سينما: شركات التأمين تصنع أفلام الأوسكار ولا تحصد الجوائز

سينما: شركات التأمين تصنع أفلام الأوسكار ولا تحصد الجوائز

إذا فاز فيلم (الراحلون) بأي من جوائز الأوسكار مساء اليوم فلن يحق لجو فينيجان أن يوجه كلمة شكر بهذه المناسبة. ورغم ذلك فإن رئيس قسم الصناعة الترفيهية في شركة فايرمانز فاند للتأمين لعب دورا مهما في إنتاج الفيلم. فقد أمنت شركته على الفيلم وقدمت له وثيقة التأمين اللازمة لموافقة البنوك على تمويل الفيلم حتى يظهر الفيلم للجمهور. وفي حقيقة الأمر فإن فايرمانز أمنت على خمسة من آخر عشرة أفلام فازت بجائزة أوسكار أحسن فيلم ولكن هذا لا يعني أن فينيجان سينال شرف السير على البساط الأحمر إلى جانب ميريل ستريب أو كيت وينسلت. ويضحك فينيجان الذي يشبه من بعيد بطل (الراحلون) مات ديمون "نتسم بالأناقة كرجال تأمين ولكن ليس بالمعايير السينمائية".
ولكن "الأناقة" نسبية فحين يذهب فينيجان وأفراد طاقمه لموقع التصوير لتقديم النصح بشأن سلامة الحركات الخطيرة واستخدام الألعاب النارية والمتفجرات يرتدون ملابس رياضية لتفادي ضحكات أفراد طاقم العمل والممثلين وعند الاجتماع بمنتجي الفيلم ومموليه يرتدون ملابس أكثر رسمية. وفايرمانز وحدة تابعة لشركة التأمين الألمانية "اليانز" وإحدى الشركات التي تقدم خدمات التأمين لصناعة السينما. ويوجد أقسام للصناعة الترفيهية في شركات مثل سانت بول ترافلرز واون كورب وتشوب كورب. وتميل "تشوب وترافلزر" للتركيز على أفلام أصغر ومسلسلات تلفزيونية وإعلانات إلا أن "ترافلرز" أمنت في العام الماضي على فيلم (الصدام) الفائز بجائزة أوسكار أحسن فيلم. ودخلت شركات التأمين صناعة السينما منذ العشرينيات حين أمنت "فايرمانز" على وجه بطل الأفلام الصامتة الوسيم دوجلاس فيربانكس ضد أي أذى قد يلحق به خلال معارك بالسيوف. وعلى مدار 80 عاما لم تبتعد عن الصناعة وأمنت على جميع أفلام جيمس بوند منذ الأعمال الأولى لشون كونري إلى أحدث الأعمال لدانيال كريج. كما أمنت الشركة على السفينة بلاك بريل التي بنيت خصيصا لتصوير فيلم (قراصنة الكاريبي) أثناء عبورها قنال المكسيك وفيلم "أبوكوليبتو" لميل جيبسون الذي صور في الأحراش المكسيكية الرطبة وفيلم "شفرة دافنشي" أثناء تصويره في متحف اللوفر أشهر المتاحف الفرنسية. نعم ربما يكون العمل في صناعة السينما ساحرا ولكنه على الجانب الآخر قد يتسبب في كوارث. فإلى جانب التأمين على مواقع التصوير تشمل معظم البوالص تغطية خاصة للممثلين. فقد استبد الخوف بفينيجان حين هاجمت امرأة
تحمل زجاجة مكسورة بطل فيلم "الراحلون" ليوناردو دي كابريو ولحسن الحظ فإن إصابته كانت طفيفة وأحتاج عددا قليلا من الغرز. ولكن الحظ خانه حين توفي الممثل جون كاندي إثر إصابته بأزمة قلبية خلال تصويره أحد الأفلام في عام 1994. وتكبد حينئذ خسارة تجاوزت عشرة ملايين دولار وهو مبلغ قياسي بالنسبة للصناعة في ذلك الوقت.
وأمنت "فايرمانز" على كل شيء في موقع التصوير مثل آلاف الفئران احتاج إليها تصوير مشهد واحد في فيلم "أنديانا جونز والحملة الأخيرة". ووافقت "فايرمانز" على دفع تعويض في حالة فقد ألف فأر أو أكثر، على أن تتحمل الشركة المنتجة المسؤولية في حالة فقد عدد أقل من الفئران. وانتهي الحال باستعانة منتجي الفيلم بفئران آلية إلى جانب فئران حقيقية. ونادرا ما يظهر وجه رجال التأمين في لقطات عن قرب ما لم يكن فيلما بوليسيا مثل "التعويض المزدوج" ويروي قصة جريمة قتل من أجل الحصول على قيمة بوليصة تأمين على الحياة. وهذه الحقيقة مصدر ارتياح لفينيجان ويقول "لا نريد أن تبهرنا الأضواء. نحن لا نصنع أفلاما بل نحمي العملاء". ومع ذلك ربما جاء يوم ما يوجه فيه أحدهم الدعوة إليه لحضور حفل توزيع الأوسكار.

الأكثر قراءة