3 ساعات في القطار الجديد
ظُهر يوم الأربعاء الماضي كانت لكتاب الرأي جولة في القطار الجديد بقيادة المهندس إبراهيم السلطان، شملت جميع أنحاء مدينة الرياض، وخلال الجولة التي استمرت أكثر من ثلاث ساعات طُرح عديد من الأسئلة حول مشروع النقل العام في الرياض وإمكانية تنفيذه في موعده رغم ضخامته.. هذا مجرد تخيل لأنها بعد عرض ضوئي كانت الصور فيه تظهر بما يشبه الواقع ما ستكون عليه مدينة الرياض بعد خمس سنوات.. وطرحت الأسئلة بعد انتهاء العرض وكان بعضها يحمل روح التفاؤل وقليل منها أخذ جانب النقد والتشاؤم ليس عن مشروع النقل العام فقط، وإنما عن تخطيط مدينة الرياض وخدماتها ومشروعاتها.. واستقبل المهندس إبراهيم السلطان المسؤول التنفيذي الأول في هيئة تطوير الرياض ومساعدوه من المهندسين الشباب، الذين نفتخر بهم، تلك الأسئلة بكل أريحية وأجابوا عنها بشفافية ومهنية عالية.. ومن تلك الأسئلة ما يتعلق بتوسع المدينة أفقياً وعدم السماح بالارتفاعات ليكون التوسع رأسياً مثل معظم دول العالم.. وربما تتم معالجة الارتفاعات بالتدريج، أما للتوسع الأفقي في الماضي فإن له مبرراته التي من بينها ارتفاع أسعار الأراضي وسط المدينة بشكل يحول دون امتلاك متوسطي الدخل للمسكن، كما أن ثقافة المواطن السعودي لا تحبذ السكن في الشقق.. وربما تغيرت هذه النظرة في الوقت الحاضر تحت ضغط الحاجة للسكن.
وعودة إلى مشروع النقل العام أقول إن حرص أمير منطقة الرياض واختيار أفضل المقاولين عالمياً والجدول الزمني الدقيق وغرامات التأخير التي أكد المهندس السلطان وجودها في العقود تعطي الاطمئنان بأن المشروع سينفذ في موعده المحدد أي بعد نحو خمس سنوات.. وعندها سنرى وجهاً جديداً وثقافة مختلفة لمدينة الرياض التي أسميها دائماً "مدائن الرياض" فهي مجموعة من المدن ترهق من يقوم على أمنها وتطويرها وتوفير الخدمات فيها.
وأخيراً: تحية لأمير منطقة الرياض الذي وجه بعقد هذا اللقاء بين مسؤولي هيئة تطوير الرياض، المأمول أن يقتدي به كل مسؤول يحرص على الشفافية وإطلاع المواطن على سير العمل ومراحل تنفيذ المشروعات في الجهاز الذي يقوم عليه.
كما أن كتاب الرأي على استعداد دائم لتلبية مثل هذه الدعوة، وعقد لقاءات دورية لمتابعة مراحل تنفيذ مشروع النقل العام وغيره من مشروعات تطوير التنمية، والحصول على المعلومة الصحيحة من مصدرها.. وما زلت في انتظار الإجابة عن سؤال طرحته ولم تتم الإجابة عنه في زحمة أسئلة الزملاء، وهو: هل يمكن اتخاذ إجراءات من شأنها الحد من تضرر الناس من الحفريات ـــ بمعنى حجب الأتربة والغبار كما يحصل في جميع المدن العالمية عند تنفيذ المشروعات؟ وليس على طريقة الحفريات لدينا التي نعلم مضارها وإزعاجها وظللنا نشتكي منها خلال السنوات الماضية دون أي مستجيب للشكوى.. وسؤالي الثاني الذي لم أطرحه وأنتظر الإجابة عنه: هل القطار بلا سائق وهو المعتمد في المشروع الجديد يتوافر له الأمان المطلوب؟ وما الدول التي تعتمد مثل هذا النوع من القطارات ومدى نجاح تجربتها في الأخذ بهذه التقنية الجديدة؟!