تأخير علاج الحروق يهدد بمخاطر قد تصل إلى الجهاز التنفسي
تعتبر الإصابة بحروق جلدية من أكثر الإصابات إيلاماً للشخص المصاب، لما للجلد من أهمية في حماية جسم الإنسان من مخاطر متعددة.
الدكتورة ميراي سمييرة استشارية الجراحة التجميلية في مركز الدكتور سليمان الحبيب الطبي، وضحت لنا ما المقصود بطبقات الجلد؟ وما هي الحروق الجلدية؟ ودرجاتها، وكيفية علاجها، وكذلك ماذا ينبغي أن يعمل بعد التئام الحروق، إلى المحصلة:
ما المقصود بطبقات الجلد؟ ما الحروق الجلدية؟
نستطيع تقسيم طبقات الجلد إلى ثلاث طبقات، الطبقة السطحية وهي التي تعطي لون البشرة من أشقر إلى داكن، الطبقة الثانية وهي التي تتغير مع الزمن وتحتوي على مكونات الكولاجين والألياف المطاطة، والطبقة الثالثة التي تبدأ من الدهون إلى ما دون لتصل إلى العظم.
أما بالنسبة للحروق الجلدية فهناك درجات للحروق الجلدية وهي الحروق من الدرجة الأولى التي تطول الطبقة الأولى من الجلد وتكون مؤلمة جداً وتترجم سريرياً على شكل فقاعات من الأمصال. أما الدرجة الثانية من الحروق فهي التي تطول الطبقة الأولى والثانية من الجلد، وحسب عمقها بالطبقة الثانية تقسم إلى ثلاثة أجزاء وفي الدرجة الثانية السطحية يكون فيها الجلد أحمر ومؤلما جداً، والدرجة الثانية المتوسطة التي تكون فيها الطبقة المحروقة ذات لون أحمر تتخللها بقع بيضاء لكن اللون الأحمر يطغى عليها، والدرجة الثانية العميقة وهي التي يطول فيها الحرق كامل الطبقة الثانية ويكون مظهره الخارجي على شكل احمرار قليل يطغى عليه البياض وهو أقل ألماً من المتوسطة والسطحية. أما الدرجة الثالثة من الحروق غير مؤلمة وهي أكثر الدرجات أهمية من ناحية العمق والخطورة إذ تطول الطبقة الأولى والثانية والثالثة من الجلد بحيث لا تقتصر في معظم الأحيان على حروق الدهن فتطال الأعصاب والعروق حتى تصل ببعض الأحيان لحرق العظام. ومن هنا يكمن الاختلاف في خطورة الحروق من حيث العمق ومن حيث تعقيدات العلاج وطول المدة للشفاء مع البقاء للأسف في بعض الأحيان آثار جانبية بعد التئام الحروق.
الحروق لا تطول الجلد فقط وإنما تصل إلى جهاز التنفس أحياناً
بما أن هناك اختلافا في درجات الحروق فهذا يعني أن هناك اختلافا في أسباب تلك الحروق فهل لك أن توضحي ذلك؟
من الأفضل لتقسيم أسباب الحروق الأخذ بعين الاعتبار الدرجات فمثلاً معظم حروق الدرجة الأولى هي الماء الساخن، التعرض الطويل للشمس، التعرض للنار لوقت قليل. أما أسباب حروق الدرجة الثانية فأكثرها الزيت الساخن، التعرض للنار لفترة طويلة، المواد الكيميائية (مثل مواد التنظيف). وأسباب الدرجة الثالثة من الحروق هي التعرض للتيار الكهربائي، التعرض للنار لفترة طويلة جداً. ويجب الأخذ بعين الاعتبار الحروق في مكان مغلق لأن الحروق لا تطول فقط الجلد وإنما استنشاق الهواء الساخن يسبب حروق في جهاز التنفس مما يسبب في بعض الأحيان مشكلة في التنفس يجب أخذها بعين الاعتبار ويجب ملاحظتها وإن كان المصاب قد غفل الإعلام عنها، ويتم ذلك من خلال فحص دقيق للوجه حيث يظهر وجود حروق في الفم أو في الأنف أو شعيرات الأنف.
تختلف مدة الشفاء باختلاف الحالة
وماذا عن العلاج والمدة للشفاء؟
يكون علاج الدرجة الأولى من خلال فتح الفقاعات إذا كانت كبيرة الحجم ووضع مضاد حيوي موضعي لمدة 15 يوما وتكون المدة الكافية مبدئيا لشفاء الحرق، ويتبع هذه المرحلة علاج الجلد من الناحية التجميلية للحؤول دون بقاء تشوهات جلدية ويقتصر هذا العلاج على مساحيق خاصة بالحروق.
