"إنترديجتال للاتصالات" ترفع أرباحها 194% خلال 2006 وتوقعات بارتفاع السهم 25%
"إنترديجتال للاتصالات" ترفع أرباحها 194% خلال 2006 وتوقعات بارتفاع السهم 25%
المتابع لهذا التقرير الأسبوعي "سهم عالمي" يلحظ تركيزاً مُتكرراً على أسهم شركات تعمل في مجال الاتصالات وتحديداً الاتصالات المُتنقلة اللاسلكية Wireless ذلك أن عام 2007 يُعدّ العام الذي فيه ستقطف العديد من شركات الاتصالات اللاسلكية وخدماتها ثمرة جهد أعوام حيث إنها أنفقت الكثير من مواردها المالية في تأسيس نفسها ووصلت إلى مرحلة تقلص معها هذا الإنفاق. ومن الطبيعي أن ينمو الأداء التشغيلي خلال الفترات الفصلية الماضية، كما أن كثيراً من عمليات الاستحواذ والاندماج حول العالم تركزت في قطاع الاتصالات اللاسلكية مما يعني انجذاب الشركات الضخمة المُستثمرة إلى هذا القطاع، لم لا، وقطاع الاتصالات سيُصبح الرئة التي يتنفس منها العالم وفيه تصب تحركات سكان العالم واهتماماته وأحداثه.
نظرة عامة
اخترت اليوم التحدث عن شركة InterDigital للاتصالات الأمريكية وهي إحدى أهم الشركات العاملة في قطاع الاتصالات اللاسلكية حيث إنها تقوم بتصميم وتطوير أنظمة اتصالات ومن ثم الترخيص لعملائها من شركات الرقائق الإلكترونية ومُصنعي أجهزة الهاتف الجوال ومُصنعي الأجهزة الأخرى ليستخدموا تقنياتها بمقابل مادي يُكون لها مبيعات ضخمة كما تُظهر هذا قوائمها المالية والحلول التي تُطورها الشركة وتمنح ترخيص استخدامها لعملائها من الشركات الأخرى. وتشتمل حلولها على تقنية TDMA التي تُشمل الجيل الثاني والجيل الثاني المُطور إضافة إلى التقنية الجديدة CDMA. والشركة أُنشئت عام 1972م ومركزها الرئيسي في ولاية بنسلفينيا الأمريكية وهي مُدرجة في سوق ناسداك، ويتم تداولها تحت الرمز IDCC.
مصدر المبيعات
معظم الدخل الذي تُحققه الشركة يأتي من بيعها تراخيص استخدام حلولها وتقنياتها. أما عملائها، كما ذكرت، هم مُصنعو أجهزة الهاتف الجوال والكمبيوترات الشخصية والأجهزة الكفية المُساعدة وأنواع مُختلفة من الأجهزة التي تُستخدم في الاتصال اللاسلكي. وعملاء الشركة من كُبرى الشركات العالمية، فمنهم شركة نوكيا التي تجمعها معها شراكة في تطوير وتصميم حلول وتقنيات، كذلك شركة NEC وشارب وlg. وأصبحت الشركة تركز على ترخيص حلولها ضمن تقنيات الجيل الثالث 3G علماً أن الشركة أصبحت إحدى الشركات الرائدة في تقنية WCDMA. ويُتوقع أن توجه الشركة قدراً كبيراً من استثمارها نحو هذه التقنية، علماً بأن الشركة تُوجه جزءاً كبيراً من سيولتها نحو البحث والتطوير وتعمل مع عدد من الشركات المُصنعة والهيئات غير الربحية المُتخصصة في أنظمة الاتصالات والتي تضع مواصفات عامة لأنظمة وبروتوكولات اتصال.
مؤشرات مالية
سنتناول قوائم الشركة الخاصة بعام 2006 وهي غير مُدققة حيث سجلت الشركة مبيعات بلغت 480.47 مليون دولار مُسجلة نمواً في المبيعات بمقدار 194.5 في المائة عن مبيعات عام 2005. وسجلت الشركة أرباحاً بمقدار 225.22 مليون دولار بنمو 311.90 في المائة، بالنسبة لربحية الشركة، فنجد أن نسبة صافي أرباح الشركة هي 46.9 في المائة وهي أفضل من نسبة صافي نمو الربحية لبقية الشركات العاملة في القطاع نفسه والمُقدرة بـ 33.4 في المائة.
توجد ديون على الشركة، علماً أن السيولة الجارية Current Ratio المتوافرة لدى الشركة وتستطيع تغطية أي ديون عليها في حالة وجودها مستقبلا هي بمقدار مرة واحدة فقط في حال طلب التسديد الفوري للفوائد، وهذا يُعد أمراً يُقلق الشركة. أما نسبة العائد إلى حقوق ملكية المُستثمرين ROE هو 100 في المائة أي أنه عائد أكبر من الذي تمنحه البنوك على إيداع الودائع بكثير جداً وإذا قارنته بالعائد على الملكية الذي يمنحه القطاع الذي تنتمي له الشركة فنجد أنه 16 في المائة فقط، أما قُدرة الشركة على الاستفادة من مبيعاتها في تغطية قيمة الأصول Asset Turnover فهو بمقدار1.1 مرة.
