مطالب بإعانات للبيوت المحمية الزجاجية وتشجيع الزراعات الشتوية
مطالب بإعانات للبيوت المحمية الزجاجية وتشجيع الزراعات الشتوية
طالب عدد من المستثمرين الزراعيين الجهات المختصة ( وزارة الزراعة، البنك الزراعي تحديدا)، بالنظر في تعديل جزء من الدعم الزراعي القائم حاليا، بحيث يوجه إلى تخصصات جديدة مثل البيوت المحمية الزجاجية، وتشجيع الزراعات الشتوية خصوص في مناطق جازان، نجران وغيرها، بحيث تكون مصدرا لعدد من المنتجات في فترات الشتاء والصقيع التي تظل المنطقتين الوسطى والشمالية في بداية العام.
وفي هذا الشأن، يشير المزارعون إلى أنه على مدى أكثر من 20 عاما، لم يعرف السعوديون ارتفاعات عنيفة أو مبالغا فيها لأسعار الخضار والفاكهة، وهي حالة يطلق عليها المتابعون للشأن الزراعي " استقرار فاتورة السلع الزراعية". هذا الاستقرار – في رأيهم - هو الذي يدفع المزارعين ويحفزهم على الإنتاج والدخول في معمعة الزراعة مع ما في ذلك من مخاطرة واستثمار للجهد والمال. لكن في الوقت نفسه سيشكل أي تغيير عنيف في استقرار فاتورة السلع الزراعية إلى نتائج عكسية، حتى في حالة الارتفاع الذي تشهده الأسواق حاليا، إذ إن ذلك سيكون محفزا إلى الاندفاع للدخول في هذا المجال وسيؤثر على نظرية العرض والطلب.
وفي هذا الإطار، قالت لـ "الاقتصادية" مصادر مطلعة إن المبالغ التي توافرت من الإعانات عندما ألغت الدولة إعانات المضخات وبعض الآلات الأخرى، وفق سياسات ترشيد المياه، كان يجب أن توجه إلى دعم البيوت المحمية الزجاجية التي يكتفى حاليا بإقراض أصحابها لكن دون منحهم إعانات كما في الزراعات الآخرى.
ووفق الأرقام التي نشرت فإن القروض الزراعية السعودية خلال 30 عاما بلغت 419 ألف قرض ضخت خلالها الدولة في القطاع 38 مليار ريال قروضا بدون فوائد وعلى آجال تصل إلى عشر سنوات في حين بلغت الإعانات الزراعية (غير مستردة) خلال 20 عاما 12.7 مليار ريال توزعت على شراء المكائن والمضخات، الآلات الزراعية، دعم وشراء الشعير، شراء معدات الأعلاف، شراء معدات تربية الدواجن، شراء معدات الألبان، نقل الأبقار المستوردة، وغيرها.
والزراعة المحمية تعتبر من أهم نظم الزراعة المكثفة في العالم. وتعتبر من أكثر النظم استفادة من التقدم التكنولوجي في مجالات متعددة سواء في المجال الصناعى أو في مجال الإنتاج النباتى، حيث يتيح استخدام هذه التكنولوجيا إمكانية إنتاج الغذاء تحت الظروف البيئية غير الملائمة لمثل هذا الإنتاج فى حالة توافر الطاقة أو تحسين إنتاجية وجودة بعض المحاصيل إذا استخدمت هذة التكنولوجيا في المواقع المناسبة للإنتاج.
وفي ظل الظروف البيئية غير الملائمة للإنتاج الزراعى على مدار العام سواء في المناطق الباردة أو المناطق الحارة فإن استخدام البيوت المحمية لإنتاج الغذاء يعد ضرورة لضمان تدفق المنتجات الزراعية على مدار العام وبخاصة محاصيل الخضر التي تشكل أحد المصادر الرئيسية للغذاء وتستهلك بصفة دورية على مدار العام. وتأتي هذه الأهمية من القيمة الغذائية العالية لمحاصيل الخضر وذلك باحتوائها على المصادر الرئيسية لغذاء الإنسان من الفيتامينات والباقي من أملاح معدنية، لذلك أصبحت جزءا أساسياً من النظام الغذائي اليومي للمواطن. وضمان تدفق هذة المنتجات لا يأتي إلا من خلال التحكم الدقيق في بيئات الزراعة عن طريق الزراعة المحمية.
وبالنسبة للسعودية فإنها تتميز بأجوائها الحارة جدا خلال فصل الصيف الطويل، وكذلك الشتاء القارس كما نلاحظ هذا العام وهذه طبيعة المناخ الصحراوي عموما. وهذة البيئات تحتم بالضرورة استخدام البيوت المحمية كنظام إنتاج للخضر على وجه التحديد لكي لا تصبح أسعار هذه المنتجات الضرورية للمواطن عرضة للتقلبات البيئية على مدار العام.
بالإضافة إلى ذلك فإن ندرة المياة وتدني نوعيتها في بعض مناطق السعودية تحتم التوسع في الزراعة المحمية لزيادة كفاءة استخدام الموارد الزراعية المتاحة عن طريق تعظيم الاستفادة من كل متر مكعب من المياة. حيث تتميز البيوت المحمية بخفض كمية البخر من سطح التربة نتيجة لتأثير التغطية للبيوت المحمية.
أهم المحاصيل الزراعية
تشكل الطماطم والخيار المحاصيل الرئيسية عالميا في الإنتاج داخل البيوت المحمية وكذلك الفلفل والخضر الورقية. كما يمكن إنتاج العديد من الخضر الأخرى مثل الكوسا والشمام وغيرهما.
خفض استهلاك المياه
المياه أحد أهم العوامل المحدودة للإنتاج الزراعي وتبدو هذه المشكلة أكثر وضوحا ًفي المناطق الجافة وشبه الجافة التي من ضمنها المملكة ، لذا فإن الزراعة المحمية تعتبر من أهم طرق التوسع في زراعة الخضر ومضاعفة الإنتاج وزيادة كفاءة استهلاك المياه.
يعتبر الاستهلاك المائي من كميات المياه التي تفقد عن طريق البخر من سطح التربة بالإضافة إلى كمية المياه التى تفقد عن طريق النتح من النبات وعند الزراعة في البيوت المحمية تعد عالية يمكن خفض كمية البخر من سطح التربة نتيجة لتأثير التغطية للبيوت المحمية، وقد ذكر تقرير لمنظمة الفاو عام 1990 أن تأثير التغطية للبيوت المحمية يسهم في خفض نسبة البخر من سطح التر بة بنسبة تصل إلى 70 في المائة مقارنة بالحقل المكشوف وذلك في الموسم الشتوي، كذلك فإن كمية المياه المستخدمة في إنتاج الخيار تنخفض بنسبة تصل إلى أكثر من 50 في المائة مقارنة بالحقل المكشوف. بالإضافة إلى تأثير التغطية في البيوت المحمية فإن استخدام الأنظمة الحديثة وتحديداً الري بالتنقيط يسهم في تخفيض كمية المياه المستهلكة بنسبة تصل إلى 40 في المائة، كذلك فإن استخدام نظم الزاعة الحديثة في البيوت المحمية يسهم فى زيادة الخفض في كميات المياه المستهلكة حيث تشمل هذه النظم الزراعة بدون استخدام التربة الطبيعية إذ تزرع النباتات في بيئات صناعية مثل الصوف الصخري والبيرلايت وغيرهما من البيئيات الصلبة أو في نظام زراعة مائة (هيدروبونك) .
مشاريع البيوت المحمية في المملكة
شهد قطاع إنتاج الخضر في المملكة العربية السعودية تطورات كبيرة خلال العقود الماضية وذلك نتيجة الدعم الكبير الذي قدمته الحكومة للقطاع الزراعي بصفة عامة من خلال سياسات الدعم والإقراض التي يقدمها البنك الزراعي .ونتج عن هذا الدعم تطور كمي ونوعي في إنتاج الخضر في المملكة العربية السعودية حيث تضاعفت كميات الإنتاج وتحسنت نوعية المنتجات كما تم إدخال العديد من محاصيل الخضر التي لم تكن تزرع من قبل في المملكة.
وبلغت المساحة الإجمالية المزروعة من الخضار في المملكة نحو 114905 هكتارات تنتج نحو 2570884 طنا من الخضار الطازج (وزارة الزراعة 1427 هـ) وقد بلغت نسبة الاكتفاء الذاتي من محاصيل الخضر في المملكة نحو 86 في المائة مع تحقيق فائض في الإنتاج في بعض محاصيل الخضر المهمة.
وكان لقطاع البيوت المحمية نصيب من هذا الدعم حيث بدأت مشاريع البيوت المحمية في المملكة في منتصف السبعينيات الميلادية ووصل عدد هذه المشاريع في عام 2005م إلى نحو 753 مشروعاً تنتج نحو 642920 طنا من الخضار سنوياً. تتركز أغلب هذه المشاريع في ثلاث مناطق هي الشرقية والرياض والقصيم حيث يوجد فيها نحو 81% من هذه المشاريع.
تستخدم أنواع مختلفة من البيوت المحمية في المملكة، منها البيوت البلاستيكية والفيبرجلاس والزجاجية. تتباين هذه الأنواع في تكاليفها الإنشائية كما تتباين في كمية الإنتاج ونوعيته. ولا شك أن التوسع في مشروعات البيوت المحمية لإنتاج الخضراوات سوف يسهم في رفع إنتاجية الوحدة المساحية مع ترشيد استخدام الموارد الزراعية المتاحة ومن أهمها المياه.
أنواع البيوت المحمية:
تتباين أنواع البيوت المحمية حسب الهياكل والأغطية المستخدمة نظراً لاختلاف الظروف البيئية من منطقة إلى أخرى فإن ذلك يؤدي إلى اختلاف طرق الحماية.
ويمكن تصنيف البيوت المحمية في المملكة حسب الأغطية المستخدمة إلى ثلاثة أنواع رئيسية:
1- البيوت البلاستيكية.
2- البيوت الفايبر جلاس.
3- البيوت الزجاجية.
حيث تختلف كمية الإنتاج لوحدة المساحة بين هذه الأنواع حيث يتضاعف الإنتاج في الصوب الزجاجية مقارنة بالبيوت البلاستيكية وذلك بسبب درجة الحماية، وكذلك درجة التحكم في الظروف البيئية داخل البيت المحمي، كذلك فإن تكاليف الإنشاء تتضاعف في الصوب الزجاجية مقارنة بالبيوت البلاستيكية
ولو نظرنا إلى كمية الإنتاج في الأنواع من البيوت المحمية نجد أن أعلاها في البيوت المحمية الزجاجية نظرنا للتحكم الدقيق في الظروف البيئية. ويتضح هذه الأيام تميز البيوت الزجاجية في مواجهة انخفاض درجات الحرارة الشديد، حيث تضرر أغلب المحاصيل المزروعة فى البيوت البلاستيكية والفيبرجلاس بينما نجد أن البيوت الزجاجية أقل تضررا نتيجة لاحتفاظها بدرجات الحرارة واستخدام وسائل التدفئة بشكل أكثر فاعلية خصوصا عندما يتم إنشاؤها بشكل سليم.
كذلك فإن البيوت المحمية تتيح التحكم الدقيق في نوعية المنتجات الزراعية بداخلها حيث يمكن إدخال نظم الزراعة الحديثة مثل المكافحة الحيوية وذلك لضمان خلو منتجاتها من متبقيات المبيدات التي تشكل مصدر قلق للمواطن نظرا لأخطارها الصحية الكبيرة. وقد تم تطبيق نظم المكافحة الحيوية بنجاح في مجموعة الرشيد للبيوت المحمية منذ سنوات.
ويعود القرار في اختيار النوع المناسب للمستثمر حسب إمكانات وأهداف المشروع، وهناك عدد من العوامل التي تتحكم في اقتصاديات البيوت المحمية منهــا:
عدد البيوت المحمية التي تم تشغيلها حيث تنخفض تكاليف الإنتاج بزيادة مساحات البيوت المحمية.
نوع الهياكل والأغطية المستخدمة.
مدى التحكم الآلي في عملية الإنتاج داخل البيت المحمي.
نوع المحاصيل المزروعة.
تخطيط الإنتاج بطريقة تضمن الحصول على كميات ثابتة طوال الموسم مع التركيز على الفترات التي يزداد فيها الطلب نظراً لعدم ملاءمة الظروف البيئية للإنتاج المكشوف.
تصاميم البيوت المحمية
شهدت تصاميم البيوت المحمية عالمياً تغييرات كبيرة خلال السنوات العشر الماضية وذلك نتيجة للأبحاث المستمرة في هذا المجال حيث تغيرت ارتفاعات البيوت المحمية التجارية من 3.5 إلى 4 أمتار في السابق وقد وصلت حالياً إلى نحو 5.5 متر، كذلك هناك تطورات كبيرة في أجهزة التحكم ومواد التغطية ولكن معظم هذه التطورات في تصاميم البيوت المحمية وجدت لتناسب الزراعة في المناطق الباردة في العالم.
