الخدمة في بيوت الأثرياء وظيفة يسيل لها لعاب المديرين والجامعيين
الخدمة في بيوت الأثرياء وظيفة يسيل لها لعاب المديرين والجامعيين
قبل سنة كان دافيد لوكاس مدير تقنية المعلومات في "سيليرا"، الشركة التي رسمت الخريطة الوراثية، ثم ألغيت وظيفته، والآن ينظر ابن التاسعة والأربعين من العمر إلى بدء مهنة جديدة- مدير عزبة لعائلة غنية جداً.
يقول لوكاس: "توصلت إلى استنتاج بأنني انخدعت بالشركات الأمريكية"، وبدلاً من السعي إلى منصب في شركة أخرى، استثمر 13 ألف دولار (ستة آلاف جنيه استرليني 9,850 يورو) من مكافأة إنهاء خدمته في برنامج تدريب داخلي لمدة شهرين لموظفي الخدمة الشخصية في كلية ستاركي إنترناشونال في مدينة دنفر بولاية كولورادو الأمريكية.
يقول المدير السابق لتقنية المعلومات الذي كان يدير طاقماً من ثلاثين موظفاً في وظيفته الأخيرة، إن بعض الناس يسألونه لماذا يريد بحق السماء أن يصبح "منزلياً".
وهو يقول:" إنني لا أرى الأمور على ذلك النحو، فأنا أريد إن أكون رئيس العاملين لدى عائلة غنية جداً".
تقول ماري ستاركي التي تدير الكلية التي تدرب فيها، أن لوكاس ممثل لجيل جديد من المحترفين المتعلمين ذوي الخبرة، يغتنم الفرص التي يوجدها الازدهار المتضخم للأغنياء جداً.
وتقول ستاركي إنه بينما كانت المناصب المنزلية الكبيرة نسبياً قبل 20 سنة يشغلها على نحو نموذجي، أشخاص ذوو تعليم رسمي ضئيل، فإن معظم طلابها الآن يحملون درجة الماجستير، ويمكن لمديري العزب ذوي الخبرة أن يكسبوا ما بين 150 ألف دولار إلى 200 ألف في السنة، بينما يمكن لرؤساء الخدم أو مديري الشؤون المنزلية أن يكسبوا مائة ألف دولار.
لكن أصحاب العمل يمكن أن يكونوا كثيري المطالب، كما يشهد بذلك مايكل هاردنج، لاعب جولف محترف سابق عمره 42 سنة. حيث إن هاردنج الذي اضطر للتوقف عن الجولف بعد أن تضرر نتيجة حادث سيارة، يعمل سبعة أيام في الأسبوع 14 – 16 ساعة في اليوم كرئيس خدم مقيم لطبيب جراح بارز وأسرته في مدينة هيوستن بولاية تكساس.
وهو ينهض من نومه عند الساعة الرابعة وخمس وأربعين دقيقة صباحاً ليعد طعام الفطور لمستخدميه وأبنائهما الأربعة، ثم يشرف على أربع مربيات مقيمات وهن يهيئن الأطفال للنهار، وبعد أن يقوم هاردنج بإنزال الأطفال عند المدرسة، يتسوق وينظف البيت ويحضر الأطفال من المدرسة ويقدم لهم وجبة بعد الظهر ويتأكد من إنجازهم لواجباتهم المدرسية المنزلية، ثم يعد عشاء رسمياً لكل العائلة. وعندما يعد فراش مستخدميه للنوم، ينتهي يومه، في العادة مع العاشرة والنصف مساء، وهو لم يأخذ أي عطلة منذ بدء وظيفته الحالية قبل شهرين ونصف الشهر.
يقول هاردنج: "إنه نوع مضن جداً من العمل، فهو يتطلب منك أن تكون مستعداً جداً له دائما.ً.