مؤشرات فنية
أغلق سهم الشركة يوم الجمعة الماضي عند سعر 32 دولارا أمريكيا. وقد تعرض السهم منذ بداية الشهر الحالي آذار (مارس) إلى عمليات بيع متتالية أدت إلى هبوط السهم حتى وصل إلى مستويات قريبة من 30.5 دولار. ويبدو أن ما حدث هو بداية موجة هبوط يتعرض لها السهم قد تصل به إلى مستويات أدنى من 30 دولارا خاصة أن السهم هبط تحت متوسط 50 يوما ومائتي يوم ولكن لن يهبط إلى أقل من 24 دولارا. وإن وصول السهم إلى أسعار أقل من 30 دولارا يعتبر فرصة جيدة لتملك السهم كمُستثمر والإبقاء عليه حتى يُحقق هدفه الاستثماري وهو 40 دولارا حسب رأي مُعظم المُحللين المُعتبرين.
مخاطر الاستثمار
ذكرت من قبل أن الشركة تتميز عن منافسيها بعلاقتها القوية مع عملاء شركات اتصالات كبرى موزعة حول العالم مثل NEC وشارب وLG، ولكن هذا يُعتبر سلاحاً ذا حدّين بسبب أن ابتعاد أحد هؤلاء العملاء سيُضر بمبيعات الشركة كثيراً ويؤثر في ربحيتها. وهذه هي مشكلة جميع الشركات التي تعتمد على عدد قليل من العملاء وعمالقة في نفس الوقت نفسه، وأحد عوامل الخطورة الأخرى هو أن قطاع الاتصالات المُتنقلة يشهد منافسة حادة وقوية ودائما يتسلل إليه لاعبون جدد يجذبهم هذا القطاع كثيراً. والعمل في هذا القطاع متجدد تقنيا ويستنزف من الشركات الكثير من الموارد ويتطلب منها الإنفاق على البحث والتطوير، لذا رأينا شركة InterDigital تُنفق الكثير من مواردها المالية نحو البحث والتطوير لتدعم مكانتها بين المنافسين.
المُستثمرون والمُنافسون
تستحوذ العديد من المؤسسات المالية الكبرى والصناديق المهمة على 56.6 في المائة من أسهم شركة InterDigital من ضمهم Golden Sachs وHeartland Advisor وBarclays Global بنسبة 6.52، 6.43، و3.59 في المائة على التوالي، كما أن كبار المُساهمين المُطلعين على أسرار وخُطط الشركة يملكون 6 في المائة من أسهم الشركة. وتُظهر بيانات هيئة السوق المالية الأمريكية أن تسعة من المُطلعين قاموا ببيع أسهم الشركة خلال الأشهر الستة الأخيرة.
تواجه شركة InterDigital منافسة شرسة من شركات كبيرة أخرى مثل Qualcomm وشركة Sierra Wireless التي تحدثنا عنها في تقرير سابق نُشر في صحيفة "الاقتصادية"، كما تُنافسها شركة Novatel وبالمثل شركات أخرى ذات حجم أصغر ومُزودة لتقنيات الاتصالات المُتنقلة ولكن الشركة تتميز بعلاقتها القوية والمتينة مع عدد من كبار المُصنعين للهواتف الجوالة وأنظمة البنية التحتية لأجهزة الاتصالات.
أحدث الأخبار
أعلنت الشركة في نهاية شباط (فبراير) الماضي عن نتائجها المالية للربع الرابع من عام 2006 مُحققة مبيعات مقدارها 65.1 مليون دولار أي بارتفاع 60.7 في المائة مقارنة بالفترة نفسها للعام الماضي بينما وصلت المبيعات الإجمالية إلى 480.5 مليون دولار مرتفعة 194.5 في المائة مقارنة بمبيعات عام 2005. ومعظم المبيعات أتت من بيع تراخيص استخدام إلى شركة نوكيا بمبلغ 253 مليون دولار، وقد تكون عند الشركة بنهاية عام 2006 سيولة نقدية تصل إلى 264 مليون دولار. ووصلت الديون على الشركة إلى 6.9 مليون دولار وكما تحتفظ الشركة بأسهمها قامت بإعادة شرائها وقيمتها هي 6.5 مليون سهم، وتحدثت الشركة عن توقعاتها لعام 2007 قائلة إنها قد تُحقق مبيعات تصل إلى ما بين 53 و55 مليون دولار.
الخلاصة
مبيعات وأرباح الشركة تنمو بشكل كبير مع تركيزها الواضح على تقنيات الجيل الثالث وتحتفظ بعملاء مميزين وعلى رأسهم شركة نوكيا. والمحللون الذين يهتمون بأخبار الشركة ستة محللين منهم أربعة مُحللين ينصحون بشراء السهم بينما محلل واحد ينصح بالاحتفاظ بسهم الشركة وآخر ينصح ببيع السهم. والسعر الذي يتوقع المُحللون أن يصل إليه السهم هو 40 دولارا أمريكيا علماً أن السهم يشهد حالياً موجات بيع ويُفضل الانتظار وشراؤه عندما يصل إلى سعر أقل من 30 دولارا.