مشروع الألف مدينة جديدة
ما الذي يمنع أن نفكر في التخطيط لبناء ألف مدينة؟ نعم ألف مدينة جديدة وعلى أعلى المستويات التخطيطية. أرجو أن تغمض عينيك سيدي القارئ الكريم ثم تفكر في هذا الخيال العلمي الحالم.
ومع أنني أشعر أن هذا الوقت هو وقت الأحلام الكبيرة في زمن هذا الرجل ( أقصد أبو متعب) وأنه قد حان إطلاق شرارتها. بل إننا نمر بأفضل أوقاتها. وإذا لم نحلم في هذه الأيام فسوف تمر علينا أوقات يصعب علينا أن نستمتع بهذه المتعة المدهشة. وبغض النظر عن حجم هذا الخيال التخطيطي إلا أنني متأكد أن مجرد هذه الفكرة سوف تحدث شرارة لطلقة صاروخية لا تصدق لتطلعاتنا و طموحنا وسوف يكون لها تأثير يمتد إلى أكثر من ألف سنة مقبلة بحول الله وتستفيد منه أجيال وأجيال مقبلة. ولن تقف تأثيرها على حل مشاكل مدننا الحالية من زحام وتلوث وغيرها من الأمراض المدفونة في أجسادها والتي لم تجد العمليات الجراحية المتتابعة لها نفعا. صحيح أن هذا الحلم يمكن أن يبدو كخرافة حقيقية إلا أن مجرد إن نفكر فيه ونبتدئ بتصور افتراضي خيالي لشكل مددنا الألف الجديدة، سوف يولد طاقة هائلة تشحن النفوس بالآمال والأماني العظام.
لكن دعونا نصغر هذا الحلم و نقول بدل الألف مدينة تكون ألف قرية. يعني مقاس أصغر. والقرية ربما تكون هي الحل الاسترتيجي. مثلا إننا نسوف سنقوم ببناء 20 قرية أو مدينة سنويا، معنى هذا أننا سنبني هذا الحلم خلال 50 عاما. و50 عاما هي وقت قصير في عمر الأمم طبعا معنى هذا إننا يمكن أن نقترب من تحقيق هذا الحلم. ويبدو أن فكرة القرى الحديثة التي يمكن أن تصمم بواسطة خبراء عالميين في تخطيط وتصميم المدن يمكن أن تعتمد على حلول التنمية المستدامة باعتبارها إكسير الحياة الاستراتيجي لتلك القرى، والهيكل الصلب لمستقبل حياتنا العمرانية على هذه الأرض.
أعود إلى ذلك الحلم المدهش وأتصور تلك المدن المتنوعة فهذه مدن أو قرى سياحية وهذه مدن اقتصادية و مدن صناعية ومدن طبية ومدن للأبحاث ومدن تعليمية ومدن زراعية ومدن إعلام، على أي حال مدن أو قرى سمها ما شئت. تلك القرى أو المدن المتخصصة التي بالتأكيد ستقضي على البطالة والفقر ومشاكل العشوائية. من المميزات التي لا يمكن حصرها، والتي بدأت تظهر على السطح بمجرد الحديث عن تلك المشاريع العملاقة التي أطلق عنانها أبو متعب، تلك الفكرة التي يجب الاستمرار في التخطيط والبناء لها ومن دون توقف وبأقصى ما يمكن وبأفضل ما يمكن من تخطيط وإبداع و ابتكار يجب أن يكون ذلك القرار غير قابل للتردد أو التشكيك أو التريث والتكاسل. علينا أن نفكر بجدية في تحقيق هذا الحلم الخرافي أو على الأقل أن نحلم مجرد حلم.
أختم هذا المقال بالمقولة الشهيرة: إذا كانت الأحلام مجانا فلا بأس أن يكون حلمك من الحجم الكبير. أما رأس العجز وذيله فهو العجز عن الحلم. فانظروا أين موقعكم منه بارك الله فيكم.