الشركات الأمريكية ستُعلن نتائج السنوية هذا الأسبوع وسط توقعات بارتفاع السوق
الشركات الأمريكية ستُعلن نتائج السنوية هذا الأسبوع وسط توقعات بارتفاع السوق
أداء أسواق الأسهم الأمريكية خلال الأسبوع الماضي كان أكثر من رائع وشهد تحرك السيولة من قطاع النفط بشكل لافت بعد انخفاض أسعاره واتجاهها نحو قطاع التكنولوجيا، ذلك القطاع الذي يعشقه المُستثمرون والمُضاربون حتى وإن تركوه عند ركوده وذبوله، مؤشر داو جونز الصناعي ارتفع بمقدار 1.3 في المائة وأغلق عند مستوى جديد وهو 12556.08 نقطة بينما مؤشر S&P 500 تقدم حتى مستوى 1430.73 نقطة بمقدار 1.5 في المائة، أما أكثرهما ارتفاعاً فهو مؤشر ناسداك بفضل ارتفاع شركات التكنولوجيا التي تُشكل أكثر الشركات المُدرجة ضمنه مما ساعده على الارتفاع بنسبة 2.8 في المائة، جدير بالذكر أن "ناسداك" ارتفع منذ بداية العام الحالي 2007 بنسبة 3.6 في المائة وهي بداية جيدة.
كما ذكرت فالسيولة تحركت بشكل لافت نحو شركات التكنولوجيا مُهاجرة من شركات قطاع النفط الذي انخفض سعره منذ بداية العام بنسبة 13 في المائة ليُغلق يوم الجمعة عند مستوى 52.99 دولار، هذا الانخفاض كعادته بعث الأمل في أن يُساهم في تخفيف ضغوط التضخم وبالتالي يُساعد على الإنفاق ويُساعد على تحسن أداء الاقتصاد الأمريكي، وأكثر بيان اقتصادي أثرا صدر الأسبوع الماضي وساهم في ارتفاع السوق هو تقرير مبيعات التجزئة لشهر كانون الأول (ديسمبر) الذي أظهر ارتفاع المبيعات بمقدار 0.9 في المائة وعند استثناء مبيعات السيارات من مبيعات التجزئة نجد أنها ارتفعت 1 في المائة وهو أكثر من الارتفاع الذي حصل في تشرين الثاني (نوفمبر) وكان بمقدار 0.7 في المائة.
بدأ موسم إعلان الشركات لنتائجها السنوية في الأسبوع الماضي بإعلان كل من شركة Alcoa أكبر مُصنع للألمنيوم التي حققت أرباحا أفضل من المُتوقع ومثلها شركة Genentech وقد اعتدنا أن تفتتح هاتان الشركتان موسم إعلان النتائج، ولكن البداية الفعلية للموسم سنشهدها في الأسبوع المقبل وتحديداً مع شركات قطاع الخدمات المالية وهذه الموجة من إعلانات النتائج سيكون لها أثرها في تحريك السوق، جدير بالذكر أنه صدرت تحذيرات من شركات التكنولوجيا حول انخفاض أرباحها عن المتوقع في الأسبوع الماضي ومنها شركة AMD وSprint، هذا أثار أفرز تكهنات بأن تنخفض أرباح الربع الرابع للشركات المُدرجة ضمن مؤشر S&P 500 على سبيل المثال لتكون بنسبة 10 في المائة وانتقلت موجة التوقعات لتتحدث عن أرباح الشركات في الربع الأول من عام 2007 فقد تصل حتى 8 في المائة.
الأسبوع الحالي
اليوم الإثنين ستكون السوق مُغلقة بسبب عطلة يوم "مارتن لوثر كينج" وسيكون أمام المُتعاملين أربعة أيام للتداول فقط، وسوف تُسيطر نتائج أرباح الشركات على مُجريات أحداث هذا الأسبوع وإذا حدث أن أعلنت شركات التكنولوجيا عن أرباح قوية للربع الرابع فسوف يستمر ارتفاع السوق بشكل عام وهذا هو المُتوقع، ومن أهم شركات التكنولوجيا التي ستُعلن شركة أبل وشركة IBM، أما على صعيد شركات الخدمات المالية فمن المُقرر أن تُعلن كل من "جي بي مورجان" JP Morgan و"سيتي جروب" و"ميريل لانش" كبريات الشركات المالية.
