غياب 250 سائقاً يفاقم أزمة «أشياب جدة» .. وسوق سوداء لشاحنات «الصرف»

غياب 250 سائقاً يفاقم أزمة «أشياب جدة» .. وسوق سوداء لشاحنات «الصرف»
غياب 250 سائقاً يفاقم أزمة «أشياب جدة» .. وسوق سوداء لشاحنات «الصرف»

تشهد محافظة جدة منذ بدء حملة التفتيش عن العمالة المخالفة لأنظمة العمل والإقامة في غرة شهر المحرم الجاري، غياب نحو 1440 سائقا وعاملا في قطاع المياه المحلاة وشفط الصرف الصحي، وذلك بعد أن توقف 250 سائقا في شركة المياه الوطنية عن العمل لعدم اكتمال نقل خدماتهم للشركة، التي أكدت أن ''الوضع تحت السيطرة''.

في الوقت نفسه شهدت وايتات شفط مياه الصرف الصحي توقف 2190 سائقا وعاملا عن العمل، خوفا من ضبطهم ثم ترحيلهم.

وشكا عدد من أهالي الأحياء السكنية الواقعة شرق الخط السريع في جدة، من قلة وصول المياه المحلاة لها، مؤكدين أنهم يصطفون في الدور للحصول على صهريج لمدة يوم كامل ''24 ساعة''، ليعودوا إلى منازلهم بلا صهريج، مرجعين السبب إلى غياب السائقين.

ويقول عبد الله المطيري- أحد سكان مخطط الحمدانية: ''إن الأشياب على امتداد شارع المكرونة لا تشهد ازدحاماً لافتاً في تلك الفترة من العام، لكننا منذ الأسبوع الماضي نشعر بمعاناة الاصطفاف للحصول على صهريج مياه يوما كاملا ثم نعود بيوتنا آخر النهار بخفي حنين، على الرغم من توافر صهاريج المياه بكميات معقولة؛ لكن المشكلة في غياب السائقين''.

وتدخل هاشم العتيبي في الحديث ممازحاً: ''لم يبق لنا سوى أن نقود تلك الشاحنات بأنفسنا لنأخذها للبيت في ظل غياب السائقين وخوفهم من القبض عليهم وترحيلهم''.

#2#

فيما أكد لـ ''الاقتصادية'' المهندس عبدالله العساف مدير عام وحدة المياه في شركة المياه الوطنية في جدة، أن الشركة منذ بدء مهلة التصحيح التي أطلقتها وزارتا الداخلية والعمل قامت بتصحيح أوضاع السائقين وغيرهم من العمالة ونقلهم إلى كفالتها، حيث تم نقل كفالة نحو 1250 سائقا ويتبقى 250 فقط لا تزال أوراقهم قيد الإجراء عند الجوازات، مشيرا إلى أن إجمالي السائقين لدى الشركة 1500، لافتا أن السائقين المتغيبين عددهم 250 فقط، فيما يوجد 1250 سائقا على رأس العمل.

ووعد بعودة الأمور لطبيعتها بعد انتهاء الجهات الحكومية من تصحيح أوضاع هؤلاء السائقين، مشيرا إلى أن عدد وايتات المياه المحلاة التي تجوب شوارع جدة يومياً تترواح بين 2500 و3000 وايت مياه شرب في مختلف المناطق والأشياب، إضافة إلى 1800 وايت للصرف الصحي تتم جدولتها وفق الجدول الزمني الخاص بمرور الشاحنات، حيث يعمل على الشاحنة الواحدة سائقان.

وطالب المهندس العساف المواطنين والمقيمين بالاتصال على الهاتف المجاني الخاص بالشركة 8004411110، لتقوم الشركة بإرسال الصهريج إلى منازلهم دون تكبد العناء والجهد، مؤكدا عدم جدوى ذهابهم للأشياب بأنفسهم للحصول على أرقام والوقوف في طوابير.

وقال: ''أما بخصوص المناطق التي تعاني نقص المياه، فقد تمت زيادة ضخ المياه النظيفة إليها، مثل كيلو 14، وأحياء جنوب شرق جدة، وبعض أحياء الشمال مثل المرجان، والزهرة، والروضة، وستعمل الشركة على تقليل فترة انقطاع المياه لديهم بزيادة الضخ لها للتخفيف من طلب أهالي تلك المناطق على الوايتات''.

وفي الشأن نفسه، شهدت محافظة جدة غياب نحو 2190 سائقا وعاملا في شفط مياه الصرف الصحي، الأمر الذي أنشأ سوقا سوداء لتلك الوايتات قفزت بالأسعار من 120 ريالا للرد الواحد إلى 1500 ريال.

وهنا قال لـ ''الاقتصادية'' موتان مسعود الياسين المستثمر في وايتات شفط الصرف الصحي في مدينة جدة، إنه حاول نقل كفالة 2190 سائقا وعاملا كانوا يعملون لديه بشكل غير نظامي، إلا أن مكتب العمل في جدة امتنع عن تصحيح أوضاعهم، وطالبه بتوظيف المزيد من السعوديين على الرغم من أن شركته في النطاق الأخضر، بحسب قوله.

وحول مشكلة تقلص أعداد الوايتات ونشوء السوق السوداء، أوضح أن السعوديين لا يقبلون العمل في شفط مياه الصرف الصحي، مشيراً إلى أن الأمر الملكي كان واضحاً بشأن تصحيح أوضاع العمالة، مطالباً وزارة العمل باستثناء بعض القطاعات التي لا يقبل عليها السعوديون في الوقت الحاضر، ومن بينها قطاع شفط مياه الصرف الصحي وأعمال النظافة.

وأشار موتان إلى أن لديه 2300 صهريج قبل فترة التصحيح تعمل في جدة يومياً، أما الآن فلا يعمل لديه سوى 110 صهاريج، ما أدى لرفع بعض الأشخاص أسعار الشاحنات التي كانت تتراوح بين 75 ريالا للصهريج العادي, و120 ريالا للوايت ''السكس'' و160 ريالا للشاحنة الكبيرة للرد الواحد، وفقاً لتسعيرة أمانة محافظة جدة، لتصل حاليا إلى ألف و1500 ريال للرد الواحد.

وأكد أنه ذهب لصندوق الموارد البشرية في جدة للبحث عن سعوديين للعمل لديه، إلا أنه لم يجد سعودياً واحداً يقبل العمل في تلك المهنة.

الأكثر قراءة