سارة مطر تعالج الطائفية في نص "أنا سنية ... وأنت شيعي"
استطاعت السعودية سارة مطر معالجة إحدى القضايا الاجتماعية في بلادها، والتي تناولتها عبر يوميات طالبة سعودية في البحرين عايشت ما يعتبر فروقا اجتماعية عند البعض عبر النظرة المذهبية الضيقة التي يتفاجأ بها البعض في الأوساط الجامعية التي عادة ما تذوب فيها هذه الفوارق.
فمن خلال عنوانها المثير "أنا سنية ... وأنت شيعي"، كتبت مطر عن مشاعرها هي وزملائها الذين شاركوها التجربة في البحرين، تجربة قد يتوهم البعض أن يكون فيها بعد سياسي، وهو ما لم تتطرق له القصة التي ركزت على البعد الاجتماعي، من خلال معالجة ما اعتبرته قضية اجتماعية صرفة، ركزت على العلاقات الإنسانية.
#2#
الرواية تدور حول سارة البطلة، عبر تجربة مرضها المفاجئ في لندن، وأثناء عودتها تتذكر جميع التفاصيل التي عايشتها في حياتها، كعلاقتها مع ذاتها، ومع ابنة عمها "دينا" التي تركها والدها "فهد" ليتزوج بسكرتيرته ويهاجر إلى أمريكا، واستعدادات دينا للزواج، ومدى معايشتها للألم بدون وجود الأب وقد كانت وحيدته، ثم تنتقل سارة في روايتها إلى أهم محطة وهي جامعتها في البحرين (الحدث الروائي)، وعلاقتها الوثيقة بزينب كاظم الشيعية، التي تتطور علاقتها بها لتخبرها بعلاقتها الغرامية عبر الماسنجر مع الشاب السعودي "ياسر"، (السني)، تلك العلاقة التي انتهت دون أي خدوش وجروح. عايشت على إثرها زينب الألم بسبب التباين المذهبي. ضمن شخوص الرواية الذين تربطهم العاطفة والدين وقليل من السياسة.
سارة مطر التي أصدرت رواية "قبيلة اسمها سارة"، قالت لـ "الاقتصادية الإلكترونية" أن التجربة هي الجزء الأول من تجربة حقيقية كان عليها تقديمها دون ألوان زائفة أو تذويق، إذ حرصت حسب قولها بتقديم تجربة إنسانية بكل ما تحمله من آلام وآمال. عبر شخصيات حقيقية أرادت إظهارهم تقديم عالمهم بكل تجرد.
وعن تجربتها في الكتابة كواحدة من جيل الشاب في بلادها، تقول، أنا سعيدة بالطقس الذي أعيشه، من حيث وجود عدد كبير من الشباب وخاصة المراهقات اللاتي يعشقن القراءة. فهن بحاجة إلى المزيد من الحب والمزيد من الاهتمام، لكن للأسف لا توجد حتى الآن روايات تشبع ذلك النهم الذي يتفجر بداخلهن. وتبدي سارة تذمرها مما تصفه بأنه إهمال من أبناء وبنات جيلها للقراءة، لكنها في ذات الوقت تعبر عن سعادتها في إقبال جيل من هؤلاء على الكتابة الروائية.
وحول اتهام جيلها بالانصراف إلى وسائل التواصل الاجتماعي، وهجر القراءة تقول، "هذا الأمر غير صحيح، فلا يمكن الاستغناء عن القراءة مهما كان. ولكن أظن بأن وجود الكتب على الأجهزة الإلكترونية سيتطور أكثر، مع انتشار الأجهزة التي تسمع بتحميل الكتب".
وتختتم، أنا متأكدة، أنني اقتربت بهذا الكتاب من جيلي، خاصة الذكور، حيث أجزم أني تفهمت كثيرا مشاعر الشبان الذين أجزم أني سعيت لمعالجة قضاياهم العاطفية والنفسية عبر هذا النص.