغيل ودعم خطط التوسع المستقبلي.
كما سيتم اعتماد خطة العمل المتعلقة بالقطاعات الاقتصادية التي تغطيها أنشطة المركز وفقاً لمبدأ القدرة على المنافسة وتركيز الأنشطة في القطاعات ذات القدرة التنافسية من خلال وضع وتنفيذ خطط عمل محكمة ومدروسة بعناية ومن أجل تنمية دخل المركز من خلال احتضان ودعم مشاريع مربحة، وكذلك دعم الممارسات الاحترافية لبدء الأعمال الصغيرة والمتوسطة على مستوى المملكة.
نود أن تطلعنا على حجم الأعمال التي أنجزتها "ركيزة" كمطور رئيس لمدينة الأمير عبد العزيز بن مساعد الاقتصادية في حائل، وماذا عن دوركم تحديداً في إنجاز المدينة؟
لا شك أن تشديد مدينة الأمير عبد العزيز بن مساعد الاقتصادية في حائل، يأتي في إطار التغيرات الاقتصادية في الأجندة الوطنية والتي أمر بها خادم الحرمين الشريفين لتطوير وإنعاش مناطق المملكة اقتصاديا والاستفادة من وفرة الموارد الطبيعية وتقليل الاعتماد على النفط، إضافة إلى إيجاد الفرص الاستثمارية ورفع المستوى المعيشي في هذه المناطق.
ووضع حجر الأسس وبناء القواعد المتينة لمدينة حائل الاقتصادية كان الهدف منه بناء صرح قوي غايته إحداث نقلة نوعية لمنطقة شمال المملكة بشكل عام ومدينة حائل بشكل خاص، وهذا يتطلب جهدا قويا وعملاً شاقاً، لأن تطوير مساحة 156 مليون متر مربع وباستثمارات تبلغ 30 مليار ريال، ليس بالأمر السهل، لكن خطة العمل التي وضعت كانت متكاملة البنيان آخذة بعين الاعتبار أن التنفيذ يجب أن يأخذ طابع المبادرة والاستفادة من الفرص التي تظهر، حتى يتم بناء المدينة الاقتصادية الذكية لتكون إحدى الحواضر المعرفية للمملكة. وقد تم بالفعل تحقق الكثير من الإنجازات خلال 12 شهراً الماضية.
ونحن بصدد استكمال المباحثات مع عدة شركات وجهات محلية وأجنبية أخرى من أجل دعم القطاعات الاقتصادية الرئيسية في المدينة والتي تشتمل على الصناعات الزراعية والتعدين والصناعات التحويلية والمنطقة التجارية والسكنية والمنطقة المعرفية والترفيهية بالإضافة إلى مركز متكامل للخدمات اللوجستية والنقل والإمداد وأيضاً الميناء الجاف، المطار ومركز النقل البري.

التركيبة السكانية

إلى أي مدى ترون أن المدينة الاقتصادية في حائل ستغير وجه الحياة والمجتمع في منطقة حائل؟ وماذا ستقدم في تقديركم للمنطقة وللاقتصاد الوطني، وما نصيب الشباب في هذه المدينة؟

أنا أعتبر أن مدينة حائل هي مدينة واعدة لأي مشروع استثماري بسبب التركيبة الديموغرافية لسكانها، حيث إن متوسط أعمار 83 في المائة من سكانها أقل من 40 سنة.
وإن من أولوياتنا كمطورين لمدينة الأمير عبد العزيز بن مساعد الاقتصادية توفير الفرص الاستثمارية للمؤسسات السعودية الصغيرة والمتوسطة والتي يمتلكها الشباب، إضافة إلى تدريب وتأهيل الشباب السعودي على شغل الوظائف التي توفرها مشاريع المدينة الاقتصادية المتكاملة.
ونحن لا نستهدف بناء المدن الاقتصادية فحسب، ولكننا نسعى إلى إقامة مدينة متكاملة يؤمل أن تسهم في بناء الحواضر المعرفية على صعيد المملكة وتعميم الرخاء والتنمية المستدامة لمناطق المملكة المختلفة.

لا خوف من البيروقراطية

يتخوف البعض من أن المعوقات البيروقراطية قد تحد من سرعة إنجاز هذه المشاريع العملاقة، ما تعليقكم على ذلك؟
الحقيقة أنه ليس هناك ما يدعو للتخوف سواء من البيروقراطية أو من غيرها، ومشاريع المدن الاقتصادية تنفذ تحت مظلة جهات حكومية ذات قرار نافذ، وبالنسبة لـ "ركيزة" فإننا نعمل بشكل متواصل مع الهيئة العامة للاستثمار والتي وضعت نصب أعينها التنسيق مع مطوري المدن الاقتصادية من أجل تذليل أية عقبات وتطوير التشريعات من أجل توفير الفرص الاستثمارية للمطورين لهذه المدن، وكذلك المؤسسات السعودية الصغيرة والمتوسطة، إضافة إلى تدريب السعوديين وتأهيلهم على شغل الوظائف التي توفرها مشاريع المدن الاقتصادية المتكاملة.
وفيما يتعلق بسرعة الإنجاز فالأمر ليس سباقاً والإنجاز السريع بل هو العمل المستند إلى رؤية واضحة وخطة مرنة تأخذ بعين الاعتبار المتغيرات والفرص، إضافة إلى التأني والعمل الدؤوب من أجل بناء الحواضر الجديدة وكذلك توفير البيئة المناسبة، التي تساعد على جلب الاستثمارات وتنمية المناطق المختلفة بشكل متوازن ومستدام.

الأكثر قراءة