عودة عافت إلى الركض الصحافي.. هل كانت لتصفية الحسابات؟

عودة عافت إلى الركض الصحافي.. هل كانت لتصفية الحسابات؟

على الرغم من اتفاق "الكل" على فخامة الشعر الذي يقدمه الشاعر الكبير فهد عافت، واتفاق "الكل" أيضا على عبقرية الرجل وتأثيره في ساحة الشعر المحكي منذ بداية التسعينيات الميلادية للألفية الماضية، إلا أن هؤلاء "الكل" انقسموا إلى فريقين قد يكون لهما ثالث، الأول يرى أن فهد عاد إلى الصحافة لغرض تصفية حسابات شخصية بينه وبين من شتموه، وذلك من خلال تعريتهم في صفحاته الأربعائية في صحيفة "شمس"، وفضح الأخطاء الكثيرة التي وقع فيها عدد منهم! أما الفريق الآخر فيرى في حضور عافت فلترة من جديد للساحة، مؤكدين أن تعرية الأخطاء من صفات الصحافي الناجح، وأن فضحه أخطاء الآخرين سواءً كانوا ممن شتموه أو غيرهم في لب عمل الصحافي الحقيقي، ولو كان العمل الصحافي يخضع لمثل هذه الأمور لكان شتم الصحافي في مرحلة ما لقاحا للشاتم في مرحلة أخرى!
"بالمحكي" حاولت البحث عن أجوبة منطقية للسؤال الذي اختلف على إجابته المتابعون، لذلك توجهنا لـ"البعض"، ولكن للوصول إلى نقطة ائتلاف تستنطق الحقيقة عند ملامستها.
عارف سرور: بالتأكيد أن هذا السؤال مهم طرحه في هذا الوقت بالذات لعدة أسباب، من أهمها أن عددا من المتشائمين يرى في عودة "العراب" إلى الساحة تهديدا لوجوده إن لم يكن إلغاؤه، وفهد لم يتغير عن فهد "قطوف" في لغته وقفشاته وحدته التي تستند إلى حقائق، والمشكلة الحقيقية أن كثرة المطبوعات التي جاءت بعد زمن عافت كانت تمارس "طبطبة" غير صادقة على الشعراء مما تسبب في فوضى، وفي عودة "العراب" ترتيب لهذه الفوضى. مشكلة الشعراء أن من يكتب لتقويم معوجهم خائن، ومن يصحح معلومة منافق، ومن يحاول إضاءة الطريق مخرب! وقدر فهد عافت هو الشعر والشعراء، وعودته ليست لتصفية حسابات مع أحد وإن كان من يكتب فهد ضده يضع نفسه في مكان العدو، إذا هي مشكلته وليست مشكلة فهد، كما أنني تابعت مسلسلات شتم فهد عافت في كل المطبوعات التي تعنى بالشعر حتى في فترة غيابه، لذلك هو يعتقد مثل كل الناس أنه غاب لفترة بينما هو حاضر بصوره وشتائمهم، فهد عاد من أجل العمل وليس من أجل تصفية الحسابات، وهو "سيد الفلترة" إن رغب هو ذلك، وإن كنت أعتقد أنه كبر في السن ولم تعد لديه الرغبة في الركض مجددا، هو يحتاج إلى لياقة ولا بأس أن تكون بتصحيح بعض الأخطاء الموجودة حاليا.
هاني الشحيتان: في البداية أنا أطالب من يدعي أن عودة فهد عافت كانت لتصفية الحسابات الشخصية أن يقدم لي ما يثبت أن اتهامه هذا منطقي وليس اتهاما لتصفية حسابات مع فهد عافت أيضا؟
أما عن رأيي الشخصي في التساؤل حول نية عافت من العودة فالإجابة بالتأكيد لا، وذلك لعدة أسباب منها روح فهد عافت الشفافة التي تسمو به عن مثل هذه النوايا والمقاصد، وثانيا لمعرفتي بوجود خلافات لفهد عافت مع أشخاص آخرين، ومع ذلك لم يكتب فهد عافت حرفا واحدا عن هذه الخلافات في أي مطبوعة، ولم يذكرها في أي تجمع، مما يؤكد لمن أراد الحق أن فهد عافت لم ولن يقدم على مثل هذا.
فهد عافت من النخبة التي تجيد وتلم بالنقد وأدواته، وعادة ما يخلط القارئ بين النقد والأوصاف الأخرى كالانتقام والشتم وما إلى ذلك، فهو عندما ينتقد لا ينتقد ذات الشخص وإنما ينقد عمله وما يقدمه، فهو نقد ينطلق من مسؤوليته تجاه المجتمع، إنه الرقم الصعب الذي يجب أن نتوقف أمامه طويلا، ففهد لا ينافس إلا نفسه.
عبد الله الفلاح: إن كان هناك من يرى أن "شطحات" فهد عافت تصفي حساباته مع آخرين، عليه أن يسبق تهمته بدليل واضح ومُقنع، لأننا في العرف المهني الصحافي لا نأخذ بالنوايا التي لا يعلمها إلا الله.
الدخول المغاير لفهد "شطحات" عن فهد "قطوف"، هو شيء جديد يفكر فيه عافت لا نستطيع الحكم عليه في بدايته، وكما كانت "قطوف" بحاجة لزمن لإثبات وترسيخ عبقريتها لدى المتلقي، فأنا أعتقد أن "شطحات" تحتاج ذلك أيضا. أحيانا يكتب أحدنا كتابة ما ويتفق معه الكثيرون رغم عدم صحة ما كتب، ويكتب آخر ويختلف معه كثيرون رغم صحة ما كتب، ربما لتجاوزه المألوف والسائد وهي عبقرية أيضا.
ومن ميزات "شطحات" التي لا يتفرد بها من شعراء الثمانينيات الذين عملوا في الصحافة سوى عافت، أنه يقدم جيلا من الشباب ولا يعتمد على النجوم من جيله، وهي منهجية يتفرد بها عافت عن جيله، ويتبعه بعض الجيل الجديد من الصحافيين القلة، رغم أن الشعراء الشباب يكتبون شعرا أفضل بمراحل من سابقيهم.

