يحدث كل موسم
أكبر مشكلة تعانيها الأندية كل عام، هي أن مواسمها الرياضية أصبحت قابلة للختم الشهير ''مطابق للأصل''، فكل موسم هو عبارة عن نسخة مكررة مما قبله، وما إن ينتهي الموسم الرياضي بمشاكله وإخفاقاته وأزماته المتعددة، حتى يبدأ رؤساء الأندية في البحث عن وسيلة مناسبة أو تكتيك جديد يخفِّف من غضب الجماهير، ونقد الإعلام عبر اختيار إحدى القنوات الفضائية الشهيرة من أجل الاعتراف بأخطائهم الكارثية كمرحلة أولى، والعزم على عدم تكرارها في الموسم الجديد كمرحلة ثانية، ثم تبدأ المرحلة الثالثة، وهي الأهم في نظرهم والمتمثلة في إطلاق سلسلة من الوعود المغرية التي يستعان فيها بالصديق (يوتيوب) والتي من الممكن أن تجعل أسوأ لاعب في التاريخ الأفضل في نظر الجماهير وخلال مقاطع منتقاة بعناية في دقائق معدودة!
هذه المراحل الاحترافية كلامياً وغير الاحترافية تطبيقاً تبدأ في الانكشاف شيئاً فشيئاً للوسط الرياضي بعد تسلُّم التقرير النهائي من المدرب (إذا كان هناك مدرب لم يتم إلغاء عقده في الدوري) والذي يفصِّل فيه الإيجابيات والسلبيات والاحتياجات المتوائمة مع نهجه التدريبي، وفي بداية استعدادات كل ناد هذه الأيام، نفاجأ بأن مشروع هذا المدرب قد تمت تلبية نقطة (ما) في بحر مطالبه، ومن هذه النقطة الصغيرة تبدأ حقيقة فصول اللعبة الموسمية الجديدة!
أبرز مظاهر هذه الفصول تبدو جلية في أندية لم تتعاقد إلى الآن مع أجانب، وأندية أخرى فرَّطت في أبرز نجومها دون تعويض، وأندية لا يحلو لها إلا التعاقد مع رجيع الأندية وكبار السن، والمشكلة الكبيرة أن هناك نادييْن سيدخلان معترك آسيا واستعداداتهما أقل من عادية، فالأهلي يعاني هجومياً إذا ما أخذنا في الاعتبار عدم تعافي فيكتور من إصابته وإجراء الحوسني هو الآخر لعملية في هذا التوقيت دون أن يكون لهما بديل! كما أن الشباب فرط في هدافيه دون مراعاة التوقيت وحجم المشاركات وأهمية الانسجام!
ومع هذه الأخطاء المتكررة في كل عام، يبقى العمل الاحترافي في الهلال الاستثناء الوحيد هذا الموسم، فالاستراتيجية الجديدة التي رسمها الأزرق واضحة من البداية المبكرة للتمارين والمعسكر الخارجي ونوعية التعاقدات المحلية والأجنبية وشموليتها لكل المراكز التي يحتاج إليها الفريق، والسياسة الإعلامية الجديدة.
هذا هو العمل الاحترافي المطلوب من جميع الأندية وليس الهلال فحسب، أما أخطاء الفرق الأخرى المتكررة، فلدي يقين بأن ما ذكرته غيض من فيض كثيف من جملة أخطاء مستمرة وفي نواح متعددة أحتاج إلى سلسلة مقالات لأمرَّ عليها مرور الكرام، ناهيك عن مناقشتها بالتفصيل الممل!