لذا نلاحظ أنه بالرغم من التطورات الكبيرة في تصاميم البيوت المحمية لم يحدث تغيير في أنظمة التبريد في البيوت المحمية وهذه الأنظمة هي أحد المكونات الرئيسية للبيوت المحمية في المملكة نظراً للارتفاع في درجات الحرارة خلال موسم الإنتاج، لذا ينبغي أن توجه الأبحاث نحو تطوير أنظمة البيوت المحمية لتتلاءم مع ظروف البيئة السائدة في المملكة لرفع كفاءة استخدام الأراضي الزراعية. ونظراً لعدم وجود أبحاث في تطوير أنظمة التبريد في البيوت المحمية ومن خلال الخبرة الطويلة لمجموعة الرشيد فقد بدأت خلال السنة الماضية إجراء بعض التجارب والأبحاث لتطوير أنظمة التبريد في البيوت المحمية لتكون أكثر فاعلية وتوفيرا للطاقة.
3 عناصر للنجاح
يعتمد نجاح مشاريع البيوت المحمية على نظام ادارتها الذي يؤدي في حال نجاحه إلى خفض تكاليف الإنتاج وبالتالي إعطاء المنتج فرصة أكبر للمنافسة في الأسواق المحلية وتشمل عناصر الإدارة الناجحة علي التالي:
1- تخطيط برامج الإنتاج على مدار العام بحيث تضمن إمدادا مستمرا من المنتج للأسواق المحلية نظراً للطلب اليومي على منتجات الخضر على مدار العام.
2- التطوير المستمر في نوعية الأصناف المستخدمة وطرق تنفيذ بعض العمليات الزراعية حيث إن التقنيات تسهم في خفض تكاليف الإنتاج.
3- القيام بأعمال الصيانة بشكل دوري يسهم في خفض تكاليف التشغيل.
المعوقات
يواجه مشاريع البيوت المحمية العديد من المعوقات من أهمها مشكلات التسويق الزراعي التي تتضمن بعض المشكلات الفنية الإنتاجية التي تزيد من تكاليف الإنتاج لوحدة المساحة. كذلك فإنة بالرغم من التطور الكبير في تصاميم البيوت المحمية عالمياً فإن الحاجة ملحة إلى إجراء بعض التعديلات في هذه التصاميم لتتلاءم مع الظروف البيئية السائدة في المملكة. كما أن مكافحة الآفات داخل البيوت المحمية تعد من أهم المشكلات التي تواجه مشاريع البيوت المحمية، حيث إن التوسع في استخدام المبيدات الكيماوية أضر بنوعية المنتجات الزراعية وزاد من تكاليف الإنتاج مما ضاعف الصعوبات التسويقية التي تواجه هذه المنتجات.
بالرغم من الإيجابيات الكبيرة للبيوت المحمية من حيث مضاعفة الإنتاج وخفض كمية الاستهلاك المائي للنباتات والتي تعتبر من أهم الميز النسبية للبيوت المحمية في المملكة نظراً لندرة المياه كماً ونوعاً، فإن هناك العديد من المعوقات التي تواجه مشاريع البيوت المحمية ومن أهمها:
عدم القدرة على الإنتاج بنوعية عالية لتحقيق متطلبات السوق المحلية والأسواق العالمية عند التصدير بسبب نقص الخبرة الفنية لدى بعض المشاريع، المشكلات المتعلقة بالتسويق الزراعي وعدم تنظيم الأسواق في المملكة وتطبيق معايير الجودة، وجود عدد من المشكلات الفنية التي ترفع من تكاليف الإنتاج وبالتالي تضيف صعوبات جديدة لعملية التسويق.
مشكلة العمالة التي ظهرت أخيراً بعد التشديد على إصدار تأشيرات للمشاريع الزراعية أدت إلى زيادة نسبة هروب العمالة.
أسباب الفشل
تتعثر بعض مشاريع البيوت المحمية في المملكة نتيجة لعدة عوامل من أهمها: عدم وجود إدارة جيدة، عدم إجراء عمليات الصيانة بشكل دوري للمشروع، وجود بعض الأخطاء في تصاميم بعض هذه المشاريع.
عدم إدارة متخصصة في التسويق، عدم القدرة على تثبيت كمية الإنتاج على مدار العام، عدم القدرة على الارتقاء بنوعية المنتجات لتحقيق متطلبات الأسواق المحلية والعالمية.
استخدام التقنية
يشهد العالم طفرة كبيرة في تصاميم ونظم الإنتاج في البيوت المحمية تسهم هذه التطورات في خفض تكاليف الإنتاج وزيادة الإنتاج لوحدة المساحة، وهذه العوامل يمكن أن تساعد في حل جزء كبير من مشكلات التسويق التي تعانيها المشاريع الزراعية. ومن أهم التقنيات الحديثة التي يمكن استخدامها في المملكة:
- استخدام نظم الزراعة بدون تربة وذلك بالزراعة في البيئات الصناعية مثل الصوف الصخري والبيرلايت وغيرهما أو بنظام زراعة مائة (هيدروبونك) حيث تسهم هذه النظم في التحكم في البيئة وبالتالي لتهيئة الظروف المثالية لنمو النباتات كما تسهم هذه النظم في توفير كميات المياه المستخدمة في الري حيث من المعروف أن جزءا كبيرا من المياه يتسرب إلى باطن التربة خصوصا فى الأراضي الرملية الخفيفة، لذا فإن استخدام نظم الزراعة بدون تربة سوف يسهم في توفير جزء من مياه الري ويتضاعف هذا التوفير باستخدام الأنظمة المغلقة ويعاد تدوير المحلول المستخدم في الري .
