3 محال فقط تمسك بشعرة "الطربوش المصري"
3 محال فقط تمسك بشعرة "الطربوش المصري"
صناعة الطرابيش حرفة تقليدية مصرية قديمة بدأت من شارع الغورية في القاهرة التاريخية، حيث نشم عبق التاريخ المجيد في هذه البقعة التي تتميز بالآثار الإسلامية النادرة والتي يمكن اعتبارها متحفا يدخله الجميع من مختلف الدول العربية والأجنبية.. تجولنا في شوارع منطقة الغورية والتقت "الاقتصادية" العم أحمد الطرابيشي صاحب أحد المحال التي تقوم على صناعة ورعاية الطرابيش الذي كان يتعامل مع مشايخ الأزهر ورجال الإفتاء وهو المحل اليتيم في هذا الشارع الذي يعج بالكثير من ورش الحرف والصناعات اليدوية التقليدية مثل الخيامية وهي الأكثر شيوعا في المنطقة ويقول صاحب المحل- صحيح أن أدوات صناعة الطرابيش الموجودة يعلوها الصدأ نتيجة عدم الاستعمال.. لكن المحل يحمل الذكريات التاريخية لفن صناعة الطرابيش المصرية الآن والطربوش المصري كان يعتبر وسيلة احترام وأناقة وأيضا رجولة ومبادئ لأن من يرتدي الطربوش رجل محترم احتراما لذاته ويحظى كذلك باحترام الآخرين له والطربوش كان من مكملات الزى الرسمي للتلاميذ في المدارس وكان التلميذ لا يدخل المدرسة ولا يقف بين يدي أساتذته إلا وهو يرتدي الزى الرسمي وإلا اعتبر مخالفا للنظام المدرسي ومن خالفه يجب عليه إحضار ولي أمره لأخذ تعهد عليه بألا يعود مرة أخرى لمخالفة النظام المدرسي، كذلك الموظف لا يستطيع الدخول على مديره في العمل إلا وهو يرتدي الزي الكامل والطربوش معا ويستكمل العم محمد قائلا إن محمد علي باشا رائد النهضة الصناعية الحديثة في مصر أمر بإنشاء مصنع للطرابيش في مدينة فوة في محافظة كفر الشيخ 1828 وكانت خاماته تستورد من الخارج وابتداء من عصر السلطان حسين بدأ "مشروع القرش" وذلك بتجميع القروش من الشعب المصري لعمل مصنع لصناعة خامة الطرابيش وسمي "مصنع القرش" وأطلق على الشارع الذي يقع فيه المصنع شارع مصنع الطرابيش في ميدان الحلبي بالقرب من ميدان الجيش في القاهرة وعن مكونات خامات صناعة الطرابيش قال العم أحمد: مكوناته هي خامة الجوخ وخامة الخوص نظرا لوجود فتحات المسام اللازمة للتهوية ويتم تصنيع الطربوش من هذه المكونات حسب الشكل المطلوب وتستغرق مدة صناعة الطربوش ثلاث ساعات كاملة وبسؤاله عن أنواع الطرابيش قال: يوجد الطربوش التركي والشامي والمغربي والمصري وهو أفضلها ويوجد طربوش " العمامة" للمشايخ ورجال الدين الإسلامي والطربوش أصله تركي كما قال عالم وخبير الفولكلور الأستاذ صفوت كمال، وبسؤاله: هل تتمنى رجوع ارتداء الطرابيش مرة أخرى فقال: بلى وليس من أجل الرواج والازدهار مرة أخرى ولكن المحل مفتوح الآن للتعبير عن الذكرى وأصبح خاليا إلا من أثاثه القديم وأعتبر أنني الوحيد في مصر الذي مازال يحافظ على التراث المصري القديم فأنا حامل أعباء هذه المهنة على كتفي وعلى عاتقي، وبسؤاله عن أسباب انقراض هذه المهنة قال إنه عام 1962 صدر قرار بمنع ارتداء الطرابيش في دواوين الحكومة والمصالح للموظفين ورجال الشرطة وفي الجيش.