حتى لا يكون «استثنائياً»
المتأمل لحديث أحمد عيد رئيس الاتحاد السعودي في أمسية الرياضية هذا الأسبوع يشعر بأن كل شيء في كرة القدم السعودية قابل للتطوير والتغيير ما عدا إغلاق باب المجاملات الذي يتعارض بشكل مباشر مع شعار الاستقلالية الكاملة الذي رفعه عيد في الأمسية بصراحة لا تقبل الشك!
الاستقلال في أعمال الاتحاد السعودي وبرامجه ومسابقاته وتنظيماته هو بالفعل جميل وخطوة في الطريق الصحيح، لكن كيف يمكن أن نؤمن بإمكانية تطبيقه على أرض الواقع ورئيس الاتحاد قد أوضح أن المشاركة في دورة الخليج للمنتخبات مفروغ منها على الرغم من أنها بطولة غير معترف بها، وتسبب إرباكاً كبيراً لروزنامة المسابقات، وتقودنا هي الأخرى مع شقيقاتها (العربية) و(الخليجية) للأندية لمشكلة الموسم الاستثنائي وفرض الوصاية على برمجة المسابقات!
مشكلة الموسم الاستثنائي لم تغب عن أذهاننا وتكررت على أسماعنا طوال المواسم الماضية من مسؤولي الاتحاد السعودي من أجل تبرير مشاكل اللجان، وإلقاء اللوم في الإخفاقات المتكررة على ضغط جدولة المسابقات وتداخلها وكثرة المشاركات الخارجية، ومن باب تهدئة الأصوات والأقلام التي تركز سهامها النقدية تجاه عمل الاتحاد السعودي وأخطاء لجانه!
أتفهم أن إشكالية الموسم الاستثنائي كانت (لزمة) للاتحاد السعودي السابق في كل موسم، لكن أن تطل مرة أخرى برأسها المزعج في عصر الجمعية العمومية والانتخابات لتربك جدولة المسابقات وتحرج الأندية وترهق اللاعبين فهذا بلا شك يطرح علامات من الاستفهام والتعجب لا تنتهي ولن تنتهي طالما هذه هي بداية الاتحاد الجديد وأفكاره المجاملة!
ليست القضية قضية تشاؤم من اتحاد ما زال في بداية الطريق، لكن مثل هذه المشاركات الهامشية لا تتناسب إطلاقاً مع اتحاد جديد يفترض أن يكون له برنامج وأجندة وخطوات مستقبلية واضحة، ويتجه بشكل قوي خلال الفترة المقبلة لتطبيق مشروع الخصخصة التي لن يقبل عليها ملاك الأندية الجدد ولا يمكن أن يضخوا استثماراتهم من أجل إرهاق نجومهم في بطولات لا تضيف شيئاً للكرة السعودية، وجدولة غير واضحة المعالم لموسمين على الأقل.
إن رؤساء الأندية يبذلون المستحيل ومن أموالهم الخاصة، ويكفيهم همّ الشركات الراعية التي انتهت عقودها في وقت فترة التسجيل، وعلى الاتحاد السعودي المنتخب أن يشعر بذلك، ويملك الاحترافية التي تمكنه من برمجة جميع المسابقات بطريقة منظمة، وبما لا يتعارض مع الاستحقاقات الآسيوية وأيام "فيفا" والمشاركات الدولية المعترف بها فقط، وأكرر (فقط) حتى نظل في مأمن من إشكاليات البطولات الهامشية المفروضة التي لا تقدم ولا تؤخر!