العصابات تسيطر على المهن ذات نظام العمل الجزئي في اليابان

العصابات تسيطر على المهن ذات نظام العمل الجزئي في اليابان

الصورة الشائعة لأفراد العصابات اليابانيين- الوشم والأصابع المفقودة- تمثل صورة مبتذلة إلى حد كبير. لكن عندما يتعلق الأمر بممارسات العمل، فإن عصابات ياكوزا Yakuza تحدد اتجاهات إيجابية.
تظهر الأرقام التي نشرتها الشرطة أخيراً أن عصابات اليابان، التي يحرس أفرادها الضواحي المنتشرة والمضاءة باللون الأحمر، تمتلك قوة عمل أكثر مرونة بكثير من الشركات التقليدية.
للمرة الأولى منذ بداية السجلات في عام 1958- يحتفظ الإحصائيون اليابانيون بسجلات لكل شيء تقريباً- فإن أعداد أفراد عصابات ياكوزا غير المتفرغين البالغ عددهم 43.200 شخص، تفوقت على عدد الموظفين النظاميين البالغ عددهم 41.500 موظف.
أصبحت العصابات أيضاً أكثر كفاءة. على الرغم من التقدم الثابت في العوائد، الذي عكس عودة الاقتصاد إلى وضعه الجيد نسبياً منذ عام 2002. خفضت العصابات أعداد القوة العاملة لديها، هبطت في العام الماضي بنحو 1.600 شخص.
يقول أحد المحامين الذي يتعامل مع قضايا عالم الإجرام: "يعتبر هؤلاء الأشخاص أفضل أصحاب المشاريع في البلاد، وبالتأكيد الأكثر تجاوباً مع التغيير في ظروف العمل."
تبقى تقديرات حجم الأنشطة المرتبطة بالجريمة مبهمة على نحو سيئ السمعة، ما يجعل من المستحيل بالنسبة للاقتصاديين حساب المكاسب في إجمالي إنتاجية عامل العصابة.
غير أن الاتجاه واضح. في عام 1991، شكل أفراد العصابات غير المتفرغين 33 في المائة من إجمالي أعضاء العصابات، وهي نسبة ارتفعت إلى 51 في المائة العام الماضي. تخلفت الشركات التقليدية وراء هذا الاتجاه. قبل عقد مضى، شكل غير المتفرغين 19 في المائة من قوة العمل، وارتفعت إلى 30 في المائة في يومنا هذا.
الارتفاع الحاد في أعداد غير المتفرغين، نتاج عملية إعادة الهيكلة التي جرت خلال التسعينيات، ساعدت الشركات التقليدية على ضبط التكاليف والعودة إلى تحقيق أرباح قياسية. غير أن الانقسامات في سوق العمل بين العمال النظاميين وغير النظاميين، حفزت عملية إعادة تحليل للذات حول خلق طبقة دنيا من "الفقراء العاملين".
في عالم الجريمة، يعتبر مثل ذلك الأمر قضية أقل أهمية. وجه يوشينورا واتانابي، الزعيم السابق لمنظمة ياماجوتشي، أكبر عصابة في اليابان وأكثر إرهاباً، أفراد عصابته منذ فترة طويلة إلى الحصول على وظائف منتظمة لتمويه أنشطتهم.
تشكل الأعمال المشروعة بما فيها المستودعات، النقل بالشاحنات والعقارات أكثر من نصف الدخل المرتبط بالعصابات، بحسب تقدير الخبراء، ويتم جني النصف الآخر من خطوط متنوعة من الأعمال، بما في ذلك عمليات الابتزاز من أجل الحماية، الدعارة والمخدرات.
يقول أحد الخبراء الماليين: "لا يوجد ما يطلق عليه أموال ياكوزا تتدفق في عالم الاستثمار، من المستحيل تقريباً تمييزها عن الأموال النظيفة. إنهم أفضل بكثير في إخفاء ما يقومون به مقارنة بحقبة الفقاعة."
ربما يختار أفراد العصابات غير المتفرغين الخروج من العالم الهرمي الذي ينطوي عليه العمل بشكل متفرغ. تشتمل المهام الثقيلة الدفعات النقدية إلى أويابون، وهو الرئيس الأب لقاطع طريق شاب، والبقاء ساعات طويلة على سبيل المثال وهو يحرس موقف سيارات لعضو عصابة موالي وعزيز.
مثل ما هو في العمل النظامي، يفضل الكثير من الشباب اليابانيين التأرجح بين الوظائف غير المتفرغة والانضمام إلى شركة تقيدها القوانين. مثل عصابات ياكوزا، تميل الشركات اليابانية إلى أن تكون هرمية مع وجود لوائح زي صارمة، واجبات مخدرة للعقل وساعات عمل إضافية إجبارية.
تحرير ممارسات العمل لدى العصابات هي الوسيلة الوحيدة التي ابتكرتها عصابات ياكوزا في اليابان. فعلى سبيل المثال، قادت منظمة ياماجوتشي موجة من الاستحواذات العدائية في مجالس إدارة الشركات، رغم أن هذه الأساليب غير ناجحة على نحو سيئ السمعة.
المنظمة، التي مقرها في وسط مدينة كوبيه، انتقلت بشكل ثابت نحو الشرق، حيث استولت على عصابات أصغر حجماً ووحدت سلطتها في طوكيو. في الآونة الأخيرة، تم ذكر حادثتي إطلاق نار تم الإعلان عنهما على نطاق واسع كدليل على تشديد قبضة العصابة على العاصمة.
نتيجة التوسع، يشكل أعضاء ياماجوتشي حالياً 47 في المائة من جميع العصابات، ما يجعلها للمرة الثانية، تسبق منحنى الشركات.
تمنع هيئة التجارة المشروعة حالياً الاندماجات التي ينتج عنها حصة في السوق مقدارها أكثر من 35 في المائة. ولكن، لمصلحة التنافسية الدولية، فإنها تنظر في رفع الحد إلى 50 في المائة. إن تغيير هذا القانون سوف يجعل منظمة ياماجوتشي مذعنة لقانون المنافسة.

الأكثر قراءة