غياب "الإفصاح" يزيد الغموض حول أداء الصناديق السعودية للأسهم العالمية

غياب "الإفصاح" يزيد الغموض حول أداء الصناديق السعودية للأسهم العالمية

كشف أداء الصناديق السعودية للأسهم العالمية خلال الأيام الماضية، عن ضبابية في تحديد نسبة التأثر الحالي لهذه الصناديق بموجة الانخفاض التي تعانيها البورصات العالمية وأدائها المستقبلي بسبب عدم الإفصاح عن نوعية الأسهم العالمية التي تتملكها ونسبة الملكية، بينما يمكن معرفة مدى تأثر الصناديق العالمية بموجة الانخفاض الحالية لمستوى الإفصاح الذي يلزم مديري الصناديق العالمية بالإعلان عن الأسهم التي تتملكها هذه الصناديق ونسبتها من رأسمال الصندوق.

في مايلي مزيداً من التفاصيل:

ما زالت أسواق الأسهم الأمريكية تؤثر سلبياً في بقية البورصات العالمية بسبب بيانات التضخم التي صدرت في الأسبوع الماضي وبسبب تردي الحال في سوق المساكن والقروض المتعلقة بها وأكثر البورصات العالمية تأثراً الأسهم اليابانية نظراً لارتباط شركاتها المُصدرة بالطلب من المُستهلك الأمريكي مثل شركتي تويوتا وهوندا وما على شاكلتها، لكن يبدو أن بقية الأسواق ستتحرر من الارتباط المؤقت بالسوق الأمريكية المحكومة باللحظة الزمنية التي نعيشها وقد بدأت بالفعل أسواق الصين والهند الارتفاع هذا الأسبوع ومعها البورصات الأوروبية التي تعيش موجات ارتفاع بسبب الإعلان عن إنشاء شركات ضخمة واندماج شركات كبرى.
الصناديق السعودية للأسهم العالمية أداؤها متفاوت ومُتذبذب هذا الأسبوع بعضها قلص خسائره والبعض الآخر زاد منها وباختصار أداؤها مُختلط ولا يُمكن التنبؤ به لعدم وضوح أسماء الأسهم، التي تمتلكها هذه الصناديق (في الأسواق العالمية يُفصح مديرو الصناديق عن الأسهم التي تمتلك فيها ونسبة تملكها) كما أن أداءها غير مرتبط بالمؤشرات وأحياناً تُناقضه، المُلاحظ هذا الأسبوع أن الصناديق السعودية للأسهم الصينية والهندية التي زاد بها عدد المُشتركين مطلع العام الحالي والتي خسرت منذ بداية العام الكثير أنها بدأت تُداوي جراحها وتُقلص من خسائرها خلال آذار (مارس) الحالي ولكن هذا لا يعني بالضرورة نهاية الهبوط.

صناديق الأسهم الأمريكية
هبطت أسواق الأسهم الأمريكية خلال الأسبوع الماضي بعد صدور تقرير يُفيد بأن قروض المساكن المُتعثر تحصيلها هي بنسبة 13 في المائة وهذا الهبوط ألغى الارتفاع الذي حصلت عليه الأسهم الأمريكية في الأسبوع قبل الماضي، كما أن مؤشرات التضخم الخاصة بأسعار المُنتجين PPI ارتفعت أكثر من المُتوقع، وقد انخفض مؤشر داو جونز بنسبة 1.4 في المائة ومؤشر S&P 500 الذي تعتمد عليه مُعظم الصناديق السعودية العالمية انخفض بنسبة 1.1 في المائة. وفي هذا الأسبوع يُتوقع أن تشهد السوق الأمريكية بعض التذبذب ولكنه بشكل عام يميل للهبوط نظراً لحالة عدم الاستقرار وعدم التأكد من وصول الأسواق لمستوى مستقر بعد الهبوط الذي بدأته أخيراً البورصات العالمية.
الصناديق السعودية للأسهم الأمريكية، التي لم تستفد من ارتفاع السوق في الأسبوع قبل الماضي تأثرت أكثر بهبوط السوق الأمريكية في الأسبوع الماضي ولكن بشكل عام استقرت خسائرها عند مستوى 0.02 في المائة، علماً بأن أقل صناديق هذه الفئة هو صندوق محفظة الرياض للأسهم الأمريكية، التي خسرت 0.37 في المائة فقط منذ بداية العام بعد أن كانت قد سجلت أرباحا في كانون الثاني (يناير) الماضي بنسبة 1.8 في المائة وتصدرت بقية الصناديق، يليها في الأقل خسارة صندوق الأهلي للمُتاجرة بالأسهم الأمريكية بخسارة 0.46 في المائة وهذان الصندوقان عادة ما يتنافسان في فئة صناديق الأسهم الأمريكية.

