بشار شتت السوريين.. و«مِنَى» تجمعهم

بشار شتت السوريين..  و«مِنَى» تجمعهم

بعيون براقة وأمل طموح ينظر للغد ويبتسم، جاب فراس شعبور من سورية الشقيقة مساحات منى البيضاء طولا وعرضا لتضج بضحكاته البريئة ولينتهي به المطاف إلى أحضان والدته حين غلبه النعاس، ليلتقي في الحلم بأرواح إخوانه وأصدقائه من أطفال سورية الذين لم يتمكنوا من الحج أو قتلوا ''غيلة'' تحت جنازير دبابات نظام بشار الغاشم الذي سفك الأطفال، تارة بالرصاص وتارة بالغاز الكيماوي وقدمهم قرابين للجلوس أطول فترة ممكنة على عرش الظلم والطغيان.
وتحلم لمى (أم فراس) بوحدة أبناء وطنها ولقاء أقاربها في سورية بعد أن فرقتهم الحرب، وشتت شملهم هدير القنابل وعجاج الانفجارات فنزحوا إلى مخيمات في لبنان والأردن.
ولمى تحج عن والدها الذي ذهب شهيدا ضحية المعارك الدائرة في سورية، وأصرت على أن يحج معها فراس كي تدعو الله أن يحفظه لها، وأن يكون أملا طموحا يبني سورية الغد، بعد إزاحة نظام تسبب في تشتيت كثير من العائلات السورية وفرق بين الجسد الواحد.
وعلى مقربة منها يقول الحاج سيف الدين إنه اجتمع بكثير من أبناء جلدته السوريين في مشعر منى، على أمل واحد وقلب واحد أن تجتمع سورية بعد أن فرقها بشار، مؤملا أن تضع الحرب أوزارها، ويكفي ما حصل من قتل وتنكيل وضحايا وتمزيق الوحدة التي كانت تتمتع بها سورية.
فيما أصرّ الحاج محمد أن يحج عن أقاربه الشهداء في سورية فوجد من جيرانه السعوديين في جدة كل المساعدة، وخرج بصحبة أربعة أشخاص للحج فيتوجهوا إلى بيت الله الحرام، ومن ثم إلى المشاعر المقدسة لأداء فريضة الحج عن الشهداء الذين سقطوا فداء من أجل الكرامة والحرية ومن أجل الأطفال الذين سقطوا ضحية آلة الحرب.
ويقول محمد: ''الله يسر لنا ووصلنا المشاعر لإكمال النسك، فنحن لا نبتغي سوى الأجر من الله، وأن يتقبل منا هذه الحجة نيابة عن الشهداء الذين قضوا في الثورة''، ويضيف: ''وجدنا أن عددا كبيرا من السوريين من مختلف المناطق يلهجون بصوت واحد يؤمن بضرورة الوحدة طريقا سهلا للخروج من الأزمة الراهنة، داعين الله بقلوب متحدة أن يجمع شتات الأمة''.
وتابع: ''لا بد أن يكون الحج عبادة لله خالية من أي مظاهر سياسية أو أيديولوجية، حتى ينال الحاج الأجر الكامل على النسك، وكل السوريين يأملون ألا يأتي الحج القادم إلا والشعب السوري قد تخلص من ''حكم الظالم''.

الأكثر قراءة