أما علاج الدرجة الثانية فيكون بالمضاد الحيوي الموضعي والمضاد الحيوي عن طريق الفم وتتراوح مدة العلاج والشفاء حسب عمق الحرق من 20 يوماً إلى شهر وبعد ذلك يأتي دور المعالجة التجميلية. وبالنسبة لعلاج الدرجة الثالثة من الحروق فإنه يختلف بحسب نسبة التلف الذي سببه الحرق، ففي بعض الأحيان نحتاج إلى زرع جلد وأحياناً أخرى نحتاج إلى جراحة ترميم أي إحضار عضل أو جلد أو الإثنين معاً أو أكثر من المكونات تصل أحياناً إلى العظم لترميم منطقة تالفة كلياً من الجسم، ودائماً ما يكون العلاج جراحياً مع مضادات حيوية تؤخذ بالأمصال وهذه المرحلة تعالج في المستشفى.
الحد من حركة أجزاء معينة من الجسم تتسبب بها الحروق
ما أكثر الآثار الجانبية التي تتسبب بها الحروق؟
الحروق من الدرجة الثانية العميقة وما دون في معظم الأحيان تترك تشوهات جلدية تكون في أقل خطورتها نوعية جلدية غير مرضية من الناحية التجميلية وفي أقصى مراحلها تحدث تشوهات وتحد من حركات أجزاء معينة من الجسم بسبب تقلص الجلد المحروق.
زرع الجلد.. الترميم وغيرها من طرق علاج الحروق
وكيف يتم علاج آثار الحروق؟
هناك عدة طرق لعلاج آثار الحروق ويترتب ذلك بناء على درجة الحرق نفسه ففي بعض الحالات يتم العلاج عن طريق زرع الجلد الذي يؤخذ من المريض نفسه من أماكن ليست واضحة وتزرع في الأماكن المحروقة. أما طريقة العلاج الثانية وهي الترميم ويكون ذلك في حال الحروق في الدرجة الثانية العميقة والدرجة الثالثة. وهذه الطريقة عبارة عن أخذ أجزاء من الجلد والعضل من مكان يعاد إحياؤه إلى مكان الحروق. وطريقة العلاج الثالثة تكون بالعلاج الطبي قبل العلاج الجراحي، حيث إن هناك حالات تحتاج إلى العناية الفائقة وذلك في حال التعرض للحروق في الأماكن المغلقة، الحروق عند الأطفال، الحروق عند كبار السن، الحروق الكهربائية. وهناك حالات أخرى تحتاج إلى الغيارات المكثفة في المستشفى لتحضير المريض لعمليات الزرع. وهناك العلاج بالأمصال المكثفة للحروق ما فوق 60 في المائة من مساحة الجسم وذلك بهدف تهيئة المريض صحياً للمراحل الجراحية.
مشكلات أساسية ما بعد الشفاء من الحروق
وماذا عن مرحلة ما بعد التئام أو الشفاء من الحروق؟
في الحقيقة هناك مشكلة أساسية تطرأ في بعض الأحيان وهي التشوهات الناتجة عن الحروق التي تتراوح بين اختلاف في لون الجلد، الاختلاف في نوع الجلد، التشوهات والحد من حركة العين أحياناً أو الفك، الفم، اليدين وكل أماكن الحركة في الجسم. لذلك العلاج لا يتوقف عند التئام الحروق فهناك مرحلة إلزامية يجب أن تأتي مباشرة بعد التئام الحروق مهما كانت طريقة الالتئام. وهي اللباس الخاص للحروق والجلسات الفيزيائية (من تدليك في اليد وماكينات مخصصة إلى العلاج الفيزيائي بالماء).
العلاج ببعض الأحيان هدفه استرجاع حركة جزء من الجسم
هل هذا يعني أن علاج الحروق لا يكون دائما بهدف تجميلي؟
نعم، يجب التنبيه أنه في معظم الأحيان علاج الحروق لا يكون بهدف تجميلي إنما بهدف استرجاع حركة يد أو فم أو أنف أو ذقن وحتى لحماية العيون من الجفاف في حال كانت الجفون محروقة.
مسؤولية متساوية بين الأهل والطبيب
دكتورة ميراي.. كلمة أخيرة تودين إضافتها؟
في الحقيقة إن مشكلة الحروق مسؤولية مجزأة على مستوى متساو بين الأهل والطبيب المعالج. أي على الأهل التنبه إلى عدم الوقوع في هذه المشكلة وعلى الطبيب أن يكون على مستوى علاج هذه المشكلة لأن كل تأخير عن العلاج يجعل النتائج غير مرضية تجميلياً.