ماجد .. مسؤولية واستثمار
لا تقتصر إيجابيات النجوم الكبار وأساطير كرة القدم على فرض أسمائهم كعلامة رياضية مميزة تقدم الإبهار والإنجاز والمتعة الكروية المقرونة بالأخلاق العالية فحسب - كما كان يفعل ماجد عبد الله- عندما كان يتحقق كل شيء على يديه في الملعب بمهارة وقيادة وخبرة لا حدود لها في عالم كرة القدم، بل تتجاوز كل ذلك إلى تقديم الأسطورة ماجد نموذجاً حقيقياً لدور النجم التاريخي في القيام بمسؤولياته وواجباته ومبادراته تجاه مجتمعه ووطنه على أكمل وجه.
لم يمر عليَّ شهر دون أن أقرأ خبراً منشوراً في إحدى الصحف أو أشاهد برنامجاً في إحدى القنوات الفضائية يتحدث عن ماجد عبد الله واستشعاره مسؤوليته الاجتماعية كنجم كبير وقدوة كروية في التعاون مع العديد من الجهات الحكومية والمدارس والمستشفيات والشركات والمؤسسات، من أجل التوعية بمخاطر الأمراض، وبيان الآثار القاتلة لآفة المخدرات المهلكة، والمشاركة في الحملات الوطنية، وتقديم النصائح والتوجيهات للطلاب، وزيارة السجناء والأيتام والمرضى للشعور بمصابهم والتخفيف عنهم.
آخر تلك الأخبار التي تجلَّت فيها إسهامات ماجد عبد الله الخيرية وروحه الإنسانية الكبيرة توقيعه أمس الأول اتفاقية عالمية للمشاركة في لقاء العمالقة بين نجوم المنتخب السعودي المشاركين بكأس العالم مع نجوم البرازيل الحاصلين على كأس العالم، و"تنازله" عن مكافأة المباراة الخاصة به لأسرة اللاعب محمد الخليوي رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.
هذه الأعمال المجتمعية الجليلة التي يقوم بها ماجد عبد الله رائعة ومؤثرة وتقدم رسالة النجم الحقيقية داخل مجتمعه، ويشكر عليها باعتبارها نموذجاً يجب أن يُحتذى به من قبل النجوم الآخرين، لكن لماذا لا يكتمل عقد هذه المسؤولية الاجتماعية في قنوات التواصل الأخرى كـ "تويتر" و"فيسبوك" و"يوتيوب"، فنرى إشراقات ونصائح ماجد الذهبية على غرار "رأسه الذهبية" في مواقع التواصل التي أجزم أنها ستحقق أهدافها السامية عبر المسؤولية الاجتماعية، إضافة إلى الفائدة الاستثمارية والتسويقية بلفت أنظار الشركات والمؤسسات والقطاعات الحكومية، للاستفادة من نجم كبير وعملاق مؤثر بحجم ماجد عبد الله.
المستفيد بالتأكيد من ذلك ماجد والمجتمع والنادي والشركات الراعية، والمسؤولية هنا أيضاً تقع مباشرة على عاتق الأندية والنجوم أنفسهم، فلدينا نجوم كبار مؤثرون ولهم جماهيريتهم الكبيرة، نحتاج إلى أن يقوموا بواجباتهم ومسؤولياتهم وإسهاماتهم المجتمعية، وتستطيع الأندية والشركات الراعية هي الأخرى أن تستثمر أسماءهم ونجوميتهم التي كوَّنوها طوال تاريخهم الثري في المباريات الخيرية وتسويق منتجات الأندية في المتاجر، واستثمار المناسبات الجماهيرية والتسويقية الأخرى المتعلقة بالنادي.
إن كرة القدم مؤثرة وممتعة بشكل كبير ما دام النجوم يسجلون حضورهم الكبير، فما الذي يمنع هؤلاء النجوم الأفذاذ من الإمتاع والإبداع داخل الملعب، وتقديم مبادراتهم وإسهاماتهم خارج حدوده، وفوق هذا وذاك تنمية استثماراتهم وتسويق نجوميتهم ورد الدين لأنديتهم.