النتائج التي ستصدر من شركات التقنية قد تكون الوقود الذي يُشعل محركات السوق لتُحلق نحو الأعلى وترتفع أسعار الأسهم، فمثلا يُتوقع أن تُعلن شركة أبل Apple يوم الأربعاء عن 78 سنتا عائدا على السهم وتُحقق مبيعات مقدارها 6.4 مليار دولار وهو أفضل من أداء السنة الماضية الذي كان 65 سنتا للسهم و5.74 مليار دولار مبيعات في عام 2005، كما يُتوقع أن تُعلن شركة IBM عن تحقيق 2.19 دولار عائد على السهم مقارنة بـ 2.11 دولار وقد ترتفع مبيعاتها لتصل حتى 25.66 مليار دولار أي بارتفاع 5 في المائة عن مبيعاتها العام الماضي.
من أهم المؤشرات الاقتصادية التي ستصدر مؤشر أسعار المُنتجين PPI ومؤشر أسعار المُستهلكين CPI لشهر كانون الأول (ديسمبر) وذلك يوم الأربعاء والخميس على التوالي، ويُتوقع أن ينخفض مؤشر أسعار المُنتجين PPI حتى 0.6 في المائة في كانون الأول (ديسمبر) بعد أن وصل في تشرين الثاني (نوفمبر) إلى 2 في المائة بينما مؤشر أسعار المُنتجين الأساسي Core PPI يُتوقع أن ينخفض من 1.3 في تشرين الثاني (نوفمبر) حتى 0.1 في المائة في كانون الأول (ديسمبر)، ومثله يُتوقع أن يرتفع مؤشر أسعار المُستهلكين CPI حتى 0.5 في المائة في كانون الأول (ديسمبر) وكذلك مؤشر أسعار المُستهلكين الأساسي Core CPI فقد يرتفع بنسبة 0.2 في المائة، وستصدر بيانات أخرى تتعلق بالمساكن من حيث عدد المساكن الجديدة المُباعة وعدد تراخيص البناء التي تم إصدارها في كانون الأول (ديسمبر) ويُمكن إلقاء نظرة على الجدول الأسبوعي الخاص بالبيانات الاقتصادية التي ستصدر وتوقعاتها.
التحليل الفني
منذ بداية كانون الأول (ديسمبر) ونحن نشاهد أن "ناسداك" آخذ في تشكيل نموذج التماسك Consolidation وهو يعني عدم قدرة المُستثمرين على اتخاذ قرار واضح، هل يُكملون الارتفاع السابق أو يبدأون جنيّ الأرباح، لذا كان تحركهم واضحا بين مستوى 2390 و2470 نقطة خلال شهر كامل منذ بداية كانون الأول (ديسمبر) وحتى يوم الأربعاء الماضي، وأخيرا أخذ "ناسداك" والمُستثمرون في شركاته بالخروج من منطقة التماسك يوم الخميس الماضي مُعلنين نية الصعود به قناعة منهم بأن أسعار شركات التكنولوجيا تستحق أكثر وأقبلوا على الشراء.
صحيح أن "ناسداك" في نهاية 2006 كسر المتجه الصاعد بهبوطه وأقصد بالمتجه الصاعد ذلك الذي بدأ التشكل منطلقاً من مستوى 2000 نقطة وحتى 2470 نقطة، وكنت قد أشرت إلى هذا الكسر في آخر تقرير من عام 2006 وقلت إن لم يتمكن متوسط 50 يوما عند مستوى 2403 نقاط من دعم "ناسداك" فإن الهبوط سيستمر ولكن متوسط 50 يوما بدأ قوياً ودعمه بشكل جيد ساعد في ثباته حتى تأتي الفرصة المُناسبة يوم الخميس الماضي وارتفع أكثر بفضل خروج السيولة من أسهم شركات النفط واتجاهها نحو أسهم شركات التكنولوجيا التي اقتنع المُستثمرون بأنها ستُعلن نتائج وأرباحا جيدة أنجزتها في عام 2006.
الآن صعود "ناسداك" من منطقة التماسك يُعطيه فرصة قوية للوصول حتى مستوى 2546 نقطة على أقل تقدير، كما أن انفراج المتجه العلوي لـ "البولينجر باند" يسمح بصعود أكثر، وهنا أذكر بأننا نشرنا في نهاية عام 2005 تقريرا كاملا وتوقعنا فيه وصول "ناسداك" حتى مستوى 2700 نقطة مُستعينين بالرسم البياني الأسبوعي Weekly Chart الذي يُعطي توقعات ونتائج على المدى الطويل وها هو الطريق مُعبد أمام "ناسداك" بشكل جيد.