شركات التأمين الألمانية تغزو دول الخليج بمنتجات "تكافل" .. وتتوارى خجلا عن تقديمها في بلادها

شركات التأمين الألمانية تغزو دول الخليج بمنتجات "تكافل" .. وتتوارى خجلا عن تقديمها في بلادها

شركات التأمين الألمانيةحالة فريدة للتناقض عندما يتعلق الأمر بالمنتجات الإسلامية فهي تغزو بلدان شرق آسيا الإسلامية بمنتجات "تكافل" وتنأى في الوقت نفسه عن تقديم الخدمة ذاتها للجاليات الإسلامية في ألمانيا!
هذه الشركات تحاول أن تضع لنفسها موطئ قدم في الدول العربية التي يستحوذ فيها المسلمون على 20 في المائة من هذه السوق خلال الـ 20 عاما المقبلة, خصوصا أن هناك 300 مليون مشتر محتمل للتأمين الإسلامي.

التأمين النقي
يمتنع المسلمون عن الاستعانة بالتأمين التقليدي بسبب أنه يحتوي على عوامل من الاحتمالية والحظ ولهذا عكفت شركات التأمين الأوروبية على تطوير منتجات تلقى قبولا من الشريعة الإسلامية. تقول وحدة التأمين العالمية FWU - ومقرها في ميونخ - إنها عندما بدأت أنشطتها في الشرق الأوسط وجدت أن سوق التأمين الإسلامية صغيرة جدا في الوقت الذي يكثر الطلب عليه.
يقول ما نفريد ديرهيمر, المؤسس والرئيس التنفيذي للوحدة، في مقابلة مع تلفزيون DW الألماني "إن المنتجات الغربية المعروضة هناك إما أن تكون غير متطابقة مع القوانين الدينية وإما أنها تتوافق ولا تعطي أي معنى وجدوى اقتصادية".
وعليه قامت FWU بتطوير ما يعرف بـ"تكافل" وهي تقوم ببيع هذا المنتج في الإمارات والكويت. ولا بد من استثمار أموال المؤمن عليه في أماكن تعتبر نقية بحسب وجهة النظر الإسلامية.
وترتكز سياسة "تكافل" الهيكلية على وضع أموال المؤمن عليهم في صندوق متلائم مع استثمارات متطابقة مع الشريعة ويتلقى المتضرر في حالة وقوع حادث بعض من أموال الأرباح التي تم تجميعها وبهذا يقوم المؤمن بإدارة الصندوق فقط.
وتعد شركة ALLIANZ الألمانية أول شركة تأمين غربية تقدم بواليص تأمين تكافل في إقليم آتشه الإندونيسي الذي يطبق الشريعة الإسلامية.
وبحسب شركة AIG للتأمين الأمريكية، فإن رسوم التأمين قد ارتفعت إلى 15 في المائة في أسواق الشرق الأوسط وآسيا الجنوبية خلال السنة الماضية مقارنة بالمعدل العالمي له وهو 9 في المائة.

الخليج وعملاق التأمين الأوروبي
لن تنسى ALLIANZ, أكبر شركة تأمين أوروبية, السنة الحالية بسهولة بعد أن حصلت على رخصة لمزاولة تأمين تكافل في دبي والبحرين.
"الاقتصادية" حاولت معرفة إذا ما كان لدى ALLIANZ أية أنشطة في السعودية فكانت الإجابة من مدير الاتصالات جودرون ماسين الذي يقول "لدينا شركة تابعة لنا وهي AGF. وتملك الأخيرة حصة في شركة "إنسعودي" التي تم الترخيص لها لمزاولة التأمين التقليدي والتكافلي. وامتنع المسؤول الألماني من مقر إقامته في ميونيخ من إضافة أية تفاصيل حول موعد طرحها للاكتتاب في السعودية.

التكافل وألمانيا
لا وجود لمنتجات "تكافل" في ألمانيا على الرغم من ازدهارها في الأسواق الأخرى. مع العلم أن الجالية الإسلامية في ألمانيا يصل عددها إلى ثلاثة ملايين نسمة، إلا أنه يبدو من الواضح أنه ليس هناك طلب على هذا النوع من التأمين.
يعلق جودرون حول هذا التناقض في بلدة "تحاول ALLIANZ موافاة احتياجات عملائها حيثما كانوا وحتى الآن يكثر الطلب على منتجات "تكافل" في أسواق الشرق الأوسط، ونحن على استعداد للنظر في الأسواق الأوروبية في حالة ظهور مثل هذا الاهتمام المماثل".
تجدر الإشارة إلى أن السعودية رخصت لـ 13 شركة في تشرين الأول (أكتوبر) لمزاولة نشاط التأمين الإسلامي. ويرى مصرف HSBC البريطاني أن سوق التأمين الإسلامي العالمية ستتضاعف خمس مرات بحلول عام 2015 لتصل قيمتها إلى 14 مليار دولار.

الأكثر قراءة