برامجنا الرياضية بشعارات الأندية
من يتتبع سيرة المصطفى- عليه الصلاة والسلام- يعلم يقينا أن الحياة لا تستحق منا كل هذا التعصب في الانتماء لأنديتنا على حساب القيم والأخلاق والتوجيهات السماوية التي حثنا علها ديننا الحنيف، فنحن شعب اجتمع تحت راية الإسلام، والمسلم الحقيقي هو من سلم الناس من لسانه ويده، يكفي أن الله- عز وجل- خلقنا لعبادته والامتثال لأوامره واجتناب نواهيه، فقد قال في محكم التنزيل: "إن أكرمكم عند الله أتقاكم" وهذا توجيه إلهي للبشرية عامة بأن العزة والكرامة عند الله ليست مقرونة بكثرة المال ولا بالألوان والنعرات القبلية، وإنما بتقوى الله سبحانه وتعالى، وبما أننا بشر تسوقنا أحياناً عواطفنا نحو طاعة الشيطان عن غير قصد، فسرعان ما تأخذنا العزة بالإثم ونتبنى بعض الأعمال المسيئة التي يقوم بها ضعاف النفوس من أجل إظهار أنفسهم بأنهم أقوى المتعصبين والعاشقين لهذا الكيان أو ذاك. منذ سنوات ونحن نمنح مساحة إعلامية كبيرة لمن يتهكمون على الآخرين ويتصيدون زلاتهم ويفضحون من ستر الله عيوبهم بحجة الإثارة الإعلامية، ولم نعلم أننا نجني على أنفسنا وأبنائنا من هذا الجيل القادم عندما ننمي في سلوكياتهم هذه الأخلاق المشينة التي تسببت في خلق أجواء مشحونة بين الإخوان في البيت الواحد لمجرد الاختلاف بالميول فيما بينهم، من يعتقد أن هذه الإثارة الإعلامية التي تبثها معظم البرامج هذه الأيام ليست سلبية، فهو بالتأكيد إما أن يكون أحد رموز هذه الحركة أو لديه مصالح معينة تجعله يتماشى مع هذه الإثارة المصطنعة في الوقت الحاضر. عندما نسهم بتنمية بعض الجوانب السلبية في جيل قادم من أجل القوة التسويقية لبرامجنا، فهذا هو الخطر الأكبر الذي سيمنح معظم شبابنا الجرأة بالوقوف في وجه الأب والأم في البيت والمسؤول والمدرس في المدرسة، وربما يصل بهم الحال إلى الوقوف ضد المسؤولين في الدولة بطريقة عفوية، معتقدين أن هذا السلوك هو من سيوصله إلى القمة والشهرة في أسرع وقت ممكن، من يحسن قراءة الوضع الاجتماعي والنفسي لشباب هذه الأمة يدرك أن من أبرز مقومات الفشل التي يعانيها هذا الجيل الصاعد هو الاستعجال في اتخاذ القرارات غير المبنية على أسس واضحة؛ لأنه تشرب ثقافة هذه البرامج المتناقضة في طرحها وتوجهاتها.
شمس النصر لا تغيب
من جولة إلى أخرى نشاهد أن نادي النصر يقترب من تحقيق لقب بطولة الدوري التي استعصت على النصراويين لسنوات طويلة، ذهب رمز النصر الأول الأمير عبد الرحمن بن سعود- يرحمه الله- وذهبت معه أجمل الذكريات وأروع النجوم الذين أجمع النصراويون على عدم تكرارهم، وها نحن اليوم أمام مشهد متجدد لا يختلف كثيرا عن ذكريات الماضي، فالأمير فيصل بن تركي يعاند المستحيل ويرسم طريق المنصات من جديد لأحفاد الراحل من جمهور الشمس، فيتجلى ذلك الغمام بالغيث الذي يقتلع كل من يقف في طريق العالمي، ويجبر المدرج الأصفر على الحضور والمؤازرة ورسم لوحات الإبداع، ليكون هو الآخر ظاهرة قوية تستحق الإشادة.
إفرازات الجولة السابقة
يستحق نادي التعاون لقب الحصان الأسود في دوري عبد اللطيف جميل هذه الموسم، فقد استطاع التعاونيون أن يقدموا فريقا محترما يشاطر الكبار ويزاحمهم على المراكز المتقدمة. هل يستطيع النصر تخطي 34 مباراة دون هزيمة الرقم الذي يحتفظ به نادي الشباب السعودي، أم يستمر الشباب في تميزه؟ موجة التهكم والتشفي في إخفاق الآخرين هي من عاداتنا السلبية التي يجب أن نتجرد منها؛ لكيلا تصبح إرثا للأجيال القادمة.
تعجبت كثيرا عندما خرج أحد نجوم الكرة السعودية السابقين في برنامج وتحدث عن سلبيات نجم آخر كان أحد زملائه في المنتخب السعودي معتقدا أنه يحكي الحقيقة.