توقعات بارتفاع الأسهم الأمريكية بدعم من البنك المركزي ونتائج شركات كُبرى
رغم أن نتائج أرباح الشركات التي أُعلنت في الأسبوع الماضي لم تكن حسب توقعات المُحللين ورغم ارتفاع أسعار النفط حتى مستوى أكثر من 59 دولارا لتُصبح نسبة ارتفاعه 13 في المائة في أسبوعين فقط، وبرغم كل هذه الأخبار غير المُحبذة إلا أن أسواق الأسهم الأمريكية ارتفعت بشكل جيد فرأينا مثلاً مؤشر داو جونز للنقل ارتفع بنسبة 6.2 في المائة وهذا يعكس قوة في حركة مبيعات الشركات التي تعتمد على النقل، ولا نُنكر أن البيانات والمؤشرات الاقتصادية التي صدرت كان لها دور فعال في دعم السوق خلال الأسبوع الماضي، كما أن تعليقات البنك المركزي الأمريكي التي أعقبت اجتماعه خلال يومي الثلاثاء والأربعاء كان لها دور قوي جيد في رفع حماسة السوق، هذا الارتفاع رغم كل هذه المُحبطات يُظهر مدى قوة التفاؤل لدى المُستثمرين بارتفاع السوق.
وصلت نسبة الشركات التي أعلنت عن نتائجها والمُدرجة ضمن مؤشر S&P 500 إلى أكثر من 60 في المائة وكانت النتائج المُعلنة متوقعة ولكن حديثهم عن الأداء المُستقبلي هو الذي لم يكن مُتوقعا من قبل المُستثمرين ومن بين الشركات التي أخفقت في تسجيل نتائج جيدة كانت شركة 3M و"ميرك" و"بروكتل آند جامبل" و"تايم وورنر" من كبرى الشركات الإعلامية في الولايات المُتحدة الأمريكية، وكما ذكرت أعلاه فإن النتائج السيئة من كبرى الشركات لم تؤثر على حركة السوق ذلك أن تفاؤل المُستثمرين غلب كل هذه الأخبار السلبية.
في المقابل صدرت نتائج جيدة من شركات كبرى أخرى مثل "بوينج" التي حققت نتائج أفضل من المُتوقع وشركة "جوجل" و"إكسون" وغيرها من شركات الطاقة، جدير بالذكر أن 16 في المائة من الشركات التي أعلنت وافقت نتائجها التوقعات بينما 20 في المائة كانت نتائجها أقل من التوقعات، ونجح 64 في المائة في تقديم نتائج أفضل من المُتوقع، علماً أن نمو أرباح الشركات التي أعلنت نتائجها حتى الجمعة الماضية وصل إلى 10.3 في المائة بعد أن كانت 9.4 في المائة في الأسبوع قبل الماضي.
من جهة أخرى عقد البنك المركزي الأمريكي اجتماعه على مدى يومي الثلاثاء والأربعاء وخرج محافظه كالمعتاد ليُلقي تصريحه ويُخبر الشعب الأمريكي والمُهتمين من الاقتصاديين ومديري المؤسسات المالية عن حال الاقتصاد وما يقف أمامه من عوائق وما ينتظره من آمال كل هذا انطلاقاً من مبدأ الشفافية، حديث المحافظ كان صريحاً حيث قال إن الاقتصاد يشهد نمواً صاحبه استقرار في سوق مبيعات المساكن وإن التضخم آخذ في التوسع مع ضعفه وأعقب هذا التصريح ارتفاع السوق بقوة Rally.
لعل البيانات الاقتصادية التي صدرت تتفق مع رؤية البنك المركزي حيث إن معدل الناتج المحلي GDPللربع الرابع من عام 2006 وصل إلى 3.5 في المائة، وتم الإعلان عن عدد الوظائف الجديدة لشهر كانون الثاني (يناير) الذي جاء أقل من التوقعات فوصل إلى 111 ألف وظيفة بينما المُتوقع كان 150 ألف وظيفة مما يدل على أن الاقتصاد برغم نموه إلا أنه لم يتمكن من استحداث وظائف أكثر وقد حذر البنك المركزي من تضخم الأجور والرواتب، هنا نربط بين حديث محافظ البنك المركزي الذي كان يُريد من رفعه المتتابع لسعر الفائدة في الفترة الماضية أن يهدئ من ضغوط التضخم ويهبط بالاقتصاد شيئاً فشيئاً دون أن يصل الاقتصاد إلى حالة الركود.