- استخدام نظم المكافحة الحيوية BIOLOICAL CONTROL حيث من المعروف أن الزراعة في البيوت المحمية أحد نظم الزراعة المكثفة وتتطلب زيادة استخدام مدخلات الإنتاج ومن ضمنها المبيدات الكيماوية وقد أسهم هذا الاستخدام في تلوث المنتجات الزراعية بمتبقيات المواد الكيماوية وخصوصاً عند استخدامها بطريقة خاطئة وعدم احترام فترات التحريم التي تعقب استخدام هذه المبيدات، وأسهم هذا النظم في الحد من تلوث المنتجات الزراعية في التأثير على سمعة المنتجات الزراعية الوطنية بالنظر إلى الاتجاه العالمي في مكافحة الآفآت باستخدام نظم المكافحة الحيوية فإنه لتشجيع استخدام النظم البديلة عن المكافحة الحيوية يعد أمراً ضرورياً للإرتقاء بنوعية المنتجات الزراعية لتحقيق متطلبات الأسواق المحلية حيث يمكن استخدام نظام المكافحة المتكاملة للآفات IPM والذى يعتمد على استخدام الأصناف المقاومة، استخدام المكافحة الحيوية، استخدام العمليات الزراعية المناسبة.
ـ ووفق خبراء فإنه من الضروري تطوير نظام مكافحة متكامل يشمل الإدارة والإنتاج ويتناسب مع البيئة المحلية في المملكة ولا يختلف نظامI PPM عن نظام IPM حيث إن له العناصر الرئيسية نفسها مع زيادة التركيز على تقنيات الإنتاج والإدارة، واستخدام النحل في تلقيح نباتات الطماطم فى البيوت المحمية. وهي من التقنيات الحديثة التي تسهم في زيادة نسبة العقد في ثمار الطماطم.
ـ استخدام التطعيم في إنتاج شتلات الخضر للزراعة في البيوت المحمية. حيث يمكن تحسين نمو النباتات وزيادة مقاومة الآفات بهذه الطريقة.
ـ تحسين برامج التسميد بالتعديل المستمر مع مراحل نمو النباتات المختلفة والاعتماد على التحليل المستمر للتربة.
ـ تحسن طرق تربية النباتات داخل البيوت المحمية يسهم في تحسين النمو والإنتاجية.
ويرى الخبراء، أن الفرص مواتية الآن للتوسع في مشاريع البيوت المحمية لمواجهة الطلب المتزايد على الغذاء بسبب الزيادة المطردة في عدد السكان في المملكة مع تناقص موارد المياة في بعض المناطق الزراعية. يمكن مضاعفة كميات الإنتاج مع خفض كميات المياه المستهلكة في الري بدرجة كبيرة. كذلك يمكن الاستفادة من الظروف البيئية السائدة في المملكة والمناسبة للإنتاج في الأوقات التي يقل فيها الإنتاج عالمياً لتصدير بعض الخضراوات إلى الأسواق الأوروبية.
ولعل من أبرز التحديات التي تواجه مشاريع البيوت المحمية هو القدرة على توحيد الجهود وإنشاء تجمع يضم المنتجين في البيوت المحمية سواء في جمعيات تعاونية أو اتحاد للمنتجين. ولعل جمعية منتجي الخضر في البيوت المحمية والتي تحت الإنشاء حاليا تشكل نقلة نوعية في قطاع البيوت المحمية في المملكة. كذلك في حالة الرغبة في تطوير هذا القطاع فإنة يجب الاستفادة من الخبرات المتراكمة لدى بعض الشركات المتخصصة في البيوت المحمية لتطوير أنظمة وتصاميم البيوت المحمية لتكون أكثر ملاءمة للظروف البيئية في المملكة العربية السعودية. مع التركيز على حل المشكلات التي تواجه مشاريع البيوت المحمية المتلائمة مع الظروف البيئية والموارد المائية المحدودة في المملكة، وخصوصا مشكلة العمالة الزراعية.