مفهوم القيادة المسؤولة وسوء الإدارة
منذ تفجر فضيحتي شركة إنرون وشركة وورلدكوم و غيرها من حالات سوء الإدارة والقيادة، أصبح المعنيون بقيادة الشركات يدركون بشكل متزايد، أن أحد أهم التحديات الجوهرية، إن لم يكن أهمها على الإطلاق هو قيادة الشركات بمسؤولية وأمانة واستقامة.ولكن الاختلاف يظل قائما حول ماهية القيادة المسؤولية الفعلية في زمن العولمة وما الذي يصنع قائداً مسؤولاً؟ وكيف يمكن تطوير القيادة المسؤولة؟
إن القيادة المسؤولة هي التي تحدد الأبعاد المهمة للقيادة في مؤسسة العمل وتركز على التمايز بين القدرات والكفاءات التي يتمتع بها الأفراد حتى يقودوا الناس وهو ما يمتد لمنظمات في بيئات عمل عالمية ومتعددة الثقافات ومعقدة .
ويطرح (توماس ماك) و(نيكولا بليس) للقارئ في كتاب أصدراه أخيرا أفكاراً ومفاهيم وحالات حول القيادة المسؤولة وأورد الكتاب مقتطفات تحمل رؤي قياديين و إداريين في الشركات ومن بينهم صمويل ديبيازا الرئيس التنفيذي لشركة برايس ووترهاوس كوبرز حيث يقول :"يجب أن تحمل قيادة الأعمال في صميم عملها التزاماً استثنائياً بالقيام بالعمل السليم، ولدينا الآن، وللمرة الأولى، دراسة شاملة لما يعنيه القيام بالعمل السليم- كيف يمكن ويجب على القيادة المسؤولة أن تصبح ملمحاً رئيسياً لكيفية قيامنا بالأعمال".
أما توماس دونالدسون، و مارك أو وينكلمان أستاذا الدراسات القانونية في كلية وارتون، جامعة بنسلفانيا فيقولان إنه من النادر أن يؤدي كتاب معين إلى توحيد هذا العدد الكبير من الأصوات المختلفة. ويوضحان إن هذا الكتاب يتناول قائمة عالمية من المفكرين الرئيسين والممارسين الناجحين في تعريف القيادة المسؤولة.
من جانبه يقول آر إدوارد فريمان، أستاذ إدارة الأعمال والمدير الأكاديمي في معهد المائدة المستديرة للأعمال لأخلاقيات الشركات، كلية داردن، جامعة فرجينيا إن هذا الكتاب يأخذ الأخلاقيات والمسؤولية كعنصرين مهمين ومركزيين للقيادة. وهذا واحد من الكتب النادرة عن القيادة، والذي يستحق القراءة وإعادة القراءة. فالفصول تعطينا فهماً عميقاً وعملياً كيف يمكن للقيادة المسؤولة أن تنجح . ولا بد للكتاب أن يغير الطريقة التي نفكر بها حول القيادة والمنظمات.
أما لوك جانن، نائب رئيس ونائب المدير الإداري في شركة EMEA Personnel Decisions Intrnational ,PDI فيقول إن الكتاب يمثل استكشافا فريدا للأوجه المتعددة للقيادة المسؤولة، وهو يتحدى ويلهم القادة دون أي شك لتسوية مآزقهم، للقيادة من الداخل بأصالة وثقة لتطوير الآخرين والاحتفاظ بهم، وتهيئة الطريق نحو مجتمع تلتقي فيه الأخلاقيات والاقتصاد.