اقتراب ساعة الحقيقة لبورصة ناسداك

اقتراب ساعة الحقيقة لبورصة ناسداك

اقتراب ساعة الحقيقة لبورصة ناسداك

يقترب صراع ناسداك ثاني كبرى بورصات الولايات المتحدة الأمريكية من أجل الاستحواذ على بورصة لندن من ذروته مع انقضاء المهلة التي أعطيت لحملة أسهم بورصة لندن لتقرير ما يريدون بهذا الشأن. ويذكر أنه قبل انتهاء هذه المهلة بفترة قصيرة تزايدت المؤشرات على أن روبرت جرايفيلد رئيس ناسداك سيتخلى عن خططه الاستحواذية في ضوء السعر المطلوب.
إن ناسداك التي تمتلك ما يزيد على 29 في المائة من بورصة لندن كانت قد رفضت في أواخر كانون الثاني (يناير) الماضي، التفاوض على زيادة عرضها. وبموجب أنظمة الاستحواذ البريطانية لا تستطيع ناسداك أن تزيد من عرضها لعملية الاستحواذ العدائية البالغة 5.3 مليار دولار إلا إذا كان ثمة عرض مقابل من طرف منافس . أما البديل الآخر فهو أن توافق بورصة لندن على صفقة ودية، ولكن لا يبدو شيء من هذا في الأفق وقد وصفت قيادة بورصة لندن عرض ناسداك بأنه غير كاف بالمرة وأوصت المساهمين برفض هذا العرض. وحجة بورصة لندن في ذلك أن عرض ناسداك يستند إلى تقييم علاقة الربح إلى السعر وهو ما يقصر كثيرا عن المستوى السائد في البورصات الأوروبية المنافسة وبشكل محدد، البورصات الألمانية وبورصة يورونيكست.
إن سعر سهم بورصة لندن تضاعف ثلاث مرات خلال السنتين الماضيتين اللتين نجح فيهما البريطانيون في إفشال محاولات استحواذ قامت بها البورصة الألمانية وبنك ماكواير الأسترالي . بينما يقول رئيس ناسداك جرايفلد إن سعر سهم بورصة لندن قد انتفخ بشدة بسبب حمى الاستحواذ القادمة من وراء المحيط الأطلسي. ومن الجدير بالذكر في هذا السياق أن بورصة نيويورك، المنافس الأمريكي الأكبر لبورصة ناسداك، تقوم حاليا بالاستيلاء على بورصة يورونيكست.
لقد جعل دخول ناسداك في مشاحنات خشنة مع بورصة لندن من الصعب على اللندنيين الدخول في محادثات حول العرض المطروح حاليا. كما أن موقف المساهمين الكبار في بورصة لندن ليس واضحا، وقد وصفت كلارا فورس رئيسة بورصة لندن محادثاتها مع المساهمين بأنها كانت بناءة. ومن الواضح أن القرار النهائي يعتمد على صناديق التحوط وعلى المستثمر الأمريكي سامويل هيمان حيث يملك الطرفان 30 في المائة من أسهم بورصة لندن. أما هيمان الذي يملك وحده أكثر من 10 في المائة في بورصة لندن فله الحق في الدعوة لعقد اجتماع هيئة عامة استثنائي ربما من أجل دفع بورصة لندن إلى البدء في محادثات مع ناسداك. ومن المعروف أن ناسداك بحاجة إلى ما يزيد على 50 في المائة من رأس المال للحصول على سيطرة الأغلبية. ولكن بورصة لندن عمدت في الشهر الماضي، كجزء من استراتيجيتها الدفاعية ضد ناسداك، إلى التوسع في إعادة شراء أسهمها بهدف توفير الدعم اللازم لأسعار هذه الأسهم.
وفي لقاء صحافي أجري أخيرا تحدث رئيس بورصة ناسداك عن خططه في حالة رفض عرضه، وهذا يشير ربما إلى عدم ثقته في دعم كبار المستثمرين له. وحسب كلام جرايفلد فإن ناسداك ستحتفظ بحصتها في بورصة لندن حتى لو فشلت المساعي للاستحواذ على بورصة لندن. هذا وتخطط ناسداك في حالة الفشل للانتظار حتى منتصف العام المقبل قبل التفكير في القيام بمحاولة جديدة للاستحواذ. وبموجب أنظمة الاستحواذ البريطانية يجوز لبورصة ناسداك الانتظار سنة قبل التقدم بعرض جديد في حالة فشل محاولتها الراهنة.
إن هجوم ناسداك على لندن يجيء على خلفية اندماجات وتحالفات بين البورصات على نطاق عالمي. فبورصة نيويورك ليست فقط على وشك تنفيذ عملية استحواذ على بورصة يورونيكست، وإنما أعلنت أيضا الأسبوع الماضي عن إبرام اتفاقية تعاون بينها وبين بورصة طوكيو. يضاف إلى ذلك أن لبورصة نيويورك أيضا حصصا في كبريات البورصات الهندية. وعلى هذه الخلفية حذر جرايفلد بورصة لندن بأنها قد تواجه فراغا استراتيجيا إذا استمرت في موقفها الرافض.
ويريد جرايفلد أيضا التفكير مليا في تحالفات مع بورصات أخرى إذا لم يحالفه الحظ بالنسبة لبورصة لندن. أما رئيس مجلس إدارة البورصة الألمانية ريتو فرانكيوني فلم يستطع القيام بمحاولات جديدة للاستحواذ أو للتعاون، ومن الجدير بالذكر أن البورصة الألمانية قد فشلت في محاولة الاندماج مع بورصة يورونيكست بعد فشلها في محاولة الاستحواذ على بورصة لندن. هذا ولم يشأ فرانكيوني الإجابة عن سؤال حول احتمال قيام شراكة مع بورصة ناسداك

الأكثر قراءة