<div align="center"><u> ! نعتذر لهذا الخلل الصحفي </u></div>

كان السؤال الموجه لضيوف التحقيق مباشرا وواضحا: "هل تعتقد أن عودة فهد عافت إلى الصحافة كانت بسبب تصفية الحسابات"، وطبعا لم نتوجه إلى سباك للإجابة عن هذا السؤال، مع يقيننا أن فهد عافت لا يحتاج إلى تعريف في الساحة المحكية، إلا أننا ذهبنا إلى من نرى أن لهم اختصاصا فيها، واتجهنا لمن سمعنا منهم مثل هذا القول، أو قرأنا لهم "اتهاما" أو شتما بحق عافت، فخاب أملنا بإيجاد إجابات منهم لأنهم امتنعوا عن الدخول بأي نوع من الإجابات هنا! أحدهم قال: "من هو فهد عافت ليُكتب عن عودته ونواياه تحقيق"؟ وطبعا بعض الإجابات يجب ألا تُقال حتى لا تُتهم بالجنون، عندما يتعلق الأمر بمسلمة ما يحاول أحدهم أن يتجاوزها لمرض في نفسه.
أردنا هذه الإجابات التي تكرس لهذه التهمة غير حاضرة الأدلة، فلم نجد إجابات من أي نوع، ربما كانت قناعتهم أن فهد يُضمر لمن ينتقده سببا في خوفهم من الإجابة، وكان بُعبُع عافت بالنسبة لهم أكبر من أن يُواجه بسلبياته.. نقول ربما! ولو لم يكن في الحسبان خاطر الوعي الذي نسعى أن نزرعه في ساحة الأدب المحكي، لذكرنا أسماء الإخوة المدعين الصامتين فردا فردا!

الأكثر قراءة