الواجهة " حمال الأسية "

[email protected]

الواجهة هي مقدمة الشيء، وكل شيء له واجهة، والواجهات أنواع تعتمد على ذوق واختيار المالك أو صاحب العمل. والمقال لا يتحدث عن واجهات المباني وأنواعها الزجاجية أو الخرسانية أو واجهات الرخام وغيرها، بل يتحدث عن الواجهات الآدمية التي يستخدمها بعض التجار وأصحاب الأعمال والهوامير ومن في حكمهم لتنفيذ أعمالهم بالطريقة التي يريدون وبالريموت كونترول.
فعندما يتم البحث عن الواجهة، أقصد مدير الأعمال أو المدير التنفيذي أو الرئيس أو حتى الدلال الواجهة، فإنه يجري فرزه ويتم التحقق من شخصيته و ليس للكفاءة والخبرة والمهنية والاحترافية مكان في هذا المقام، بل يتم تحديد المواصفات التي تنفع معها شخصية الواجهة ولغرض المشروع أو العملية نفسها ومدتها حتى لو كان له مئة وجه ومتلون فقد يكون هو الشخص المطلوب لأنه تم اختياره بعناية لتنفيذ غرض ما ولوقت محدد.
البعض يستخدم الواجهة كوسيلة جذب وترويج فإن نجح العمل أو المشروع ظهر بنفسه وبرز على السطح وأعطى لنفسه الأحقية والأولوية في الظهور وأنه هو المنجز والمبدع والواجهة يعمل بناء على أوامره وتوجيهاته، وإن خسر وظهرت السلبيات أو المشكلات أصبح الواجهة هو كبش الفداء وهو سبب الفشل وينطبق عليه لقب حمال الأسية، ثم يجري البحث عن واجهة جديدة وبأسلوب آخر وهكذا دواليك.
سمعنا عن الكثير من الواجهات أقصد الضحايا الذين وقعوا في شرك مصممي الواجهات البشرية وانتهى بهم الأمر إلى الشارع أو السجن، رغم أن بعضهم له تاريخ ونجاحات سابقة لكنه لم يكن الواجهة المناسبة ولم يتلون حسب ألوان الطيف ولم يتأقلم مع الشخصية التي صممت له من قبل صانعي الواجهات واندفع بغير حساب.
وهناك أنواع منهم فالمتستر على العمالة الأجنبية له واجهة، وبعض هوامير الأسهم والعقار لهم واجهات والعاملون في الخفاء لهم واجهات.
رأينا الكثير من الواجهات التي استخدمت في بعض المساهمات العقارية ومشاريع توظيف الأموال وفي سوق الأسهم وفي النهاية أصبحوا هم الضحايا وبعضهم عن حسن نية أو لنقل عن بلاهة أوصلته للتلاعب بأموال الناس والعمل لمصلحة مجموعة من المنتفعين لا همَّ لهم إلا جمع الأموال بشتى الطرق والأساليب الملتوية.
طبعا هؤلاء علاجهم صعب إن لم يكن مستحيلا، ولكن يمكن إيقافهم عند حدهم في حال صعب عليهم إيجاد واجهات، أقصد أشخاصا يسهل تلوينهم حسب رغبات صانعيهم، فالتيقن مطلوب والاندفاع وراء المغريات غير محمود خصوصا الإغراءات المادية، ويجب أن يكون الدخول في مثل هذا الأعمال محسوبا، والحلقة الأخيرة هم من يدخل في علاقة عمل مع صانعي الواجهات وواجهاتهم وأقصد المستفيد النهائي، فهم الوقود المحرك لهذه الفئات ويجب عليهم التريث والتيقن قبل الدخول في مغامرات مع واجهات قد تكون مزيفة وجوفاء. وإن بدأت المؤشرات توحي بالوعي الذي زاد ولكن بعد التعلم من الطريق الصعب.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي