جائزة للقراء
نعم سأقدم مبلغ ألف ريال عدا ونقدا، جائزة لك أيها القارئ الكريم إذا أجبتني عن سؤال عجزت وأعيتني الحيلة أن أجد له جوابا، وسوف ادفع فور تلقي إجاباتك الشافية عن سؤالي المحدد وهو: ما هو السبب الذي يجعل هذه البلاد تمنع الرهن العقاري دون أية دولة على وجه البسيطة؟ أي ما هو الفرق الذي يجعل الرهن العقاري مباحا لأي مواطن في أي دولة أخرى ممنوعا على المواطن السعودي؟ والهدف من هذه الجائزة معرفة وتحديد السبب أو الأسباب الفارقة بيننا وبين الغير من بنى الإنسان. ولتحصل على الجائزة لا بد أن تكون الإجابة محددة و واضحة.
سوف أحاول أن أساعدكم معشر القراء وأقول إن الرهن العقاري مسموح للبنك العقاري ( فقط) ممنوع مرفوض على غيره و كما يقال (حلال على حمامة الأيك حرام على الطير من كل جنس). أي يتم فرض الرهن العقاري لضمان حقه رغم أن الجهات المسؤولة تمتلك القوة الجبرية على أخذ الحق لصاحبه سواء كان حقها أو حق غيرها. يعني أنها ليست بحاجة إلى الرهن العقاري كحاجة المستثمرين إلى بناء المساكن والذين يعلمون علم اليقين صعوبة الإجراءآت الشرعية التي أصبحت شوارع للمماطلين والمستهترين والمتلاعبين الذين استغلوها أسوأ استغلال. وهذا أمر معلوم معروف لطرفي اللعبة أي المستثمرين والتجار من جهة والنصابين والمحتالين والمماطلين من جهة أخرى، والجهات الحكومية تغض النظر.
أستميحكم عذرا في ذلك وأنظر إلى تلك الجهات الكثيرة كالغرفة التجارية التي تطالب و تطالب من سنوات عديدة بالرهن العقاري والكثير من المستثمرين والعقاريين والبنوك وغيرهم. وكان الرد هو لجان من هنا وهناك ومحاضرات وحكايات ودراسات وسوالف وقصص وفي ركن آخر هناك مجلس الشورى مازال يبحث ويدرس "وعلى ماذا؟" ما هو المطلوب إثباته أو معرفته بالتأكيد إنه (لاشيء)، إذاً أفضل نموذج للتعرف على أمثلة العجز والشلل في اتخاذ القرار. قرار لا يحتاج إلى أخذ وعطاء و صب ورد ولجان ودراسات وبحوث ولت وعجن. أعتقد أن الأمر ليس إلا سطرا واحدا فقط لا غير.
سيدي القارئ التفت إلى الألوف المؤلفة من الشباب تبحث عن مأوى لها ثم انظر إلى الصحاري الهائلة تلعب بها أسراب السراب ثم اعد النظر في البنوك المتورمة بالأموال ثم ارجع البصر إليك يرجع البصر خاسئا وهو حسير. صحيح أن الرهن العقاري ليس هو الحل الكافي لحل مشكلة المساكن لكنه سهم من السهام التي أصابت قضية المساكن حتى تكسرت النصال على النصال. إنه لا يعني أن نعطي للمواطن قرضا بعد عقد أو عقدين من الزمان أو نمنحه قطعة من صحراء. ثم ننام مطمئنين بما قمنا بواجبنا حيال توفير المسكن للمواطن.
أعلم علم اليقين أن الرهن العقاري سوف يكون متاحا ومسموحا بها آجلا أم عاجلا ثم نلتف لماذا سمحنا به بعد ذلك؟ هل كنا على خطأ سابقا أم كنا على خطا الآن؟ مؤكد سوف نكتشف أن هناك خطأ. أخير إذا عجزت أيها القارئ الكريم أن تحل سؤالي فلا بد أن يكون هناك جواب في ذهنك قد يكون قاسيا أو لئيما أو لا ذعا. ومع هذا فقد يكون صحيحا وحقيقيا تفوز بالجائزة.