صناعة الذكاء
- أهلا بكم في مقتطفات السبت رقم 514
***
- حافز السبت: في داخل أعماق كلٍّ منا تسكن قوى متأهبة كالأسود بمكامنها، قوى داخلنا ستدهشنا، قوى لم نكن نجرؤ بالاعتقاد أننا نملكها، طاقاتٌ تصنع ثورة تغيير كامل في حياتنا متى نهضت .. أو أُنهـِضَت، ووضِعت للعمل.
***
- تأمل السبت: لا شيء يحدث بدون سبب تحدث وتجري علينا أشياء في حياتنا جيدة وسيئة، ولا بد أن نؤمن أنها حدثت لسبب، وأن هذا السبب فيه خير بالحالتين، وأن نؤمن بهذا. عندما تؤمن أنه بأعظم المصائب تكمن أعظم الفرص فإنك ستبحث عنها جاداً وتتحلى بالتفاؤل والحماسة أنك ستجدها .. وستجدها. إياك أن تقع في دوامة لوم الذات في أي فشل، ثم الانزلاق لمأزق بقعة رمال متحركة من القلق والكآبة. وإن وجدت حزيناً كئيباً متذمّراً فلا تلمه بل استمع لقصته بالكامل، إنه إن أفرغ كل ما عنده مرتاحا فسيكون إناؤه النفسي مستعدا لقبول أشياء جديدة من الخارج. والعلاج، كما أرى، هو أن يؤمن كل من فقد عزيزا، أو خسر مالا، أو أصابته حادثة من كوارث الدنيا ألا شيءَ يحدث بدون سبب .. وأن السببَ في النهاية خير.
***
- شخصية الأسبوع: في مسابقة الماراثون الرياضي الأخير الذي أقيم في الإمارات الشقيقة على مستوى دول الخليج، حصد الصغار السعوديون الجوائز الست الأولى. لو قرأت عنه ستجد أن معظمهم من ثانوية في ينبع الصناعية، ويعطي هذا انطباعا برقي البيئة المدرسية في الجبيل وينبع الصناعيتين. لكن هناك قصة مشمسة كبيرة في وسط السماء فلا ترى لها ظلا؛ إنه المعلم الوطني الذي أسهم بتفوق الصغار في ثانوية ينبع، البطل الحقيقي وراء المسرح الكبير، محرك الخيوط الذي لا يُرى، ويسهم في أعظم صناعة على الإطلاق "صناعة الذكاء" التي نحتاج إليها لنهضتنا. إنه المعلم المتفوق "سلطان بن سعود البركاتي"، الذي لا يتركه قلبه وهو يدرس في جامعة الملك عبد الله بعيدا عن تلاميذه الصغار بمسافاتٍ بعيدة، فيأخذ على نفسه عبء السفر جواً أسبوعيا وعلى حسابه الخاص للتعليم والإشراف على الصغار المتفوقين الذين شرفوا بلادنا، وصانع الشرف الكبير، بقي كبيراً .. وراء المسرح.
***
- إن أي أمة لا تنهض بدون مساهمة الجامعات في "صناعة الذكاء" الكفيلة بدفعنا سريعا للأمام. ولم يخيب الظن الدكتور "خالد بن صالح السلطان" مدير جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وأخذ المبادرة المتوقعة من رجل بذكائه وحرصه، وأعلن أن الفائزين الستة سيُقبَلون بالجامعة مباشرة بدون أي شروط. هنا وضع الدكتور جامعته سبْقاً للفوز، وسيضاف وقودٌ جديدٌ لماكينة صناعة الذكاء في المملكة.
***
- والمهم: يستمر أبناء لبنان في إبداعاتهم في المهاجر فها هو "نسيم نيقولا نجيب طالب" ونيقولا بالعربية لأنه يتبع الكنيسة الأرثوذكسية، ويسمى بالغرب "نسيم نيكولاس"، ويعتبر من أكبر أدمغة العالم بالرياضيات، والإحصائيات، وعلم الأورام السرطانية، والأدب الكلاسيكي العربي والفرنسي والإنجليزي الإيطالي والإسباني، والعبرية القديمة، والكنعانية، والآرامية، واللاتينية. ويتخصص الآن في علم الغموض والعشوائية، ومدرسته الفكرية: "يجب أن نعلم أننا لا بد أن نعلم أننا لا نعلم شيئا"، وهنا يمكن توقع مفاجآت التغيرات في مجالات الحياة. قرأت كتبه وبُهرت كل مرة، وجاء كتابه "البجعة السوداء" Black Swan وانتشر كالبرق بالأسواق وأكد من جديد تكريس السيد "نسيم بن نيقولا طالب" كأكبر عقل رياضي هندسي أنثروبولوجي في الغرب. وممّا أعرف أن "البجعة السوداء" نزلت لها ترجمة بالعربية. اقتنوا الكتاب، وستخرجون بفكرٍ وامض لم تعهدوه قبل الدخول.
في أمان الله.