القصيم: شكوى من إحجام عن المستثمرين عن إقامة مشاريع صناعية

القصيم: شكوى من إحجام عن المستثمرين عن إقامة مشاريع صناعية

القصيم: شكوى من إحجام عن المستثمرين عن إقامة مشاريع صناعية

احتاجت الغرفة التجارية في القصيم إلى تنظيم محاضرة عن منظمة التجارة العالمية وأثرها في الاقتصاد السعودي للخبير الدكتور فواز العلمي مستشار وزير الصناعة والتجارة ورئيس الفريق الفني المفاوض مع المنظمة، لإقناع رجال الأعمال بجدوى الاستثمار الصناعي بعد أن قالت الغرفة إن هذا القطاع يواجه "إحجاما واضحا".
وقال الدكتور سليمان العييري رئيس اللجنة الصناعية في الغرفة، إن الندوة جاءت بعدما أحجم عدد من رؤوس الأموال عن الاستثمار في الصناعة بسبب تخوفهم من نتائج دخول المملكة إلى المنظمة. وأبان أنه قبل عامين تم التسويق لأرض المدينة الصناعية في المنطقة التي تبلغ مساحتها أكثر من أربعة ملايين متر مربع، وحتى الآن لم يتقدم أحد من مستثمري المنطقة.
وأكد العييري أنه يوجد أكثر من 126 منشأة خارج أسوار المدينة الصناعية و42 ترخيصا منح في العام الماضي لإنشاء مصانع جديدة خارج المدينة، الأمر الذي "دفعنا إلى إقامة هذه المحاضرة لإيضاح طبيعة المرحلة القادمة التي ستشهدها السوق الصناعية في السعودية بعد دخولها في المنظمة".
من جانبه، بدد الدكتور العلمي المخاوف التي تساور عددا من رجال الأعمال، وخاصة فيما يتعلق بإغراق السوق بالسلع مما يؤدي إلى تكبدهم الخسائر.
وقال الدكتور العلمي في الندوة التي نظمتها الغرفة التجارية الصناعية في القصيم برعاية الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز أمير المنطقة، والتي شهدت حضورا جيدا من الرجال وكثيفا من النساء، إن السعودية ممثلة في الوفد المفاوض استخلصت قرارا من المنظمة يتيح لها رفع التعرفة الجمركية على الشركات التي تغرق بضاعتها الأسواق المحلية بنسبة تعادل قيمة المنتج الأصلي في بلد المنشأ، الأمر الذي يعيد سعر السلعة إلى طبيعتها دون أن يتضرر المستثمر المحلي. كما فنّد العلمي القلق الذي أصاب المستهلكين نتيجة تحديد التعرفة الجمركية على البضائع بنسبة 12 في المائة.
وأكد العلمي أنه ليس من الضروري أن تكون التعرفة الثابتة هي المحددة، لكن السعودية التزمت بنسبة معينة أمام المنظمة لا تستطيع أن تتجاوزها، كما أنه يحق لها تخفيض هذه النسبة إلى ما دون الـ 5 في المائة إن هي رغبت.
ودعا الدكتور العلمي رجال الأعمال الذين يملكون منشآت صغيرة والتي يقدر عددها بنحو 600 ألف منشاة في السعودية كما هو مبين في عدد السجلات، إلى الاندماج فيما بينهم، بحيث يشكلون تكتلات اقتصادية قوية ومتينة يستطيعون من خلالها منافسة القادمين من الخارج، خاصة المصانع التي تعنى بالأغذية، كما حثهم على الرفع من كفاءتهم في العمل والارتقاء بوعيهم ومسؤوليتهم لمواجهة المنظمة والدخول في مضمارها بكل قوة وشجاعة، وحذرهم من التهاون في التعامل وذلك لمواجهة المنافسين الخارجيين القادمين إلى السوق السعودية.
واعتبر دخول المملكة إلى المنظمة فرصة استثمارية جيدة، وذلك لنقل كثير من المنتجات المؤهلة في السعودية إلى الخارج ومنافستهم في بلدانهم، لكنه شدد على أن هذه المنظمة قد تشكل تهديدا مباشرا إذا لم نتفاعل مع معطياتها جيدا.
واستغرب الدكتور العلمي أن تكون النظرة إلى منظمة التجارة العالمية على أنها تسلب ثروات الدول النامية، وأكد أن ذلك لن يحصل إلا إذا تقاعسنا عن العمل وركنا إلى الكسل أو على الأقل عدم الكفاءة في الأداء ومجاراة النظم المتتالية التي تصدر عن المنظمة. ولفت إلى أن لدى المملكة القدرة التامة على مسايرة العولمة والاندماج والتأثير فيها عليها بما يخدم سياستها الاقتصادية ويحمي ثوابتها.
ودعا الدكتور فواز العلمي الجامعات السعودية، إلى المساهمة في دورها تجاه المنظمة من خلال إنشاء وحدات تعريفية تعنى بتوثيق جميع المستندات الشهرية والبيانات التي تصدر عن المنظمة والتي يتجاوز عددها أكثر من ستة آلاف ورقة شهريا، على أن يقوم على هذه الوحدة عدد من الطلبة الأكفاء وتكون بذلك مصدر معلوماتي يمكن الرجوع إليه إذا ما دعت الحاجة.

الأكثر قراءة