إن لوكاس وهاردنج جزء من اقتصاد خدمة متنام يهتم بالفائزين الكبار في الاقتصاد العالمي، حيث أن كريستين روبنسون، وزوجها دينيس توسكو، يمتلكان شركة أ فريش إنديفر A Fresh Endeavor، وهي خدمة رؤساء طهاة شخصيين، مقرها في ضاحية لكسنجنتون، إحدى ضواحي مدينة بوسطن بولاية ماساشوستس، وعملهم يهتم في الأساس بأصحاب مهن أثرياء مشغولين جداً بشكل لا يستطيعون معه أن يطبخوا ويريدون أن يستمتعوا بأطعمة من نوعية المطاعم في بيوتهم.
وفي هذه الأيام يعتبر استخدام رئيس طباخين شخصياً "خياراً دارجاً"، كما تقول السيدة روبنسون، حيث إن جل زبائنها يعملون في قطاع الخدمات المالية، وهي تقول: "معظم زبائني يريدون وجبات صحية ومتوازنة لكنهم يريدون أيضا طعاماً ماتعاً، ولا يعني كونك تعقد صفقات بعدة ملايين من الدولارات أنك لا تحب ساندويتش لحم أو معكرونة وجبن."
تتراوح الوظائف التي تخدم النخبة من مدرب دائم إلى بستنجي، وهي في أغلب الأحيان وظائف ذات أجور تنافسية ويشغلها أشخاص ذوو خيارات مهنية متبادلة.
تخرجت ليزا جاكوبسون من كلية الاقتصاد السياسي في جامعة ستانفورد، لكنها اختارت تعليم أبناء الأغنياء مقابل مبلغ يصل إلى 525 دولاراً في الساعة وانتهى بها المطاف بتأسيس شركة تعليم، انسبايريكا، خارج نيويورك.
وهي تقول:" يجيء زبائننا من كل أنحاء العالم، ويذهب المعلمون إلى فنزويلا ولندن وأوكرانيا، إلى كل مكان، والناس يتصلون بأنهم يريدون أن يذهب أبناؤهم إلى الكليات الراقية، وهذه الصناعة نمت فعلاً، بشكل محموم، " بوجود آباء يريدون أن يفعلوا أفضل ما يستطيعون لأبنائهم "وهم يملكون المال الذي يمكنهم من ذلك."
وتقول:" لدينا طاقم كبير من المعلمين المتفرغين والذي يدير العملية بأسرها للعائلة، فالأمر أشبه ما يكون بأننا نوفر خدمة مثل ريتنر- كارلتون أو أي شيء كهذا."
ويقول جارد بيرنشتاين، وهو مسؤول سابق في إدارة كلينتون، والآن في مؤسسة السياسة الاقتصادية: "إننا نشهد طلباً بدائياً على الخدمات الراقية للنخبة والتي تكمل الدخول المحلقة في القمة."
ويختلف الأكاديميون حول ما إذا كان هنالك أي شيء مزعج فعلاً إزاء هذا النموذج الناشئ، وهنا يقول بيرنشتاين إنه بينما لا يعترض على قيام الأغنياء بتهيئة كل أسباب الراحة لأنفسهم فإن هنالك شواهد بأن "الذين يملكون يعصرون الذين لا يملكون."
ويقول إدوارد جلايسر، وهو أستاذ في جامعة هارفارد، إن جامعته، تعتمد كثيراً على هبات الأثرياء وسخائهم، وهنالك إحساس بأنني أيضا جزء من قطاع الخدمات، وأعتقد من ذلك المنظور أن عملية توسيع عدم المساواة تبدو أقل أذى."
ويشعر آخرون بالقلق إزاء ميل البعض لمعاملة الطاقم الشخصي على أنهم أدنى درجة اجتماعية منهم. ومع هذا فإن البعض ينظرون ببساطة إلى الاستفادة مما يبدو وكأنه توجه لا يرحم.
أجاي كابور، اقتصادي لدى بنك سيتي جروب، ينصح المستثمرين بأن ينسوا الطلب من الأمريكيين العاديين ويركزوا على الشركات التي تبيع المنتجات، مثل اليخوت والساعات الراقية – للنخبة الممتازة.
وهو يقول: "إن الأغنياء يزدادون غنى ومن غير المحتمل أن ينتهي توجههم لأن يزدادوا غنى في أي وقت قريب." ويضيف: "كيف نجني الأموال من هذا؟".