قراءة في تاريخ المدينة المنورة.. والمناسبة

قراءة في تاريخ المدينة المنورة.. والمناسبة

المدينة المنورة .. عاصمة الإسلام الأولى، انطلقت منها الرسالة المحمدية في الرابع والعشرين من أيلول (سبتمبر) عام 622 للميلاد "الموافق للعام الأول من الهجرة النبوية" إلى أقطار الأرض قاطبة، فأضحت منذ ذلك الوقت إلى وقتنا الحاضر مهوى الأفئدة، إذ يفد إليها المسلمون من شتى الأقطار لينهلوا من علومها ومعارفها، وقبل ذلك ينالون شرف الصلاة في مسجد المصطفى - صلى الله عليه وسلم - والسلام عليه وعلى صاحبيه - رضوان الله عليهما - والوقوف عن قرب على أبرز الأماكن التاريخية التي تحكي وقائع خالدة من إرث النبوة ومجد الحضارة الإسلامية، التي ما زال نورها يسطع في مشارق الأرض ومغاربها. جاء اختيار المدينة المنورة عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2013، من منظمة التعاون الإسلامي في تشرين الأول (أكتوبر) من عام 2009 في باكو عاصمة أذربيجان، وذلك بهدف إبراز إسهام المدينة المنورة الديني والثقافي في مسيرة الحضارة الإسلامية، والتعريف بأشهر أعلامها، وإلقاء الضوء على أهم معالمها الدينية والحضارية والأثرية، من خلال عدد من البرامج والأنشطة الثقافية التي تكشف عن الجوانب الثقافية والتاريخية للمدينة المنورة ومؤسساتها العلمية. وصدرت موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، على اقتراح وزير الثقافة والإعلام لترشيح المدينة المنورة عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2013، وذلك بالأمر السامي رقم 4730/م بتاريخ 9/6/1431هـ. وتتمثل أهداف مناسبة عاصمة الثقافة الإسلامية (وفق المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة)، في نشر الثقافة الإسلامية وتجديد مضامينها وتحديث رسالتها وتخليد الأمجاد الثقافية والحضارية للمدن التي يتم اختيارها عواصم ثقافية إسلامية، بالنظر لما قامت به في خدمة الثقافة والآداب والفنون والعلوم والمعارف الإسلامية، وتقديم الصورة الحقيقية للحضارة الإسلامية ذات المنزع الإنساني إلى العالم أجمع، من خلال إبراز المضامين الثقافية والقيم الإنسانية لهذا الحضارة. كما تهدف المناسبة إلى تعزيز الحوار بين الثقافات والحضارات، وإشاعة قيم التعايش والتفاهم بين الشعوب في هذه المرحلة العصيبة التي يمر بها عالمنا اليوم، وتستدعي من المجتمع الدولي تضافر الجهود جميعاً على شتى المستويات، من أجل إنقاذ الإنسانية مما يتهددها من مخاطر جمة. وتتضمن الأهداف التي يسعى المنظمون لتحقيقها من خلال هذه المناسبة، تأكيد إعلاء قدر النبي - صلى الله عليه وسلم - في العالم ونصرته، وإبراز مكانة المدينة المنورة الثقافية والتاريخية والاجتماعية بصفتها عاصمة للثقافة الإسلامية، والتأكيد على رمزية المدينة المنورة وترجمتها لثقافة إسلامية عالمية، وإبراز إنجازات المملكة العربية السعودية في تطوير وتنمية المدينة المنورة، وتدعيم الأنشطة الثقافية المتنوعة، وزيادة الفرص للمبدعين والمثقفين لإبراز إبداعاتهم في إطار الهوية الإسلامية. كما تتضمن جملة الأهداف زيادة الاهتمام بالثقافة الإسلامية وإبراز خصائصها للدراسات الفكرية والبحوث العلمية والمناهج التربوية، والتعريف بالآثار الحضارية والعطاء الثقافي للمدينة المنورة خلال العصور المختلفة، وتعزيز التعاون الثقافي بين المؤسسات الحكومية والقطاعات الأهلية، وتعزيز الحوار بين الثقافات والحضارات وإشاعة القيم الإسلامية.
إنشرها

أضف تعليق