الدرس الأول : الأفغانيات يتعلمن التجارة والمساواة داخل "الأكشاك"

الدرس الأول : الأفغانيات يتعلمن التجارة والمساواة داخل "الأكشاك"

تثير كاميليا كابولي الأفغانية بعض الدهشة في مدينة مزار الشريف ببيعها مستحضرات التجميل في الشوارع. وتدير كابولي (35 عاما) كشكا صغيرا في حي مزدحم وسط المدينة أنشئ بمساعدة الإدارة المحلية للمرأة في إطار مشروع جديد يهدف لإدخال النساء مجال أعمال طالما تحكم فيه الرجال.
وفي مجتمع محافظ اعتاد فيه الرجال تقليديا إدارة التجارة تثير هذه الأكشاك الدهشة وتلقى بعض المعارضة والكثير من القبول. قالت كابولي وقد تدثرت بوشاح لفته حول رأسها لحمايتها من البرد "أنا فخورة باختياري هذا العمل على الرغم من صعوبته, يمكن أن يصبح الوضع قاسيا لكن يمكنني أن أثبت أن النساء يمكنهن القيام بذلك". وأضافت أن بعض المتسوقين وخصوصا الذين يأتون من الريف يدهشون لوجود بائعة. وانتهت إدارة المرأة حتى الآن من إقامة ثلاثة أكشاك تديرها نساء لبيع المشغولات اليدوية والملابس ومستحضرات التجميل. وتخطط الإدارة لفتح 20 متجرا أخرى تؤجرها للنساء في الأسابيع المقبلة. وقالت فريبا ماجد رئيسة الإدارة "للرجال والنساء الحقوق نفسها, يمكن للنساء أيضا أن يتعاملن مع الناس في المدينة كما يستطعن المتاجرة والبيع".
أما رقية صاحبة كشك آخر فتقول "نحن أيضا جزء من هذا المجتمع ويمكننا فعل ما يفعله الرجال". وكباقي أنحاء أفغانستان فإن مزار الشريف هي مكان محافظ وعلى الرغم من أن سكانها ينحدرون في الأغلب من أقليات عرقية في الشمال إلا أنهم رفضوا دائما حكم طالبان المتشدد. وبعد أكثر من خمس سنوات على سقوط طالبان مازال عدد كبير من النساء يرتدين العباءة التي تغطي كل أجسامهن أثناء السير في الشارع وقلة فقط هي التي تتعامل مع الرجال على المستوى المهني. وقالت زينب مزغان (22 عاما) وهي تشتري طلاء شفاه من أحد المتاجر "لقد سمعت بالأمر واعتقدت أنه لن يكون لائقا.. لكني أتيت وأنا سعيدة جدا لما رأيت, الآن يمكن للنساء أن يشترين أشياءهن من النساء". وتقول فاطمة وهي متسوقة أخرى، إن النساء يشعرن براحة أكبر في الشراء من النساء، وتضيف "من الصعب على امرأة أن تشتري الأشياء التي تحتاج إليها من متجر يديره رجل, نشعر بالراحة في الشراء من متجر تقف فيه امرأة أكثر من متجر
يديره رجل ". كما أيد المشروع أيضا عدد من الرجال. وقال وكيل أحمد "أنا سعيد لرؤية النساء يدخلن عالم التجارة، إنها خطوة جيدة. ونتمنى أن نرى المزيد والمزيد من متاجر تديرها النساء هنا. فهذا سيجعل الحياة أسهل بالنسبة للنساء". لكن ليس كل الناس سعداء بهذا, فقد قال عبد الحميد أحد سكان المدينة "كيف يمكن أن تدير امرأة متجرا.. يا إلهي.. تمارس المرأة الأفغانية الديمقراطية التي يحصلون عليها في الغرب. إنه أمر ضد ثقافتنا". أما قاري عزيز الله وهو إمام مسجد في المدينة فقد قال إنه ليس من اللائق للنساء أن يصبحن بائعات.
وأضاف "في الوضع الراهن لا يمكن للنساء فتح متاجر في المدينة, أنا أعارض تلك الفكرة". بينما قال رجل دين آخر الملا حكمت إنه يمكن للنساء أن يصبحن بائعات طالما ارتدين الملابس الملائمة. وقال حكمت "حتى في أيام الرسول صلى الله عليه وسلم انخرطت النساء في التجارة... يمكن للنساء أن يبعن الأشياء للناس طالما التزمن بقواعد الإسلام." لكن صاحبات الأكشاك لا يأبهن بالنقد. فهن يعلمن أنهن يقدمن خدمة يريدها الناس. وقالت ركيبة وهي تدير أحد الأكشاك واكتفت بارتداء غطاء للرأس "ربما هناك 10 في المائة من الناس لا يوافقون على أن تدير النساء المتاجر لكن الـ 90 في المائة الباقية يرحبون بنا".

الأكثر قراءة