السليم: تحقيق بيئة صحية للعمل يجعل المنشآت الخيرية ضمن الجهات الأكثر تميزاً
دعا الدكتور عادل بن محمد السليم الأمين العام لمؤسسة محمد وعبدالله إبراهيم السبيعي الخيرية المؤسسات والجمعيات الخيرية لتحقيق بيئة داخلية صحية ومتميزة للعمل الوظيفي، مشيراً إلى أن حصول المؤسسة على أفضل بيئة عمل سعودية للمرة الثانية في القطاع غير الربحي هو نتيجة للاهتمام بالموارد البشرية والعمل على تنميتها وتبني المبادرات الإيجابية والتحفيز المستمر، وخلق البيئة الإيجابية للعمل والابتكار.
وأبان الدكتور السليم بأن تحقيق بيئة صحية ومتميزة للعمل يمكن أن تسعى له مؤسسات القطاع الخيري لتصبح ضمن الجهات الأكثر تميزاً في المجتمع.
وإلى نص اللقاء الصحفي:
نبارك لكم دخولكم ضمن قائمة ''الاقتصادية'' أفضل بيئة عمل سعودية للمرة الثانية، ونود لو حدثتمونا عن فلسفة وتوجهات المؤسسة المتعلقة بتوفير بيئة العمل المثالية لموظفيها؟
إن اختيار مؤسسة محمد وعبدالله إبراهيم السبيعي الخيرية ضمن قائمة ''أفضل بيئة عمل'' هو ثمرة لمسيرة عملية امتدت لسنوات عديدة ظلت فيها المؤسسة تعمل على الاختيار الأمثل لموظفيها، واعتبارهم شركاء في العمل، وشركاء في النجاح، بل وشركاء في الأجر - بإذن الله، ومن هذا المنطلق فقد حرصت المؤسسة على الاهتمام بالموارد البشرية والعمل على تنميتها وتبني المبادرات الإيجابية والتحفيز المستمر، وخلق البيئة الإيجابية للعمل والابتكار، وهو الأمر الذي انعكس بدوره على استحواذنا رضا العاملين.
كما أن عمل المؤسسة في مجال دعم المشاريع الخيرية التي تنفذها الجمعيات والمؤسسات الخيرية المنتشرة في أنحاء مملكتنا الحبيبة يجعل الموظف مستشعراً لحجم الأجر المترتب على المساهمة الفاعلة في تطوير تلك المشاريع، والرقي بها، وتجعله يشعر بأن كل دقيقة يمضيها في المؤسسة يمكن أن تساهم بتحقيق المزيد من الخير، وتعظيم الأجر للشيخين محمد وعبدالله السبيعي وأولادهما، وللعاملين أنفسهم.
ماذا تعني هذه الجائزة لمؤسسة السبيعي الخيرية؟
الجائزة تؤكد أننا سائرون على الطريق الصحيح في التعامل مع الموارد البشرية، وهو أمر نفخر به، لكننا لا نركن إليه، فإن من ضرورات النجاح: مواصلة التقدم والرقي، وعدم الاكتفاء بالوضع الراهن، بل علينا مضاعفة الجهود، والسعي في بذل المزيد من أجل تطوير بيئة العمل، والاستفادة من كل النجاحات التي يحققها الآخرون، ومحاولة المزاوجة بينها وبين ما حققته المؤسسة في الوضع الراهن.
من وجهة نظركم، ما الذي يميز بيئة العمل في ''السبيعي'' بشكل عام عن غيرها من الجهات الخيرية؟
بداية، نحن لا نعتقد أننا منفردون بالتميز، بل إننا على يقين بأن عدداً غير قليل من المؤسسات الخيرية وغير الربحية، سواء المانحة منها، أو المؤسسات التنفيذية في الميدان بشتى تخصصاتها تتمتع بأجواء صحية، وبيئات عمل مشجعة وناجحة.
أما بيئة مؤسسة السبيعي فلعل أحد أهم أسباب النجاح الذي لمسناه: استقرار الموارد المالية، ومستوى الوعي الذي تتميز به المجالس العليا للمؤسسة ''مجلس الأمناء'' و''اللجنة التنفيذية'' التي تضم الشيخين محمد وعبدالله السبيعي، وأبناءهما، وعددا من المتخصصين، حيث أدركوا من خلال خبرتهم الواسعة في القطاع الخاص أن الكوادر البشرية المتميزة المعتنى بها، وبيئات العمل الصحية تصنع المستحيل، وتحقق النجاح، وتكفل المزيد من التميز للمؤسسة الخيرية، ولهذا كانت تلك المجالس العليا تدفع المؤسسة دفعاً إلى المزيد من الاهتمام باستقطاب المتميزين، وتحقيق الرضى الوظيفي لهم، والاستفادة من قدراتهم.
نرجو إلقاء الضوء على الجهود التي تبذلها المؤسسة لتطوير بيئة العمل؟
تعمل الإدارات المختلفة في المؤسسة بصورة متناغمة من أجل تسهيل مسيرة العمل اليومي بالمؤسسة، حيث يحرص فريق المؤسسة على تهيئة الأجواء العملية داخل المؤسسة من خلال تهيئة المكان المناسب، وتوفير جميع الاحتياجات المكتبية والتقنية والإدارية للموظف، ومراعاة المتغيرات التي تطرأ على الواقع الداخلي والخارجي، إضافة إلى المراجعة الدورية لمستوى بيئة العمل، حيث تتمتع المؤسسة بمستوى عالٍ من الشفافية والرؤية الواضحة، والعمل في جو من الأخوة والصداقة والتنافس الشريف بين الجميع، وهو ما أسهم في توفير المناخ العملي الذي ساعد على زيادة الإنتاجية ورفع الكفاءة الذاتية للموظفين.
ما نصيحتكم للمؤسسات الخيرية من واقع تجربتكم في بناء بيئة العمل المثالية؟
ثمة آليات متفق عليها، تكفل تحقيق بيئة داخلية صحية ومتميزة للعمل الوظيفي، حرصت المؤسسة على العمل بها، وترى أنها أسلوب عمل يمكن للجميع سلوكه للوصول إلى ما وصلت إليه المؤسسة، ويتم ذلك من خلال المقارنة المرجعية في مجال بيئة العمل مع الجهات الأكثر تميزاً في المجتمع سواء كانت قطاعاً حكومياً أو قطاعاً خاصاً أو قطاعاً خيرياً.
كما أن تقييم البيئة الداخلية بشكل منتظم، والإصغاء إلى صوت العميل الداخلي (الموظف) وسماع وجهة نظره، وإشراكه في اتخاذ القرار، والإشادة بإنجازاته، وتحميله المسؤولية، وإعطاؤه الثقة التي يستحقها، والتدريب المستمر وتطوير قدراته، وإتاحة الفرصة له للترقي الوظيفي، وتفهم احتياجاته، سعيا للوصول إلى مستويات أداء متفوقة، يمكن معها أن تتحقق متطلبات الأمان الوظيفي للعاملين ومن ثم الرضا الوظيفي الذي هو أساس متين في بناء البيئة المثلى للعمل في المؤسسات على اختلاف أنواعها، والغفلة عن تحقيق ذلك تؤدي بالضرورة إلى التسرب الوظيفي، وهروب الكوادر البشرية، وهو ما ينعكس سلباً على أداء المؤسسة وقدرتها على الاستمرارية وتحقيق المنافسة، فالوصية هنا: أن تولي المؤسسات الخيرية موضوع ''البيئة الداخلية'' اهتماماً إضافياً، وتخصص له جزءاً من مواردها المالية.