صدارة النصر والآرسنال
قلتها مراراً وتكراراً إننا نعاني كثيراً في مسألة النقد وطرح الآراء الفنية التي تشخِّص واقع الكرة السعودية بعلم وواقعية تامة ودون أن يكون للعاطفة أو الميول أو القفز على التخصص دور في ذلك، فما زال الوسط الرياضي الكروي يضج بآراء سطحية ومتسرعة قدمت وتقدِّم واقعاً ملبساً لا يتناسب مع إمكانات الأندية والمنتخبات السعودية، وهذا بدوره يقودنا إلى تسجيل تصنيف سيئ لا يليق بالمنتخب، وابتعاد متواصل للأندية في البطولة الآسيوية.
صدارة النصر وترشيحه بطلاً لدوري جميل أصبحت هي حديث الساعة والعنوان الأبرز لمعظم الصحف ومواقع التواصل والكتّاب والمحللين على الرغم من أن الدوري لا يزال في بدايته.
هذا التضخيم وهذه الأحاديث الفنية القاطعة التي خرجت بعد ست جولات فقط هي في تصوري تأكيد مباشر على غياب الواقعية في التحليل الكروي، وتكشف عن أزمة كبيرة في القراءة الفنية المتزنة، فمع كامل الاحترام لتلك الآراء إلا أنها آراء غير منطقية ولا يمكن أن تقبل في عالم كرة القدم الذي لا يمكن التنبؤ بمفاجآته وإثارته دون إدراك جملة من العوامل والمؤثرات والعناصر التي ربما رجحت وسترجح كفة النصر عن غيره في هذا الوقت المبكر جداً وفي بقية الجولات!
الآرسنال الإنجليزي نموذج آخر مشابه للنصر، فهو يتصدر الدوري الإنجليزي بعد غيبة طويلة ومع ذلك سخر مدربه الفرنسي الخبير أرسين فينغر بشدة من الآراء والترشيحات الفنية (السخيفة) التي توجت فريقه من الآن بطلاً للدوري الإنجليزي بعد خمسة انتصارات متتالية في مستهل الدوري.
بالتأكيد لا أحد يختلف على قوة النصر وتطور مستوياته هذا الموسم، وامتلاكه عناصر قادرة على المنافسة على البطولات بقوة، لكن الحظوظ لا تزال متساوية بين الفرق الكبيرة، وعندما تصدر مثل هذه الآراء (السخيفة) - على حد وصف المدرب الفرنسي الشهير- ممن يتصدر المشهد الإعلامي الرياضي وفي هذا التوقيت تحديداً فهذا يدعونا وبسرعة عاجلة إلى أن نبحث عن تأسيس واقع نقدي جديد يفرق بين الآراء الفنية القيّمة وأحاديث المجالس والسمر الغريبة، كي لا نفاجأ بترشيح ناد بطلاً للدوري في كل جولة وربما بعد كل شوط!