نظامنا التعليمي: رسالة إلى من يهمه الأمر
كما وعدنا في البداية نختتم سلسلة هذه المقالات برسالة إلى من يهمه الأمر تحمل توصيات تعتمد بشكل أساسي على نتائج الدراسات والتجارب العلمية وتعقيبات المهتمين من السادة القراء. فعلى مدى عشرة أسابيع استعرضنا واقع مستويات نظامنا التعليمي وحاولنا تحديد مكامن الأزمة فيه، ومن ثم اقترحنا شروط ومنهجية وعوامل نجاح مشروع إصلاح وتطوير، وقد سعدت خلال ذلك بملاحظات مسددة أو مؤيدة من الإخوة والأخوات القراء والتي كان لها عظيم الأثر في صياغة رسالتنا جميعاً إلى من يهمه أمر التعليم في بلادنا الغالية.وإليكم الرسالة:
لا يختلف اثنان على نجاح نظامنا التعليمي في نشر التعليم ولا ينكر أحد تفوق عدد من خريجيه ولكن وبالرغم من ذلك هناك
العديد من الشواهد التي تشير إلى انخفاض مستوى مخرجاته وتؤكد على حتمية إحداث تطوير نوعي في مدخلات نظامنا التعليمي وعملياته لتحقيق نقلة نوعية في النظام التعليمي ومخرجاته ترتفع بمردوده الاقتصادي والاجتماعي والثقافي وتزيد من إسهامه في المسيرة التنموية المستدامة .
ومن الضروري أن يشمل مشروع الإصلاح والتطوير جميع عناصر النظام التعليمي الرئيسية وأن يتصف بالمرونة والواقعية وتوفر له الشروط اللازمة لنجاحه والمتمثلة في وضوح الخطط والأهداف والمساندة المجتمعية والدعم الرسمي ومشاركة الكوادر المؤهلة ممن لديهم الحماس والمهارات التي تتطلبها عمليات التنفيذ ويحتكم إلى منهجية ترسم المسار وتحدد المعالم وتستجيب للتحديات المستمرة والمستجدة ويسعى إلى تجديد عملية التعلم والتعليم بإحداث تطوير نوعي في مصادر التعليم ووسائطه المتنوعة مرتبطاً بنتائج البحث العلمي الميداني .
ومن المؤمل إن شاء الله أن يساعد هذا على تنمية مناخ تربوي وتعليمي تعاد فيه صياغة نظامنا التعليمي ويمكن المؤسسات التعليمية من تطوير أدائها بصورة أفضل وتكلفة أقل وبما يرقى إلى مستوى التوقعات المرجوة منها ولكن قطعاً لن يحدث هذا في حالة عدم توار الشروط اللازمة والمنهجية الصحيحة والبيئة العلمية المناسبة. وخلاصة القول إن مسيرة التنمية الشاملة في بلادنا تتطلب أولاً إصلاح وتطوير التعليم.هل بلغنا؟