"لوفتهانزا" تخشى منافسة الإماراتية بلغة العولمة
ما بين شركات الطيران والعولمة علاقة خاصة ... فمن ناحية تدفع شركات الطيران بالعولمة إلى الأمام من خلال تكرار نقلها لأعداد متزايدة من البشر بين الأقطاب المتباعدة في الكرة الأرضية، ومن ناحية أخرى حققت شركات الطيران العالمية مكاسب كبيرة من نهضة مستوى المعيشة الاقتصادي في العالم من خلال زيادة أعداد المقبلين على السفر بالطيران ولا يقتصر الحديث هنا عن ركاب الدرجة الأولى فقط بل يمتد أيضا إلى ركاب درجة رجال الأعمال. فمن خلال هؤلاء الزبائن تحقق شركات الطيران الأرباح العالية - وليس من وراء السائحين الذين يسافرون في الدرجات السياحية الرخيصة.
وبلا أدنى شك تعتبر شركة طيران لوفتهانزا الألمانية من الشركات الرابحة من جراء هذا التطور. ويقول تيري أنتينوري مدير قطاع التسويق والمبيعات لدى شركة الطيران: في عام 2005 ازدادت لدينا نسبة حجوزات الدرجة الأولى بنسبة 20 في المائة. وتستثمر لوفتهانزا منذ زمن طويل في ظهورها التمثيلي في الدرجة الأولى. فمنذ ما يزيد عن عام تدير لوفتهانزا في مطار فرانكفورت ما يسمى قاعة مسافري الدرجة الأولى والتي تقدم عبرها للزبائن خدمات عديدة منها خدمة التوصيل إلى المطار بسيارة فاخرة. ويعتبر تقديم خدمات الرفاهية المتميزة على الأرض في مفهوم لوفتهانزا من المنتجات الأولية، حيث إنه على قدر ما تقدمه شركات الطيران من أفكار إبداعية في تصوير وتشكيل الدرجة الأولى في طائراتها، تبقى إمكانات الإبداع لديها محدودة من ناحية المساحة، على الرغم من جميع قوائم الأطعمة الفاخرة، والأجواء المريحة والكم الهائل من قنوات الفيديو والموسيقى.
عروض عالية القيمة تحتاج لوفتهانزا إلى تقديمها في آسيـا، ولاسيما أن المنطقة تبشر بنمو متسع، وشركات الطيران المحلية ترعى هناك خطط توسع كبيرة. من تلك الشركات تعد بجانب شركة الطيران التقليدية العريقة مثل: خطوط سنغافورة وشركات الطيران المنافسة في منطقة الخليج العربي.
رئيس لوفتهانزا فولفجانج مايرهوبر حذر مرارا وبوجه خاص من شركة الخطوط الجوية الإماراتية والتي لا سقف لطموحاتها في مجال الطيران، فقد تعاقدت الخطوط الجوية الإماراتية على شراء 45 طائرة عملاقة من طراز إيرباص أيه 380 كما تخطط أيضا لطلب 100 طائرة أخرى من طراز أصغر للرحلات البعيدة من شركتي بوينج و إيرباص.
لوفتهانزا تتابع هذه التطورات بقلق شديد، وذلك لأنها تستثمر في أعمالها في القارة الآسيوية بقوة أكثر من أي شركة طيران أوروبية، فهي تحلق هناك إلى 25 جهة وتطير في الأسبوع 165 رحلة. وفي الآونة الأخيرة أسست لوفتهانزا خط طيران بين فرانكفورت و كالكتا في الهند، والخط التالي سيكون بين ميونخ و مدينة بوسان في كوريا الجنوبية.
ويثير غضب شركة الطيران الألمانية ميزة الموقع الجغرافي للشركات المنافسة من منطقة الشرق الأوسط. ويقول أنتينوري شاكيا، شركات الطيران في منطقة الخليج تتمتع بظروف عامة أفضل منا. سواء تمثلت هذا الظروف في شراء الكيروسين، أو عبء الضرائب.
وبالنسبة للمنافسة حول الأثرياء من زبائن الدرجة الأولى ودرجة رجال الأعمال في منطقة أمريكا الشمالية فلا يوجد هناك ما يدفع لوفتهانزا إلى القلق. ففي هذه المنطقة تقدمت لوفتهانزا خلال الأعوام الماضية من المرتبة الخامسة إلى المرتبة الثانية، لتقترب بذلك من الشركة الرائدة في السوق منقطعة النظير، شركة الطيران البريطانية بريتش إيروايز. كلتا الشركتين الألمانية والبريطانية استفادتا من تدهور أوضاع شركات الطيران الأمريكية الرائدة في المنطقة، والتي وقعت أغلبيتها بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 في أزمات مالية كبيرة.
ونظرا للمنافسة المتزايدة الشديدة في السوق الداخلية تحاول شركات الطيران الأمريكية منذ زمن بسيط تحقيق إيرادات إضافية من خلال رحلات طيران عبر المحيط الأطلنطي - ولكن مع التحليق بدون الدرجة الأولى الفاخرة وبدون راحة متميزة في درجة رجال الأعمال، لأنها تحلق في العادة بطائرات ليست كبيرة نوعا ما وعلاوة على ذلك بطائرات قديمة.