صناديق الأسهم الأوروبية
تأثرت أسواق الأسهم الأوروبية سلباً بقطاعي البنوك والتأمين في الأسبوع الماضي، حيث انخفض هذان القطاعان إضافة إلى التأثر السلبي بأداء سوق الأسهم الأمريكية، وقد سجلت الأسهم الفرنسية النسبة الأكثر هبوطاً منذ بداية العام الحالي بنسبة 2.88 في المائة يليه مؤشر فوتسي بنسبة 1.45 في المائة هبوطاً وأقلهما مؤشر داكس الألماني هبط بنسبة 0.26 فقط، لكن تعيش البورصات الأوروبية حالة انتعاش هذا الأسبوع وستعود بالنفع على الصناديق السعودية إثر صعود أسهمها على طبول أخبار اندماج الشركات ومنها إعلان تأسيس أكبر شركة سياحة على مستوى قارة أوروبا، كما أُعلن عن مفاوضات بين بنك "باركليز" البريطاني وبنك "أمرو" الهولندي وهذا الخبر دفع الأسهم الأوروبية بشكل جيد.
تمكنت الصناديق السعودية للأسهم الأوروبية من تخفيض خسائرها وبذلك يُُصبح مُعدل خسائر الصناديق السعودية مُجتمعة 0.01 في المائة فقط ولكن من بينهم توجد ثلاثة صناديق احتفظت بأرباحها وعلى رأسها صندوق الأسهم الأوروبية من البنك العربي بنسبة 0.99 في المائة، علماً بأنه قد ربح 5 في المائة بنهاية شباط (فبراير) ويليه الصندوق الأوروبي من البنك السعودي الفرنسي بنسبة 0.55 في المائة.

صناديق الأسهم اليابانية
تأثرت أسهم الشركات اليابانية سلباً ببيانات التضخم الأمريكية وتحديداً الشركات المُصدرة، التي تعتمد على تصدير بضائعها إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ويرى المُحللون أن المتدايلون يحتاجون إلى مزيد من الوقت قبل أن يثقوا في أسواق الأسهم ويعودوا إليها وقد تزعم الهبوط سهما شركتي تويوتا وهوندا. ومن ضمن أخبار الشركات قيام مجموعة ميزوهو المالية ببيع شركة "نيكو كورديال" التابعة لها لمصرف "سيتي جروب" الأمريكي بقيمة 1700 ين ياباني لكل سهم، كما ارتفع سهم توشيبا وسط ظهور تقرير بين أن شركات الإلكترونيات ستوزع أرباحا تراوح بين 10 و11 ينّ لكل سهم، وقد سجل مؤشر نيكاي الياباني هبوطا بنسبة 2.8 في المائة منذ بداية العام الحالي.
الصناديق السعودية للأسهم اليابانية منقسمة منها ما زادت خسائره بعد أن قدمت نتائج رائعة في الأسبوع قبل الماضي ومنها ما زال يتقدم مُحققاً أرباحا وفي مقدمتها صندوق الأسهم اليابانية من البنك الهولندي الذي حقق أرباحا بنسبة 5.18 في المائة يليه صندوق العربي للأسهم اليابانية المرتفع بنسبة 3.04 في المائة .

صناديق أسهم الصين والهند
الصناديق السعودية للأسهم الصينية استقطبت الكثير من المشتركين خلال الفترة الماضية ومطلع هذا العام نظراً لأدائها المُتميز في العام الماضي ولكنها هذا العام تراجعت وانتكست كثيراً بعد هبوط بورصة الصين قبل شهر ما أدى إلى تكبد الكثيرين خسائر. هذا الأسبوع تقلصت خسائرهم وما زال صندوق ساب للأسهم الصينية والهندية هو الأفضل لأنه أقل خسارة حيث هبط بنسبة 1.94 في المائة، علماً بأنه قد حقق أرباحا من قبل بنسبة 7 في المائة بنهاية كانون الثاني (يناير) الماضي، يليه صندوق الراجحي للأسهم الصينية والهندية حيث هبط حتى الآن ومنذ بداية العام بنسبة 7.06 في المائة ولم يتمكن من تحقيق ربح مُعتبر سوى في كانون الثاني (يناير) الماضي بنسبة 1.39 في المائة فقط وأما صندوق ازدهار للفرص الصينية فقد حقق خسارة قوية في الأسبوع ما قبل الماضي بنسبة 13.28 في المائة وقلصها هذا الأسبوع فأصبحت 11.2 في المائة فقط.

الأكثر قراءة