الأسبوع الحالي
مثلما كان تصريح محافظ البنك المركزي هو محط اهتمام المُستثمرين في الأسبوع الماضي فإن وقوف المحافظ هذا الأسبوع أمام مجلس الشيوخ الأمريكي يُعتبر بالأهمية نفسها حيث سيُدلي بحديثه عن حال الاقتصاد الأمريكي ويتحدث بلغة الأرقام وبكل وضوح وشفافية، ولا ننسى أن الأسواق ستواجه هذا الأسبوع حالاً من عدم الوضوح حيث يدور الحديث عن نتائج الشركات التي كانت أقل من المتوسط العام إضافة إلى وضع البيانات الاقتصادية.
الحديث الذي سيُدلي به محافظ البنك المركزي قد لا يكون جديداً ولكنه قد يُسهم في تغيير قناعة وإدراك المُستثمرين حول رفع الفائدة من عدمه، فقد يُفهم من كلامه في الأسبوع المقبل أن الفائدة في طريقها إلى الارتفاع أو في طريقها إلى التوقف عند مستوياتها الحالية وهذا ما يرغب المُستثمرون في سماعه بلا شك، ومنها سيتحدد اتجاه السوق ولن يكون حديثه هو المُوجه الوحيد.
حجم الشركات التي ستُعلن هذا الأسبوع سيُسهم في صنع حالة الترقب والانتظار ومن أمثلة هذه الشركات "سيسكو" التي ستُعلن يوم الثلاثاء حيث يتوقع المُحللون أن تُحقق ارتفاعاً في المبيعات بنسبة 25 في المائة لتصل إلى 8.28 مليار دولار ليُصبح العائد على السهم هو 31 سنتا بدلاً من 26 سنتا حققتها في عام 2005، وستعلن أيضاً شركة "والت ديزني" و"بيبسي" و"تول براذر" بعض أهم شركات بناء وبيع المساكن كما سيصدر عدد بسيط من البيانات الاقتصادية ولكنها مهمة.
التحليل الفني
كان "ناسداك" خلال الأسبوع الماضي ومن قبل يسير بين مستوى 2390 نقطة و2470 نقطة وهو ما يُمثل منطقة تماسك Consolidation ودائما يجد الدعم من متوسط 50 يوما عند 2444 نقطة تقريباً، خصوصاً يوم الأربعاء حيث رفعت تصريحات محافظ البنك المركزي معنويات المُستثمرين بعد اجتماع الأربعاء ورأينا ارتفاعا سريعا Rally.
نجح "ناداك" يوم الجمعة في تجاوز الحد العلوي لمنطقة التماسك Consolidation وأغلق عند 2475.88 نقطة وليته يبقى فوق هذا المستوى يومين متتالين مع حجم تداول مناسب حتى نستطيع القول إن المُستثمرين في سوق "ناسداك" عازمون على إكمال مسيرة التقدم نحو الأعلى، أيضاً إذا نجح "ناسداك" في الإغلاق فوق مستوى 2487 نقطة فإن هذا سيؤدي إلى حدوث موجة صعود لا يقف أمامها سوى مستوى المقاومة عند 2510 تقريباً بسبب وجود الحد العلوي من "البولينجر باند" وعندها يوجود مقاومة صغرى تكونت في منتصف شهر كانون الثاني (يناير) الماضي.
سيجد "ناسداك" الدعم من متوسطات الحركة العشرة والعشرين وذلك عند 2449.64 و2456.57 نقطة على التوالي ومن بعدهم متوسط 50 يوما عند 2444 نقطة تقريباً، لكن يجب التنبيه إلى أن تجاوز مستوى 2500 نقطة والبقاء فوقه ليس بالأمر السهل وهذا واضح عند الرجوع للرسم البياني الأسبوعي لـ "ناسداك" Weekly Chart، لكن من الواضح أن مؤشري داو جونز وS&P 500 في طريقهما نحو تحقيق أرقام مرتفعة أخرى لم يُكونها منذ 52 أسبوعا مما دعم ورفع التفاؤل بالسوق.