الصين تغزو القمر بتصاميم من «العيدان والملاعق»
الصين تغزو القمر بتصاميم من «العيدان والملاعق»
استنبطت الدول الرائدة في مجال غزو الفضاء اختراع أدوات تقنية عالية الدقة بصناعة مركباتها الفضائية مستوحاة من الثقافة المحلية لاستخدامها في مناطق انعدام الجاذبية.
ففي حقبة الستينيات من القرن الماضي، أنفقت وكالة الطيران والفضاء الأمريكية مئات الآلاف من الدولارات لاختراع قلم لاستخدام رواد الفضاء، والاتحاد السوفيتي سابق، لأداة أبسط وأقل تكلفة وهي قلم رصاص.
وتقوم الصين الآن للحاق بالركب الأمريكي في الوصول للقمر بالمسبار "تشانج آي 3" الذي أطلق أمس.
وصمم بروفيسور يونج كاي-لونج، الرئيس المساعد لقسم الهندسة الصناعية وهندسة الأنظمة، في جامعة بوليتيكنيك بهونج كونج أجهزة فضائية عالية الدقة مستوحاة من عيدان تناول الطعام الصينية وملاعق السيراميك، تتلاءم والبيئة الموحشة للقمر.
وقال لوينغ لـ "CNN": "تقنيتنا مختلفة .. فما من تصميم يمكن تطبيقه على تصميم آخر، فهي كبصمة الأصبع لا يتشابه اثنان منهما، هندسيا قل إنها مخصصة للتعامل مع مجموعة فريدة من المشكلات".
وأضاف: "عندما نتحدث عن مهمة فضائية نضع قيد الاعتبار جميع الاحتمالات الممكنة، ولهذا فإن لتصاميمنا مجموعة بدائل، إذا تعطل واحد استبدل بآخر." وصمم لوينج فكرة جهاز الحفر "روك كورر" الملحق بمسبار وكالة الفضاء الأوروبية لاكتشاف المريخ، من ميكانيكية عصي تناول الطعام، أما المثقاب ذاته فمن ملاعق السيراميك المقاومة للحرارة لتسهيل تشغيله في أعماق تربة الكوكب.
وحول رحلة الصين إلى القمر، الذي يبعد عن الأرض 380 ألف كيلومتر، أضاف العالم: "أنها مسافة بعيدة للغاية .. إذا نظرت إلى (ناسا) فإنها تنزل مسبارين معا في وقت واحد لتقليل احتمالات المخاطر".
وأضاف: "في البعثة الصينية نولي قدرا صارما بشأن التحكم بالنوعية .. هناك الآلاف من العناصر الإلكترونية الرئيسة في كل مهمة فضائية، تعطل واحد فقط كفيل بإخراجها عن المسار".
ولفت إلى أن ثلث المهام الفضائية في حقبة الستينيات منيت بالفشل قبل أن تبدأ التحسن تدريجيا منذ تلك الفترة مشيرا إلى أن الصين تعلمت من أخطاء الرواد في مجال الفضاء في أمريكا وروسيا.