مصمّم رقائق يضع مدينة بريستول على الخريطة لسبب مختلف
من مكتب في الطابق السادس يطل على منطقة أحواض مائية عمرها 700 عام في مدينة بريستول البريطانية، نايجل تون لديه وجهة نظر تخص المدينة التي كانت يوماً من بين الموانئ الأكثر ازدحاما في العالم. يحاول السيد تون الآن وضع بريستول على الخريطة لسبب مختلف – من أجل التأكيد على دورها كمركز رئيس لصناعة الرقائق الدقيقة.
تُعدّ "إكسموس"، الشركة التي تبلغ من العمر ثماني سنوات والتي يشغل فيها منصب الرئيس التنفيذي، المرشح الواعد بين مجموعة من شركات أشباه الموصلات في منطقة بريستول للتحول إلى شركة مملوكة للمملكة المتحدة على نطاق منافس لقصص نجاح كبيرة مثل "آرم"، مصممة الرقاقة ومقرها مدينة كامبريدج.
كمهندس نشط محنك في صناعة الإلكترونيات، انضم السيد تون إلى شركة إكسموس قبل ما يزيد قليلاً عن العام ويقول إنه يعمل من أجل اكتتاب "إكسموس" العام خلال السنوات القليلة المقبلة عند قيمة سوقية تصل إلى 500 مليون دولار أمريكي.
إذا نجحت هذه الخطة، فإن ذلك يؤكد أهمية وجود تيار من الأفكار في علوم الكمبيوتر والبرمجيات التي تطورت منذ إنشاء "إينموس" في بريستول عام 1978، وهي شركة أشباه موصلات تدعمها الدولة والتي كان عمرها قصير، لكنه حافل بالأحداث.
تمت خصخصة "إينموس" في عام 1984 بعد أن فشلت في تحقيق معظم أهدافها التجارية الرئيسة، لكنها عاشت بعض الوقت في ظل بعض الملّاك مثل "إس تي ميركروليكرونيكس"، مجموعة الإلكترونيات الفرنسية الإيطالية.
كثير من الأشخاص الذين عملوا في "إينموس" – التي بدأت في الأيام الأخيرة للحكومة العمالية التي خسرت السلطة لصالح مارجريت تاتشر في عام 1979 - ذهبوا للعب دور رئيس في شركات أشباه الموصلات الأخرى، وكثير منهم ما زال لهم وجود كبير في بريستول.
شركة إكسموس - البالغ عدد موظفيها 50، يتمركز معظمهم في بريستول مع فريق تصميم صغير في تشيناي، الهند - تقول إنها تهدف إلى عائدات تراوح بين خمسة وعشرة ملايين دولار أمريكي لهذا العام، وتقول إنه من الممكن تحقيق مبيعات سنوية قدرها مائة مليون دولار أمريكي خلال السنوات الخمس المقبلة.
ويقول السيد تون: "نأمل في جني الأرباح في النصف الثاني من عام 2014 وبعد هذه الخطة لاستكشاف احتمالات التعويم بتفصيل أكبر".
الشركة هي مصنّع "افتراضي"، تعمل على تصميمات يتم تصنيعها إلى رقائق في "مسبك" لأشباه الموصلات في تايوان. ويتم دعمها من قِبَل استثمارات بنحو 40 مليون دولار أمريكي من جماعات استثمارية مثل "أماديوس كابيتال بارتنرز" و"فونديشين كابيتال"، وتتطلع الشركة إلى جمع 15 مليون دولار هذا العام.
الفكرة التقنية الرئيسة وراء "إينموس"- الهدف من إنتاج معالج متعدد الاستعمالات قائم على السيلكون والذي أطلق عليه إيان بارون، مهندس الرقاقة البالغ من العمر 76 عاماً، والذي كان القوة الدافعة الرئيسة، أسم "ترانسبوتر" – تعيش على تصميم "إكسكور" وهي رقاقة رئيسة تحاول "إكسموس" تسويقها.
ويل شتراوس، رئيس "فوروارد كونسيبتس"، وهي شركة استشارية أمريكية لأشباه الموصلات، تشبّه "إكسكور" بسكين الجيش السويسري على أساس من السهولة النسبية التي يمكن من خلالها أن يقوم المبرمج "بتعديل" الطريقة التي تعمل بها لتتناسب مع عدد كبير من التطبيقات، مثل أدوات السيارات أو المعدات السمعية.
ويقول شتراوس: "تمتلك الشركة تكنولوجيا فريدة من نوعها، والتي على ما أعتقد يمكن أن تؤدي إلى أن تصبح نجاحا تجاريا حقيقيا".
حتى الآن تعاقدت "إكسموس" مع نحو 300 عميل في جميع أنحاء العالم. يقول السيد تون إنه يريد توسيع هذا الرقم إلى نحو ألف عميل خلال السنوات القليلة المقبلة، كما تعمل الشركة أيضاً مع عدد من موزعي الإلكترونيات المتخصصة لتحقيق هذا الهدف.
هيرمان هاوزر، مدير "أماديوس" وعميد أعمال الإلكترونيات في المملكة المتحدة، يقول إن فكرة تعويم "إكسموس"- ربما في بورصة لندن – تُعدّ "معقولة" في غضون السنوات القليلة المقبلة.
ومع ذلك، فإن بريت سيمبسون، المحلل في مجموعة آريت الاستثمارية، أكثر تشككاً، بالإشارة إلى النقص النسبي في مصالح المستثمرين في الاكتتابات العامة الأولية لشركات أشباه الموصلات في السنوات الأخيرة.
لقد تم شراء مزيد من شركات أشباه الموصلات الواعدة في المملكة المتحدة من قِبَل شركات الرقاقة الأمريكية في السنوات القليلة الماضية، ويقول السيد سيمبسون إن ذلك هو الطريق الأكثر احتمالا إلى "إكسموس".
ويقول السيد بارون إن شركة إكسموس "تؤكد على كيف أن بعض الأفكار التكنولوجية وراء شركة إينموس كان لها تأثير كبير على صناعة أشباه الموصلات في المملكة المتحدة وبلدان أخرى".
تأثير «إينموس»
يعمل نحو ألف شخص - بما في ذلك عدد من خريجي "إينموس"، شركة أشباه الموصلات السابقة التي تدعمها الدولة ومقرها بريستول – لحساب ما يقرب من 30 شركة أشباه موصلات في المدينة وحولها.
ومن بين ذلك شركات صغيرة تملكها المملكة المتحدة، ويشمل البعض الآخر الشركات التابعة لمجموعات مثل "انفينيون" من ألمانيا و"برودكوم" من الولايات المتحدة.
ذهب العاملون الآخرون السابقون في "إنموس" ليصبحوا موظفين في مجموعات أشباه موصلات كبيرة مقرها الولايات المتحدة مثل "إنتل" و"أدفانسد مايكرو ديفايسيز".
واحدة من أصغر شركات بريستول التي يمكن تعقبها إلى "إينموس" هي "جنودال"، مجموعة أشباه موصلات من 50 عاملا أسسها فريد هوموود في عام 2007، وهو مهندس سابق في "إينموس". السيد هوموود، رئيس قسم التكنولوجيا، يقول عن صاحب عمله السابق: "لقد قامت شركة إينموس بتطوير كثير من التكنولوجيا الجيدة، وساعدت على خلق النظام البيئي لخبرات الحوسبة".